الشيخ الثائر وطبيب الميدان "عفت وعبد الهادي".. وتعرية "ست البنات" تطلق صافرة الغضب ب"جمعة الحرائر" شقيقتا "علاء عبد الهادى ورامى الشرقاوى": لن نترك حق الشهداء 16 ديسمبر 2011 يعتبر يومًا مشهودًا، وذكرى لن تنسى للقوى الثورية والشباب الثائر فى ميدان التحرير، حين اندلعت الاشتباكات بينهم وبين قوات الشرطة والجيش فى أسبوع محتدم وقع خلاله المئات من الإصابات والعشرات من القتلى فى محاولة للاعتراض على تعيين الدكتور كمال الجنزورى رئيسًا للوزراء بدلًا من الفريق أحمد شفيق وعقيت الأحداث الدامية بين الثوار والشرطة أحداث "محمد محمود" أحد الشوارع المؤدية لمحيط "مجلس الوزارء" وفى ذكرى الأحداث الرابعة تحاول "المصريون" استرجاع مشاهد تلخص أحداث مجلس الوزراء وروايات جديدة من أهالى شهداء الحدث، بالإضافة إلى شهود العيان الذين شهدوا على بداية الأحداث حين اندلاعها يروون كيف ومتى ولماذا اندلعت أحداث مجلس الوزراء؟ مجلس الوزراء وتبادل الاتهامات بدأت أحداث مجلس الوزراء بعد محاولة فض اعتصام ميدان التحرير مما نتج عنه احتقان بين المتظاهرين والجيش حينها اعتراضًا على تعيين كمال الجنزورى رئيسًا لمجلس الوزراء بديلًا عن "أحمد شفيق" . وفى 16 ديسمبر تحديدًا، اندلعت الاشتباكات بين الطرفين فى رحلة لم تنته إلا بعد 4 أيام من قيامها وذلك عندما تم اختطاف أحد المعتصمين من قبل القوات العسكرية داخل المجلس والاعتداء عليه بالضرب المبرح ومن ثم إطلاق سراحه، الأمر الذى أشعل الأحداث وأجج الغضب إلى أن بدأت الاشتباكات . وبصورة مغلوطة وصف المجلس العسكري، المشهد ببيان مناف للواقع ليلقى اللوم على المعتصمين الذين اعتدوا على أحد الضباط مما أثار غضب زملائه وتدخلوا للدفاع عنه وفض الأحداث، وألقى البيان التهم على المعتصمين الذين اعتدوا على المنشآت الحيوية واستخدموا الخرطوش وزجاج المولوتوف مما تسبب فى انهيار أحد أسوار مجلس الشعب تمهيدا لاقتحامه، وأكد المجلس فى بيانه عدم تدخل قواته لفض الاعتصام مع التزامهم بضبط النفس. واستمرت الاشتباكات بين كر وفر إلى أن وصلت الأحداث لأشدها يوم 16 ديسمبر باستخدام قوات الجيش لخراطيم المياه وتم تبادل إطلاق الحجارة بين الطرفين ما نجم عنه إصابة العشرات وفى هذا الوقت وقع قوات الأمن فى فخ كاميرات الفيديو التى التقطت كل الصور التى تدين قوات الأمن وتظهرهم معتدين ليصل إجمالى المصابين إلى 255 مصابًا وثلاثة قتلى وكان على رأس القتلى الشيخ عماد عفت أمين الفتوى بدار الإفتاء. "ست البنات" تفتح النار على المجلس العسكرى بعباءة وشال اتخذت منهما "ملبسًا" حينما شاركت فى أحداث "مجلس الوزراء" لتقابل سيل من الهجمات والانتقادات "إيه اللى جابها هنا إيه اللى وداها هناك" فلم تكن "سميرة محمد إبراهيم" على علم بأنها كانت على موعد مع "الشهرة" وذلك بعد ارتباط اسمها بقضية "كشف العذرية" واتهامها لقوات الجيش بانها قامت بتعريتها أمام مجلس الوزراء خلال الأحداث. وأثار هذا المشهد من الاعتداء