دومة و299 آخرون يقضون عقوبة "المؤبد" بطرة.. الشيخ الثائر وطبيب الميدان أبرز شهداء الأحداث.. تعرية "ست البنات" وانتفاضة الحرائر.. مشاهد لن ينساها ثوار يناير 16 ديسمبر 2011 يوم مشهود وذكرى لن تنسى للقوى الثورية والشباب الثائر فى ميدان التحرير حين اندلعت الاشتباكات بينهم وبين قوات الجيش فى 4 أيام وقع خلالها المئات من الإصابات والعشرات من القتلى فى محاولة للاعتراض على تعيين الدكتور كمال الجنزورى رئيسًا للوزراء بدلًا من الفريق أحمد شفيق لتقع العديد من الأحداث السياسية التى ما زال يحاسب عليها الشباب حتى الآن فى القضية المعروفة ب"أحداث مجلس الوزراء" وحرق المجمع العلمى، فلم تكن أحداث مجلس الوزراء سياسية فقط، بل وصل الأمر للتعدى على "فتيات الميدان" فى الحدث الشهير ب"تعرية" ست البنات سميرة إبراهيم.. ترصد "المصريون" 6 مشاهد تلخص أحداث مجلس الوزراء فى ذكراها الخامسة.
مجلس الوزراء وتبادل الاتهامات بين الشعب والعسكر بدأت أحداث مجلس الوزراء بعد محاولة فض اعتصام ميدان التحرير، ما نتج عنها احتقان بين المتظاهرين والجيش حينها اعتراضًا على تعيين كمال الجنزورى رئيسا لمجلس الوزراء بديلًا عن أحمد شفيق. وفى 16 ديسمبر تحديدًا اندلعت الاشتباكات بين الطرفين فى رحلة لم تنته إلا بعد 4 أيام من قيامها، وذلك عندما تم اختطاف أحد المعتصمين من قبل القوات العسكرية داخل المجلس والاعتداء عليه بالضرب المبرح ومن ثم إطلاق سراحه، الأمر الذى أشعل الأحداث وأجج الغضب إلى أن بدأت الاشتباكات. وبصورة مغلوطة وصف المجلس العسكرى المشهد ببيان مناف للواقع ليلقى اللوم على المعتصمين الذين اعتدوا على أحد الضباط، ما أثار غضب زملائه وتدخلوا للدفاع عنه وفض الأحداث، وألقى البيان التهم على المعتصمين الذين اعتدوا على المنشآت الحيوية واستخدموا الخرطوش وزجاج المولوتوف، ما تسبب فى انهيار أحد أسوار مجلس الشعب تمهيدا لاقتحامه، وأكد المجلس فى بيانه عدم تدخل قواته لفض الاعتصام مع التزامهم بضبط النفس. واستمرت الاشتباكات بين كر وفر إلى أن وصلت الأحداث لأشدها يوم 16 ديسمبر باستخدام قوات الجيش لخراطيم المياه وتم تبادل إطلاق الحجارة بين الطرفين ما نجم عنه إصابة العشرات، وفى هذا الوقت وقعت قوات الأمن فى فخ كاميرات الفيديو التى التقطت كل الصور التى تدين قوات الأمن وتظهرهم معتدين ليصل إجمالى المصابين إلى 255 مصابا وثلاثة قتلى، وكان على رأس القتلى الشيخ عماد عفت أمين الفتوى بدار الإفتاء.
الجنزورى يحاول الرد على الأحداث ليخرج كمال الجنزورى مفجر الأزمة فى مؤتمر صحفى يعرب فيه عن حزنه الشديد لما حدث أمام المجلس، مبينا أن هؤلاء المعتصمين لا يريدون التحسن الأمنى، معلنا عن إصابة 30 فردًا بينهم 6 ضباط و24 جنديا من حرس المجلس، مؤكدا عدم استخدام القوات للأعيرة النارية. وعرض المجلس مقطع فيديو نشر على صفحات التواصل الاجتماعى تبين اعتداءات المتظاهرين على المجلس والشروع فى تخريبه. وما زاد الأمر سوءا انتشار فيديو لفتاة يتم سحلها وتجريدها من ملابسها بواسطة قوات الجيش أمام المجلس من خلال المواقع الإخبارية وقتها والتى عرفت ب"ست البنات" سميرة إبراهيم ومن بعدها فكانت هناك كارثة مرتقبة تمثلت فى إحراق المجمع العلمى وتبادلت الاتهامات، فالمجلس العسكرى يشير بأصابع الاتهام إلى المتظاهرين، والمتظاهرون يؤكدون أن البلطجية المندسين هم من يتعرضون للمنشآت والتى تم اتهام أكثر من 300 شخص من بينهم الناشط السياسى أحمد دومة ويقضون عقوبة المؤبد داخل السجن فى الوقت الراهن.
