شدّدت قوات الاحتلال الإسرائيلية من تدابيرها العسكرية على الحواجز الفاصلة بين الضفة الغربية والقدس المحتلتين من جهة وأراضي الداخل الفلسطيني من جهة أخرى. وقال مراسل "قدس برس" في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربيةالمحتلة، إن قوات الاحتلال منعت آلاف العمال الفلسطينيين من الالتحاق بأعمالهم داخل أراضي ال 48، دون توضيح الأسباب. وقال المواطن الفلسطيني، باسم الحج يحيى، من مدينة الطيبة في المثلث الجنوبي وسط فلسطينالمحتلة عام 48، إن جنود الاحتلال يدققون في هويات المارة وكل من يدخل مناطق الخط الأخضر أو يخرج منها. وأضاف في حديث ل "قدس برس"، "في السابق كانت عملية التدقيق تُفرض فقط على الداخلين إلى الأراضي امحتلة، في حين أن الخارجين منها لا يخضعون لأي إجراءات". وأشار إلى أن هذه الإجراءات أدّت إلى إعاقة حركة المواطنين الفلسطينيين في الداخل المحتل، وتكدّس سياراتهم على الحواجز العسكرية، ما يدفع بالكثيرين منهم إلى العودة. وأكد موقع "ديبكا" العبري المتخصص بالشؤون الأمنية، أن قوات الاحتلال اتخذت تدابير مشدّدة على الحواجز العسكرية بين الضفة والقدس وأراضي ال 48، وكذلك على الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية، خشية من فرار منفذ عملية تل أبيب.
وتدعي سلطات الاحتلال أن الفلسطيني نشأت ملحم (29 عاما) من بلدة عرعرة شمال فلسطينالمحتلة عام 1948، هو منفذ عملية إطلاق النار من سلاح آلي صوب مجموعة من المستوطنين في شارع "ديزنكوف" وسط مدينة تل أبيب في قلب الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. ورغم مرور أكثر من 72 ساعة على تنفيذ عملية إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل إسرائيليَين وإصابة 10 آخرين، إلا أن الاحتلال ما زال يواجه صعوبة في العثور على ملحم حتى الآن. وقالت شرطة الاحتلال "إن قواتها أقامت غرفة قيادة لعمليات البحث التي تتواصل بمشاركة الآلاف من رجال الشرطة والجيش والوحدات الخاصة والمخابرات والمسلحين المدنيين، دون وجود أية مؤشرات حول مكان تواجده". وذكر موقع "واللا" الإخباري العبري، أن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى "أن منفذ العملية قد تمكن من الوصول إلى مخبأ، ولم يعد بحاجة إلى مواصلة الهرب، وبالتالي فإن الشرطة بانتظار أن يرتكب خطأ ما يقود إليه". أما القناة العبرية العاشرة، فأشارت إلى احتمالين أساسيين لمكان وجوده؛ الأول أن يكون المنفذ قد هرب إلى الضفة الغربية، ولذلك لم تستطع قوات الأمن العثور عليه بعد رغم انتشارها بكثافة. والاحتمال الثاني؛ وهو الأرجح من وجهة نظرها (القناة العاشرة)، فيتمثل بتخطيط المنفذ مسبقاً للعملية وإعداده لشقة قريبة يختبئ فيها بعد تنفيذه العملية، ليتوارى عن الأنظار. ووضع موقع "واللا" العبري احتمالًا لسيناريو آخر، وهو أن منفذ العملية يختبئ في مكان ما داخل مدينة تل أبيب.
وقال الموقع "إن السيناريو الأسوأ هو أن يحتجز المنفذ رهائن تحت تهديد السلاح في حال شعر بتضييق الخناق عليه وعدم تمكنه من مواصلة الفرار". ولم تقتصر عمليات البحث على قوات الأمن والشرطة، بل طلبت مساعدة المستوطنين في عمليات البحث، حيث عمّمت صوراً وفيديوهات للشاب ملحم، لتسهيل التعرّف عليه وإبلاغ الشرطة على الفور. وذكرت مصادر فلسطينية في الداخل، أن قوات الاحتلال دهمت الليلة الماضية واليوم الأحد عشرات الشقق السكنية التي يقطنها طلاب عرب يدرسون في جامعة تل أبيب وفي معاهد أكاديمية بالمدينة ومنطقة "رمات غان"، بحثا عن منفذ عملية تل أبيب.