على الفتيات غضب الكثيرين فى وقتها، وتظاهر الآلاف فى جمعة 23 ديسمبر 2011، التى أطلق عليها اسم "جمعة حرائر مصر" أو "جمعة رد الشرف"، التى رفعت شعار "بنات مصر خط أحمر". وخرجت هند نافع"ست البنات" والمعيدة بكلية التربية جامعة بنها عن صمتها قائلة "اتقبض عليا الساعة 8 الصبح من قدام المجمع العلمي، العساكر خلعوا حجابى وشدونى من شعري" مشيرة إلى أن العساكر قاموا بسحلها وتعريتها من ملابسها أثناء ذلك، حتى وصلت إلى مجلس الشورى، وهناك استكملوا الاعتداء عليها بالضرب، حتى دخلت غرفة احتجزوها فيها بداخل المجلس وتم اقتضياها إلى غرفة أطلقوا عليها "غرفة التعذيب". وتابعت فى شهادتها، "أنها كانت الفتاة الأولى التى دخلت الغرفة، ثم قبضوا بعدها على ثمانى فتيات إحداهن تبلغ أربعة عشر عامًا وتدعى نعمة اتنين من الظباط طالبونا بالاعتراف بأننا ممولين ومنتمين لحركة 6 إبريل، مع إننا مش تابعين لأى حركة سياسية" وتم احتجاز الفتيات لمدة 16 ساعة تقريبًا، حتى أصيبت نعمة، بانهيار عصبي، وأصيبت هند، بأزمة قلبية ولم تعد قادرة على التنفس، فبدأت بقية البنات فى الصراخ حتى يحضروا طبيبًا. وتلك الأحداث التى فجرت غضب الثوار لتنطلق فى ال 22 من نفس الشهر بمليونية فى ميدان التحرير عرفت "بجمعة الحرائر" تنديدًا بالانتهاكات التى حدثت للمتظاهرين وتوافد الكثيرون إلى الميدان لتلبية النداء وتوافد المتظاهرون من جميع الميادين مطالبين بتسليم السلطة من المجلس العسكرى إلى مدنيين لينتهى الأمر بوصول الضحايا إلى 17 قتيلاً و1917 مصاباً. شيخ الثوار "عماد عفت " أمين الفتوى بدار الإفتاء والذى ولد 15 أغسطس 1959 بمحافظة الجيزة، حصل على ليسانس اللغة العربية فى كلية الآداب جامعة عين شمس وليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون جامعة الازهر ،عمل مديرًا لإدارة الحساب الشرعى بدار الإفتاء المصرية وعضوًا بلجنة الفتوى بها، بعد أن تولى رئيس الفتوى المكتوبة بالدار فى بداية تعيينه بأكتوبر 2003 م وتوفى فى 16 ديسمبر 2011 فى أحداث مجلس الوزراء . أحد أبرز شهداء أحداث مجلس الوزراء، الذى نزل فى هذا اليوم لنصرة الشباب الذين قتلوا غدرًا أمام مجلس الوزراء لم يكن يعرف أنها ستكون محطته الأخيرة، ووقف جنبا إلى جنب معهم مطالبا بزوال حكومة الجنزورى وسقوط حكم العسكر رغم تخاذل الكثير من الشخصيات البارزة على القيام بمثل هذا الدور . تصدر عفت، الصفوف الأولى وقبل أن يسقط شهيدًا بلحظات نبه من كان بجواره إلى وجود شخص قريب منهم يضرب بطلقات صوت وأكدت مقاطع الفيديو وقتها أن الشيخ عفت مات بإحدى هذه الرصاصات، حيث أكدت النتائج المبدئية لتحقيقات النيابة أن الرصاصة التى استشهد بسببها عيار 9 ملى وجاءت من مكان قريب جدًا بزاوية مستقيمة لا يوجد بها أى انحراف حتى أنها اخترقت جسد الشيخ عماد مما يثير الشكوك حول الجهة التى قامت بقتله. سقط شهيدًا وهو يرمى بالحجارة كل من اعتدى على الثوار ظلمًا وهو يعلم جيدًا أن حجارته لن