الجزيرة السجن .. التي غيرت تاريخ جمهورية جنوب افريقيا محاطة باسوار عالية وبوابة ضخمة حتى لا يستطيع أي سجين سياسي فيها ان يفكر حتى بالهرب .. بيت نيلسون مانديلا الذي قضى فيها 26 عاما من حياته عليها قبل ان يتحول اسمها الى جزيرة الحرية . الزعيم مانديلا المناهض للعنصرية لم ينس الجزيرة حيث زارها 14 مرة منذ عام 1990 وهو العام الذي اطلق فيها سراحه . في رحلة بحرية من كيب تاون الى جزيرة الحرية روبن سابقا تستغرق 40 دقيقة يشاهد المرء اثناءها فليما وثائقيا أعد بطريقة مشوقة عن جزيرة روبن التي سميت نسبة الى سمك الروبن الذي تشتهر به مياه المنطقة . الطريف في الامر ان ألادلاء السياحيين في الجزيرة معظمهم من رفاق الزعيم نلسون مانديلا الذي اصدر امرا بعد توليه رئاسة الجمهورية بتعيينهم في هذه الجزيرة التي اصبحت سياحية بعد ذلك لتحكي قصة نضال طويل ومرير ضد العنصرية التي كانت مستشرية في هذه الجمهورية حيث كان يزج بهذه الجزيرة السجن المناهضون للعنصرية من بيض وسود . العديد من المعتقلين دخل الجزيرة التي تبلغ مساحتها 12 كيلومترا ولم يغادرها أبدا حيث يستطيع الزائر مشاهدة 2000 قبر..وفي الجزيرة كذلك مسجد كرامت وفي داخله ضريح الداعية الاسلامي سيد عبد الرحمن ماتورة الذي لم يخرج من سجن الجزيرة ابدا وهو احد الذين قدموا من أندونيسيا الى جنوب افريقيا للنضال ضد التمييز العنصري . وكان الزعيم نيلسون مانديلا 86 عاما الرئيس الاسبق لجمهورية جنوب افريقيا عارض سياسة نظام الحكم في بلاده التي مارسها المستعمر البريطاني الذي انكر الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للاغلبية السوداء التي تبلغ نسبتها 75 بالمائة ووضعها بيد الاقلية البيضاء التي تبلغ نسبتها 25 بالمائة . وأصبح نلسون مانديلا خلال الاعوام الستة والعشرين التي سجن فيها في معتقل جزيرة الحرية الذي يحتوي على 32 زنزانة رمزا لرفض سياسة التمييز العنصري . ووقف جميع مسلمي جنوب افريقيا ضد التمييز الذي يعارضه الدين الاسلامي الحنيف واشتركوا مع مانديلا في معركة التحرير ضد التمييز العنصري . الماليزي ياسين محمد السجين السابق الذي أصبح فيما بعد دليلا سياحيا في الجزيرة زامل منديلا في السجن خلال سنوات النضال الطويلة يقول ان المعتقلين كانوا يقضون ساعات طويلة في وضع القرفصاء وايديهم فوق روءوسهم تحت اشعة الشمس المرتفعة ولا يجدون اثناء ذلك الا الحديث عن أحلامهم في القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري الذي عانت منه جنوب افريقيا حتى تحققت احلامهم وانتصروا في معركتهم.