جدد الدكتور خالد الدخيل الكاتب السعودى، دعوته بأهمية الحاجة الملحة للمنطقة لتشكيل تحالف مصري سعودي تركى، مبررا تجديد دعوته بأن الثلاث دول تتوافر لكل منها عناصر تعيد للمنطقة شيئا من التوازن بعد سقوط العراق وسوريا، على حد توقعه. وأكد الكاتب فى مقالة له بجريدة "الحياة"، بأن التحالف الثلاثي سيكون حاجزا للدور الإيراني المدمر للعالم العربي، ومنطلقا للتأسيس لحال من الاستقرار، لافتا إلى انتهاء اعتبار فكرة تحالف دولة أو مجموعة دول عربية مع إحدى دول الجوار نوعا من المحرمات القومية. وأضاف الكاتب السعودي أن النظام الإقليمي العربي كان يعتمد مسبقا في أساس استقراره وتوازنه على تفاهم رباعي بين أعمدة النظام (السعودية والعراق ومصر وسوريا)، معربا عن أمله بتحول التفاهم الرباعي إلى تفاهم ثلاثي (السعودية وسوريا ومصر)، مشيرا إلى أن آخر مرة تحقق فيها هذا الثلاثي كانت بعد سقوط العراق تحت ثنائي الاحتلال الأمريكي والنفوذ الإيراني منذ 2003. وأكد الدخيل اكتمال سقوط هذه التفاهم الرباعي بعد الثورة السورية التي دفعت النظام السوري أيضا إلى الاحتماء بالتحالف مع إيران في وجه الثورة، حيث بات النظام الشيعي الإيراني، رأس الحربة لوأد هذه الثورة في بلد عربي، تحت مظلة «شرعية» نظام هذا البلد، فضلا عن النظام البعثي السوري، الذي تأسس على مبدأ القومية العربية يحتمي بنظام فارسي مناوئ بشراسة لهذا المبدأ. وأشار الدخيل إلى وجود عنصر ثالث ساهم في تحييد النظامين السورى والإيرانى، وهو المضمون الطائفي العميق لكلا النظامين، وبالتالي حاجة كل منهما إلى هذه الحمية الطائفية لدى الآخر بما يعد بمثابة سياج يبقي على الأسد في دمشق غطاء لتمدد النفوذ الإيراني من الرافدين إلى الشام. وأوضح الدخيل أن هناك مفارقة ثالثة تفضح هشاشة المشهد – على حد وصفه- وهي أن العراق وسوريا، سلم الحكم في كل منهما نفسه للنفوذ الإيرانى، ما أدى إلى انهيار النظام الإقليمي العربي بالنهاية . وتابع الكاتب السعودى فى مقالته: "مع هذا الانهيار دخلت المنطقة مرحلة حروب طائفية، وتدخلات خارجية، واضطراب في الأمن، وسقوط أنظمة، وتهديدات بالتقسيم. كأن المنطقة العربية تعود إلى ما كانت عليه بعد الحرب العالمية الأولى، واستعادة رسم خريطتها السياسية، وربما الجغرافية من جديد. بات الوضع السياسي العربي في حال سيولة مربكة". وأجاب الكاتب على تساؤله: "لماذا تركيا وليس مصر، أو دول عربية مع مصر"؟ قائلا "الإجابة واضحة. مصر في حال ارتباك، والدول العربية الأخرى إما ضحية لحرب أهلية، فتركيا ليست دولة سنية بالمعنى الذي تعتبر به إيران نفسها دولة شيعية. تركيا دولة وطنية علمانية بغالبية سنية. وهي تختلف في أنها لا تعتمد آلية الميليشيا في دورها الإقليمي كما تفعل إيران، ولا تجعل من الطائفية معيارا أساسيا لطبيعة وحدود هذا الدور، كما هي الحال مع إيران أيضا".