أى حديث عن هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو مؤامرة ضد الدعوة الإسلامية وتشويه لها ومحاولة لتخويف الناس وإرهابهم من المد الدينى المتصاعد!! ولا يمكن للجماعة السلفية أن تكون على قناعة بما يفعله البعض من الذين أعلنوا قيام اللجنة التأسيسية العليا لهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى مصر، والذين بدأوا بالفعل على موقعهم الإلكترونى فى تلقى طلبات الراغبين فى الانضمام لهذه الهيئة المقترحة.. ونحن مع أزهر مصر الشريف والعظيم فى موقفه الرافض لهذه الهيئة، والتى يرى فيها تعديا وخروجا عن الشرعية وتجاوزا لدور الأزهر ومزاحمته فى تقديم رسالته الدينية. ونأمل أن يتوقف وبسرعة أى بيانات تصدر عن هذه الهيئة المزعومة وأن تصدر الجماعة السلفية بيانًا رافضًا لها وموضحا موقفها فى الدعوة إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، بعيدا عن جماعات ومجموعات الإرهاب التى قد تنتشر فى الشوارع والأحياء ذات يوم لتصطدم بسلوكيات وأفعال وتصرفات بعض الناس وتدخل المجتمع كله فى فتنة قد لا يدفع ثمنها إلا الدعوة الإسلامية وانتشارها. وإذا كان بيان اللجنة التأسيسية العليا لهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر قد رفض على موقعه على الفيس بوك البيان الصادر من شيخ الأزهر بشأن عدم شرعية الهيئة ودافع عن ذلك بأن ملايين المصريين الذين صوتوا فى الانتخابات لصالح الأحزاب السلفية يؤيدون قيام الهيئة، فإننا نقول إن هذه الملايين كانت تصوت لحملة كتاب الله والذين كانوا يتحدثون إليهم من منطلق التمسك بالكتاب والسنة، ولكن هذه الملايين هى نفسها التى ستنقلب عليهم إذا هم تدخلوا بشكل مباشر فى تنظيم علاقة كل إنسان بربه وكيفية ممارسته لحياته. إن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لا يكون من خلال هيئة أو سلطة أو أفراد ينصبون من أنفسهم، وفقا لمفاهيمهم وثقافتهم، أمور الدين والمجتمع، وإنما يكون من خلال سلوكيات الملتزمين دينيا ومن خلال أداء هذه الأحزاب الدينية فى خدمة المجتمع وفى السمو فوق دنايا الدنيا ومغرياتها وفى ضرب الأمثلة فى التواضع والمحبة والرحمة، وفى القيام بالمشروعات الإنسانية والاجتماعية التى تخدم المجتمع والناس وتنشر روح المحبة والتكافل واحترام مختلف الأديان والثقافات. إننا لا نريد الدخول فى متاهات وتعقيدات، ونأمل فى أن يكون هناك صوت للعقل والمنطق وتدخل حاسم من العلماء والحكماء قبل أن نجد فى الطريق من يحمل "خيرزانة"، ويحدث بعدها ما لا يحمد عقباه. [email protected]