تعتبر السياسة من المجالات القائمة على الجدية .. ولذلك تتناقل كافة وكالات الانباء العربية والعالمية أي موقف طريف يحدث من رئيس أو مسؤول سياسي وبخاصة إن كان من الدول الكبرى .. فالسياسة تقوم على ضبط التصريحات والحركات البسيطة لأن كل كلمة يقولها المسؤول تُحسب عليه. وقبل عشرات السنين قال أحدهم " في السياسة لا تُشكل الامور غير المنطقية عقبة" .. وهذه المقولة تنطبق على تصريحات عدد من الوزراء والمسؤولين الحاليين والسابقين تسببت في موجات كبيرة من السخرية لدى الشعب المصري بكل أطيافه .. فغراب "الإيفيه" تكون أحياناً أقوة من الهوى السياسي .. كان عام 2015 مليئاً بالتصريحات من هذا النوع المذكور بالاعلى و نستعرضها لكم في نهاية العالم كالتالي: 1. مصر ليست وطن نعيش فيه .. بل وطن نعيش فيه: قائل تلك الجملة هو المهندس "إبراهيم محلب" رئيس وزراء مصر السابق , وقالها بمناسبة إفتتاح "الكنيسة المعلقة" بعد ترميمها , حيث وجد الاجواء مناسبة للإستعانة بكلمة منسوبة للبابا شنودة تقول "مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا" .. فخرجت الجملة بهذا الشكل الذي ورد على لسان "محلب" .. وبضغطة زر على محرك بحث جوجل تجد أن جملة محلب تسبق الجملة الأصلية في طلبات البحث . 2. سرعة الإنترنت هتبقى "فووووو" : كان بطل هذا التصريح المهندس ياسر القاضي - وزير الاتصالات - حيث أثار التصريح موجات سخرية عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي .. صحيح أن الموقع الذي نشر الفيديو قام بحذفه .. ربما لعدم تأكده من صحة نسبته للوزير .. ولكن الامر لم يمر فتساءل بعض النشطاء عن "الفو" .. وهل هو وحدة قياس مثل "الميجا" و "الجيجا" أم وحدة قياس جديدة؟ 3. هنسد "الخرم" اللي انتوا قلقانين منه: كانت الازمة مشتعلة في مصر عقب سقوط الطائرة الروسية .. والسياح خائفون من المجئ إلى مصر خشية التعرض لإيذاء بعد تلك الحادثة .. فوجه لهم وزير السياحة هشام زعزوع هذه الدعوة المبتكرة للعودة إلى مصر لافتاً أن المسؤولين سيقومون بسد "الخرم" الذي يُقلق السياح البريطانيين وغيرهم .. ربما كان يتحدث عن الثغرات الأمنية لكن التصريح كان مادة للتندر في مواقع التواصل الاجتماعي .. وحسن نية الوزير في إطلاق تصريحه لم تشفع له عند المصريين الذين يعشقون "النكتة". 4. أزمة البنزين إيحاء نفسي: العلاج بالإيحاء والتنويم المغناطيسي من العلاجات النفسية الشهيرة للمصابين بالعصاب وربما الذهان أيضاً .. لكن ما علاقتهم بالبنزين؟ .. هذا ما كشفه طارق الملا وزير البترول حيث أكد أنه لا يوجد أي ازمة في البنزين في مصر ولكن الناس حين يرون "زحام" على محطة بنزين فيهيأ لهم بأن هناك أزمة .. وهو تصريح لم يسلم من السخرية حيث تساءل البعض عن المكان الذي يجب أن يعالجوا فيه من هذا المرض النفسي الخطير؟ .. أياً ما كان فهذا لا ينفي إبتكار الوزير لمرض نفسي جديد ألا وهو "إيحاء البنزين". 5. الجنة فيها مزيكا وباليه : الحديث عن الحياة الاخروية من المسائل التي لا يتسامح فيها المصريون وبخاصة إذا أتت بغير علم أو بدون تخصص .. وهذا سبب الغضب من غادة والي - وزيرة التضامن - التي تنبأت بوجود "مزيكا" وباليه وغناء في الجنة .. كثيراً من العلماء وعوام المسلمين لديهم مشكلة دينية مع "المعازف" فضلاً على أن وزيرة التضامن لم تقدم "نص" - بحسب رأيهم - على ما قالت .. لهذا كان الهجوم الممزوج بالسخرية كاسحاً .. 6. مفيش بطالة .. وراتب الطفل في "البقالة" 300 جنيه: لو خرج هذا التصريح من وزير الرياضة السويسري لبدا الامر معقولاً صحيح أن سويسرا تمنع استغلال الاطفال كعمالة ولكنها على الاقل ليس لديها معدلات بطالة عالية .. أما المسأئل في مصر فلا تشي بذلك ... فالبطالة معترف بها من واقع تقارير حكومية .. وزير الشباب والرياضة المصري خالد عبد العزيز يرى أنه لا بطالة في مصر لأن اغلب الشباب لا يعملون في القطاع العام وإنما في القطاع الخاص وأن عمال "الديلفري" يحصلون على 3000 جنيه شهرياً كراتب .. إذن لا توجد مشكلة بطالة .. بعض النشطاء نصحوه على مواقع التواصل الاجتماعي بالنزول لأي مقهى ليشاهد الاوضاع بنفسه .. إذ ربما يغير رأيه. 7. الشعب المصري سيكون من أسعد شعوب العالم عام 2030 : نُسب هذا التصريح للدكتور أشرف العربي - وزير التخطيط - لافتاً إلى أن الحكومة أعدت خطة تجعل المصريين من أسعد شعوب العالم عام 2030 , وهو ما أثار موجة من السخرية وبخاصة في ظل مؤشر مصر الدولي المتدني في مستوى سعادة الشعب .. بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أبدوا تعليقاً على التوقيت الذي وعد الوزير فيه المصريين بالسعادة .. وحكوا بعض نوادر العرب التي تشبه ما قاله الوزير .. والبعض الاخر طالبه بأن يُسعد المصريين الان لأن لا أحد يضمن أن يعيش حتى عام 2030 بحسب تعبيرهم .