تبلغ من يضربهم، مرت أربعة أعواما على استشهاده وما زال تلامذته يتذكرونه كل وقت ويرددون ما علمه لهم من خلال صفحة باسمه على موقع التواصل الاجتماعى حتى الأطفال لم ينسوه فقد عرف بحبه للأطفال الذين ودائما ما يذهبون إلى ضريحه طالبين له الرحمة. علاء عبد الهادي.. طبيب بدرجة ثائر "بالبلطو الأبيض" كان يطل دائمًا داخل أروقة ميدان التحرير بأحداث ثورة ال25 من يناير ليسعف المصابين جراء حالات الاشتباكات مع قوات الشرطة من إصابات بالاختناق والخرطوش فى أنحاء متفرقة من الجسد "علاء عبد الهادي، الملقب بطبيب الميدان الذى ساهم فى إنقاذ الشباب الذين تحدوا الرصاص بصدر مفتوح مقبل على الحياة. طبقا لوصف أصدقائه كان علاء، قليل الكلام لا يحب أن يحكى أى تفاصيل جديدة عن شغله فى الميدان بسبب والداته كان دائماً يقول "إنه بعيد عن الأحداث عشان يطمنا" فلم يكن الطبيب الثائر يريد أن ترتعش دقات قلب أمه فزعاً عليه. فى اليوم المشهود 16 ديسمبر سقط علاء عبد الهادى جثة هامدة بسبب طلقة رصاص فى الرأس على بعد أمتار قليلة من الشهيد الشيخ عماد عفت ليلفظا أنفاسهما الأخيرة ويسطرا بدمائهما الطاهرة بداية جديدة لعهد جديد. وفى شهادة لميادة شقيقة "علاء عبد الهادي" ل "المصريون" قالت إنه بالرغم من مرور 4 أعوام على استشهاد أخيها إلا أنها تشعر أنه فارقها الأمس فقط، مشيرة، إلى أنه بالرغم من تقييد القضية ضد مجهول، وبالرغم من أن المحكمة الأفريقية تأخذ وقتًا للبت فيها، إلا إنها تثق فى أن الله لن يترك حق الشهداء، فهو يمهلهم ليوم تشخص فيه الأبصار. وأضافت ميادة، أنها توجه دعاء إلى الله فقط فهى ترفض توجيه رسالة إلى نظام، أو إلى بشر مؤكدة أنه وحده سبحانه وتعالى مطلع ولن يضيع لديه حق مظلوم فهو اسمه "العدل" . شقيقة الشرقاوى: القاتل حر طليق أكدت ريهام شقيقة رامى الشرقاوي، أحد شهداء أحداث مجلس الوزراء أن مازال القاتل حرًا طليقًا، مشيرة إلى أنه بالرغم من مرور 4 سنوات إلا أن الدولة مازالت كما هى ولم تتغير بل زاد فيها الظلم والقهر . ووجهت ريهام، رسالة لأخيها وهى تبكي"واحشنى أوى مفيش حاجة رجعت فى حياتنا تانى زى ما كانت من غيرك" وحذرت فى تصريحاتها ل "المصريون"، القاتل مؤكدة له أن من قتله لن يفلت من العقاب سواء فى الدنيا أو فى الآخرة قائلة "إن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لا يفلته". وطالبت شقيقة الشهيد، النشطاء بألا يفقدوا الأمل فثورة يناير لم يكن يتوقعها أحد، لافتة إلى أنه من لديه حلم فليسعى لتحقيقه، لأن الله عدل لن يتخلى عن أصحاب الإيمان والعقيدة، مشيرة إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرًا فليغيره". "دومة" وغرامة 17 مليونًا وبعد ما يقرب من4 سنوات من أحداث مجلس الوزراء وحرق المجمع العلمى أسدلت محكمة جنايات القاهرة الستار على تلك القضية برئاسة القاضى "ناجى شحاتة" والذى حكم على دومة و 229آخرين بالسجن المؤبد وتغريمهم 17 مليون جنيه كتعويض عن حرق لمجمع