أبرز الشخصيات المشاركة شارك عدد كبير من الشباب الثورى خلال أحداث "مجلس الوزراء" والذين شاركوا بشكل أساسى فى ثورة ال25 من يناير ومن الداعين لها حركة شباب 6 إبريل، حركة كفاية، الاشتراكيون الثوريون، شباب من أجل التغيير، ومن بين الشخصيات البارزة التى شاركت فى تلك الأحداث كان الناشط السياسى أحمد دومة وحسن شاهين أحد مؤسسى حركة تمرد، ومحمد عبد العزيز، وعلاء عبد الفتاح، وجورج إسحاق، وخالد علي، وعدد كبير من الشخصيات العامة التى شاركت فى ثورة يناير، بالإضافة إلى سميرة إبراهيم التى تم تعريتها أثناء الاشتباكات والتى عرفت إعلاميًا باسم "ست البنات" والتى خاضت الانتخابات البرلمانية 2015 فى محاولة للدخول تحت قبة البرلمان وسط هجوم وانتقاد من جانب الشباب والقوى الثورية الأخرى ولكنها لم تفز ب"المقعد البرلماني" رغم شهرتها.
دومة وغرامة 17 مليونًا وبعد ما يقرب من 5 سنوات من أحداث مجلس الوزراء وحرق المجمع العلمى، أسدلت محكمة جنايات القاهرة الستار على تلك القضية برئاسة القاضى ناجى شحاتة، والذى حكم على دومة و229 آخرين بالسجن المؤبد وتغريمهم 17 مليون جنيه كتعويض عن حرق المجمع العلمى، وذلك بعد إسناد النيابة العام بعض التهم لهم، منها التجمهر، وحيازة أسلحة بيضاء، ومولوتوف والتعدى على أفراد من القوات المسلحة والشرطة، وحرق المجمع العلمي، والاعتداء على مبان حكومية أخرى، منها مقر مجلس الوزراء ومجلس الشعب. وكان دومة ترافع عن نفسه خلال الجلسة الأخيرة قبل الحكم، قائلًا إن الدفاع قدم عدة بلاغات ضد قيادات وأفراد الشرطة واتهم مجموعة تواجدت أعلى أسطح العمارات وقت الاشتباكات يرتدون زى عسكرى وآخرين يرتدون نفس زى أفراد الشرطة، ولم يتم التحقيق معهم. وأضاف دومة فى مرافعته الأخيرة، أن هناك عددا كبيرا من المواطنين قاموا بتصوير هؤلاء الأشخاص وقت الأحداث، وسأله القاضى هل حرقت المجمع العلمي، فأجاب دومة لا أستطيع أن أقول من أحرق المجمع العلمى ولكن لم أحرقه ولكن بعد الاستئناف الذى تقدم به دومة لإعادة المحاكمة مرة أخرى قررت محكمة جنايات القاهرة قبل يومين فقط برئاسة نفس المستشار محمد ناجى شحاتة، تأجيل إعادة إجراءات محاكمة 103 متهمين فى القضية المعروفة إعلاميًا ب"أحداث مجلس الوزراء"، لجلسة 10 يناير القادم لسماع مرافعة النيابة العامة.
الشيخ عماد والدكتور علاء.. أبرز الشهداء وفى مشهد مهيب اجتمع الآلاف لتشييع جثمان الشيخ عماد عفت الذى لقب ب"الشيخ الثائر" بحضور مفتى الجمهورية على جمعة لتتحول الجنازة إلى مظاهرة غاضبة، تحمل شعارا "يسقط يسقط حكم العسكر"، بعد تلك الأحداث التى أودت بحياة العشرات ووقوع المئات من المصابين وكان من ضمن الأسماء أيضًا علاء عبد الهادى الملقب ب"طبيب الميدان"، بالإضافة إلى عدد كبير من الشباب الثورى، منهم محمد عبد الله، مصطفى حلمى سيد، أحمد منصور، ياسر فتحى، على عبد المنعم، سامح أنور، أحمد عرفة، محمد مجد الدين، صلاح أحمد إسماعيل، محمد ميلاد، أحمد بخيت، إسلام عبد الحفيظ، قناوى محمد، عادل مؤمن، محمد محيى حسين، مدحت مصطفى، أشرف عمر، محمد رمضان، سيد عمر، أحمد سرور، عادل مصيلحى، رامى الشرقاوى ومحمد مصطفى كاريكا.
نهاية الأحداث ب"جمعة الحرائر" وفى الساعات الأولى من فجر يوم 20 ديسمبر قامت قوات الأمن المركزى باقتحام الميدان وحرق الخيام وإصابة العديد من المتظاهرين وبعدها طالب المجلس العسكرى بوقف العنف والاعتذار لنساء مصر، لتنتفض القوى الثورية مطالبة بسرعة نقل السلطة من رئيس الجمهورية لرئيس مجلس الشعب على أن يتم اختيار رئيس جمهورية خلال 60 يوما. وبعدها هدأت الأوضاع وصولا إلى يوم 22 ديسمبر وتعالت الأصوات بمليونية فى ميدان التحرير عرفت بجمعة الحرائر، تنديدا بالانتهاكات التى حدثت للمتظاهرين وتوافد الكثيرون إلى الميدان لتلبية النداء، وتوافد المتظاهرون من جميع الميادين مطالبين بتسليم السلطة من المجلس العسكرى إلى مدنيين، لينتهى الأمر بوصول الضحايا إلى 17 قتيلًا و1917 مصابًا.