كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الهجمات الفلسطينية بين الطعن والدهس وإطلاق النار, أصبحت كابوسا يوميا للإسرائيليين. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 17 ديسمبر أن ما يزيد من ذعر الإسرائيليين, هو احتمال انضمام مجموعات مسلحة إلى الهبة الفلسطينية المتواصلة منذ مطلع أكتوبر الماضي. وتابعت " أجهزة الأمن الإسرائيلية بدأت تتلمس بعض المؤشرات الجديدة عن محاولات فلسطينية لتنظيم خلايا مسلحة في الضفة الغربية". واستطردت " رغم عدم توفر خلايا منظمة منذ اندلاع الموجة الحالية من العمليات الفلسطينية باستثناء المجموعة المسلحة التي نفذت عملية نابلس, التي أسفرت عن مقتل اثنين من المستوطنين, فإن ذلك لا يعني أن المنظمات الفلسطينية تتجاهل تشكيل المزيد من الخلايا المسلحة". وأضافت الصحيفة " عملية الدهس, التي شهدتها مدينة القدس قبل أيام, أعادت موجة الهجمات الفلسطينية إلى صدارة الأخبار مجددا، وباتت هذه العمليات جزءا من الحياة اليومية للإسرائيليين، وكابوسا لهم". وكانت "هآرتس" قالت أيضا إن عملية الدهس الأخيرة قرب محطة الحافلات المركزية بالقدس, أصابت حكومة بنيامين نتنياهو بصدمة كبيرة, ودفعتها لرصد ميزانية جديدة لتأمين محطات الباصات والحافلات. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 15 ديسمبر أن نتنياهو أجرى عقب عملية الدهس مشاورات أمنية مع وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان ووزير المواصلات يسرائيل كاتس ورئيس بلدية القدس نير بركات. وكشفت "هآرتس" أن أردان أبلغ نتنياهو بتعليق صادم مفاده, أنه لا يرى نهاية لموجة الهجمات الفلسطينية, التي اندلعت أوائل أكتوبر الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو أصدر تعليماته, بعد عملية القدس, بوضع حماية مكثفة على المئات من محطات الباصات وحافلات النقل العامة بمدينة القدس، وهي خطة ستكلف إسرائيل مليوني شيكل "ما يزيد على نصف مليون دولار". وكان 14 إسرائيليا أصيبوا ظهر الاثنين 14 ديسمبر, في عملية دهس قرب محطة الحافلات المركزية بالقدس، فيما استشهد منفذ العملية بعد إطلاق النار عليه بشكل كثيف. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن فلسطينيا دهس بسيارته عددا من الإسرائيليين خلال توقفهم في محطة الحافلات المركزية بالقدس, فيما أوضحت القناة الثانية الإسرائيلية أن 14 إسرائيليا أصيبوا بجروح متفاوتة, بين متوسطة وخطيرة. وفي وقت لاحق، ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أنه تم العثور على "فأس" داخل سيارة منفذ العملية. وأشارت القناة العبرية الثانية إلى أن منفذ عملية الدعس في محطة هيرتسيل بالقدس من مخيم شعفاط. وكانت صحيفة "معاريف" العبرية كشفت أيضا عن حجم الخوف الذي يعيشه المستوطنون اليهود في الضفة الغربيةالمحتلة, بسبب تصاعد الهجمات الفلسطينية. وقالت الصحيفة في تقرير لها في 13 ديسمبر, إن عملية طعن حتى لو وقعت في تل أبيب, تشعر الإسرائيليين في الضفة الغربية بالخوف الشديد, وتدفعهم للبقاء بمنازلهم ثلاثة أيام متواصلة. ونقلت "معاريف" عن ضابط في قيادة المنطقة الوسطى بالجيش الإسرائيلي المسئولة عن الضفة الغربية, قوله إن أكثر ما يرعب الإسرائيليين في الضفة هو الطريق "443 ", الذي يشكل مصدر تهديد حقيقي لهم، لأنه شهد العدد الأكبر من الهجمات, التي ينفذها الفلسطينيون. وقال أحد المستوطنين الإسرائيليين الذين يسلكون هذا الطريق, وهو من سكان مستوطنة "موديعين", للصحيفة إن "الأمن مفقود على هذا الطريق, على الرغم من التواجد المكثف للجيش الإسرائيلي، الذي لم يمنع من قتل أحدهم في إحدى الهجمات الفلسطينية". وتابعت الصحيفة أن نوفمبر الماضي وحده شهد 41 عملية فلسطينية على الطريق "443 ", بين إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة واستخدام شعاع الليزر ضد سائقي المركبات الإسرائيلية، بجانب عمليات الطعن بالسكاكين. واستطردت " الإسرائيليون في الضفة في حالة ذعر, خاصة أن حوالي 16 ألفا منهم, يرتادون هذا الطريق".