العلمى وذلك بعد إسناد النيابة العامة بعض التهم لهم منها التجمهر، وحيازة أسلحة بيضاء، ومولوتوف والتعدى على أفراد من القوات المسلحة والشرطة، وحرق المجمع العلمي، والاعتداء على مبان حكومية أخرى، منها مقر مجلس الوزراء ومجلس الشعب. وكان دومة، قد ترافع عن نفسه خلال الجلسة الأخيرة قبل الحكم قائلًا: "إن الدفاع قدم عدة بلاغات ضد قيادات وأفراد الشرطة واتهم مجموعة تواجدت أعلى أسطح العمارات وقت الاشتباكات يرتدون زى عسكرى وآخرين يرتدون نفس زى أفراد الشرطة، ولم يتم التحقيق معهم. وأضاف دومة، فى مرافعته الأخيرة، أن هناك عددًا كبيرًا من المواطنين قاموا بتصوير هؤلاء الأشخاص وقت الأحداث، وسأله القاضى هل حرقت المجمع العلمي، فأجاب دومة لا أستطيع أن أقول من أحرق المجمع العلمى ولكن لم أحرقه ولكن بعد الاستئناف الذى تقدم به دومة لإعادة المحاكمة مرة أخرى قررت محكمة جنايات القاهرة برئاسة نفس المستشار محمد ناجى شحاتة، تأجيل إعادة إجراءات محاكمة 103 متهمين فى القضية المعروفة إعلاميًا ب"أحداث مجلس الوزراء"، لجلسة 10 يناير القادم لسماع مرافعة النيابة العامة. شهادات جديدة من "ثوار" ملحمة الوزراء قال محمد نبيل، عضو المكتب السياسى لحركة 6 إبريل وأحد شهود العيان على أحداث مجلس الوزراء، إن من أبرز المشاهدات فى أحداث مجلس الوزراء اعتلاء أشخاص سطح المجلس بعضهم يرتدى ملابس الجيش والبعض الآخر مدنى وقاموا بإلقاء قطع الرخام على المتظاهرين مما أدى إلى مزيد من حالات الوفاة، مشيرًا إلى أن المتظاهر الذى استدرجه حرس المجلس للدخول وخرج وعليه علامات الضرب المبرح كانت من أكثر المشاهدات استفزازًا ومن أكثر العوامل التى أشعلت الأحداث . وأشار نبيل فى تصريحات ل"المصريون"، إلى أن هناك العديد من الصور التى تكشف تورط عدد من عناصر الأمن فى ضرب المعتصمين والاعتداء عليهم وحتى الآن لم يحاسب أحد، مؤكدًا أن استراتيجية الحركات الثورية اختلفت كثيرًا فنحن بانتظار اللحظة التى يدرك فيها الشعب سوء إدارة النظام الذى لم يختلف كثيرًا عن نظام مبارك حتى لا يستغل النظام وقفاتنا ليعلق فشله على شماعة غياب الأمن وعدم الاستقرار . وفى سياق متصل، أكد احد شهود العيان على الأحداث رفض ذكر أسمه أنه فى الساعات الأخيرة من يوم 15 ديسمبر كان الثوار يقومون بحلقات من الغناء وآخرين للعب بكرة القدم وغيرهما من النشاطات التى اتخذها الشباب لتمرير الأوقات وسط الخيام التى تمتلئ بالمتظاهرين وتأمينات شديدة من جانب المعتصمين فى ذلك الوقت لعدم وجود أى اشتباك مع قوات الأمن. وأضاف ل"المصريون"أن الأحداث بدأت فى الاحتدام بعد أن قذف أحد الشباب الكرة بالخطأ خلف سور مجلس الوزراء وعبر السور لاستراداها ولكن لم يخرج فسرعان ما تجمهر الجميع من الشباب أمام المجلس ورددوا هتافات ليتم إطلاق سراحه فخرج بالفعل فجر الجمعة 16 ديسمبر مشوه الوجه من كثرة الاعتداء وكانت تلك الحدث بمثابة الشرارة التى أطلقت حدة الاشتباك بين الثوار وقوات الأمن.