برغم من أنه مؤسس ائتلاف "دعم الدولة"، إلا أنه أصبح مهددا بالإطاحة من رئاستها، عقب الخلافات الحادة التي أصابت الائتلاف عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية، ليواجه اللواء سامح سيف اليزل أزمة جديدة ضمن أزمات ائتلافه الانتخابى، خاصة بعد أن حمل البعض "اليزل" مسؤولية تصدع الائتلاف بعد إعلان حزبى مستقبل وطن والوفد، ومن قبلهما المصريين الأحرار، انسحابها منه، كما رأى البعض الآخر أنه يتحول إلى "أحمد عز" جديد بسبب انفراده بالقرارات، في إشارة إلى المهندس أحمد عز، أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني المنحل. لم يكن أمام "اليزل" في تلك الأزمة، إلا أن يعقد اجتماعًا حضره عدد من أعضاء الائتلاف المستقلين وبعض رؤساء الأحزاب المشاركة في الائتلاف وممثلون عن الأحزاب حول بعض التطورات التي وقعت وخطة العمل المستقبلية والتعديلات المقترحة في مشروح اللائحة الداخلية للائتلاف، موضحا أن الائتلاف استمع خلال الاجتماع لمقترحات الأحزاب في مشروع اللائحة، كما أنه يتسلم مقترحات الأعضاء المستقلين المشاركين في الائتلاف لتعديل اللائحة. كما أصدر "اليزل" بيانًا، قال فيه إن الائتلاف ليس قيدا على المشاركين في الائتلاف سواء المستقلين أو أعضاء الأحزاب المنضمين له أو المشاركين فيه، علاوة على أن الانضمام للائتلاف لا يعنى بأى حال التجرد من الهوية الحزبية للمشاركين فيه، كما حاول البعض الترويج لذلك، مشددا على احترام الائتلاف لكافة الأحزاب المشاركة، وكذلك برامج هذه الأحزاب ولا يتدخل في المواقف الحزبية على الإطلاق. وتابع البيان: "المرحلة التاريخية التي مرت بها مصر والتي لا تزال مستمرة تقتضى من الجميع إنكار الذات والتكاتف من أجل مصلحة الوطن ومن أجل إنجاح البرلمان الذي يبدأ بتحديات شديدة الخطورة، منها أنه يبدأ دون لائحة داخلية وأن هناك قوانين إذا لم يتوفر لها التأييد بنسبة ثلثى الأعضاء على الأقل ينذر بأزمات دستورية قد تنتهى بحل مجلس النواب". ورحب البيان بالأحزاب المنضمة مؤخرًا، كما رحب بانضمام الأحزاب الأخرى، مؤكدا أنه يأسف على مواقف بعض الأحزاب التي أعلنت انسحابها من خلال وسائل الإعلام بشكل مفاجئ ودون إخطار الائتلاف بالأسباب والدوافع التي أدت لذلك، داعيا هذه الأحزاب لإعادة النظر في هذا القرار الذي يأتى في توقيت وبشكل غير مناسبين لطبيعة المرحلة الحالية. وأكد الائتلاف أنه مستمر في مهمته التي أنشئ من أجلها ويضمن الاستقلال الكامل للهيئات البرلمانية للأحزاب المشاركة فيه، كما يؤكد أن المستقلين لهم نفس الضمانات وأن هناك تمثيلا مناسبا للمستقلين داخل المكتب السياسي للائتلاف أسوة بتمثيل الأحزاب. ومن جانبها، أكدت مارجريت عازر، عضو مجلس النواب، عن قائمة "في حب مصر"، أن سامح سيف اليزل هو مؤسس ائتلاف "دعم مصر"، وأنه من الصعب الإطاحة به من رئاسته بسهولة، موضحة أن ما حدث من انسحابات الأحزاب من الائتلاف أزمة مازال بإمكان "اليزل" تداركها. وأضافت "عازر" في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن الإطاحة ب"اليزل" من رئاسة الائتلاف تحتاج إلى اجتماع من جميع أعضاء الائتلاف والإجماع على ذلك بغالبية الأصوات وهو ما لم يتم الدعوة إليه حتى الآن، مشيرة إلى أن الأمور ستتضح في الأيام القليلة القادمة حول إذا ما كان سيتم الإطاحة باليزل بالفعل أم سيتم الإبقاء عليه في منصبه. وفي سياق مختلف، قال الكاتب خالد حريب: "المعروف هو أن سامح بلا خبرات حقيقية في العمل السياسي والبرلمانى، وأنه مجرد واجهة صنعها الإعلام كمتحدث يبدو لمن لا يعرف أنه عالم ببواطن الأمور، بينما الحقيقة هي أن سامح سيف اليزل وجه آخر لرجل الحديد المعروف أحمد عز، الذي تعامل لسنوات طويلة مضت بصلف في موقع مشابه لموقع سيف اليزل الآن، فثارت مصر وراح عز ومن معه. وأضاف في مقال له: "ولو استعرضنا عشرات الأسماء التي جاء بها اليزل في قائمته، ليتحصنوا بالبرلمان فسنشهد العجب، رجل أعمال أعرفه نجح مستقلًا في محافظة ساحلية لم يكتف بمقعده ولكنه دفع بمدير حملته الانتخابية إلى قائمة اليزل ليتجاورا في البرلمان، وأعرف أيضًا كيف تم استبعاد آخرين من تلك القائمة، لأنهم يمتلكون وجهات نظر وقادرون على الدفاع عنها، إذن نحن أمام مسخ مشوه يحاول بقدر الإمكان أن يستخدم اسم الرئيس لفرض هيمنته على الواقع التشريعى القادم". وتابع: "هنا تصبح قصة الدبة التي قتلت صاحبها من فرط حبها له واجبة النشر والكتابة، ولذلك من المهم اليقظة ومحاسبة النواب الذين نجحوا كمستقلين في دوائرهم، ثم هرولوا إلى تكتل اليزل، متجاهلين حقائق ثورتين الأولى في يناير التي أطاحت بتكتل الحزب الوطني، والثانية في يونيو التي أطاحت بتكتل الإخوان، لسنا في حاجة إلى ثورة ثالثة يكون سببها اليزل وأطماعه وغروره، نحن في حاجة إلى مصر المتنوعة والمتعددة، فهل هذا كثير علينا؟