استقبلت قبائل البشارية والعبابدة، الذين يوصفون ببدو الصحراء، القرار الجمهورى بإنشاء وانطلاق شركة شلاتين للتنقيب عن الذهب فى الصحراء الشرقية ومنطقة العلاقى الحدودية جنوبأسوان، بنوع من الترحاب والأمل، معتبرين أن الشركة الجديدة ستمثل لهم إضفاء الشرعية على عمليات التنقيب عن الذهب، والتى حرموا منها طوال العقود الماضية لتعارض ذلك مع القوانين المصرية والتى اعتبرت التنقيب عن الذهب جريمة يعاقب عليها القانون، إلا أن الواقع تغير سريعًا وانقلبت الأمور رأسًا على عقب. وأكد أبناء البشارية والعبابدة بأسوان والبحر الأحمر، أن شركة شلاتين للثروة المعدنية والتنقيب عن الذهب، وضعت أمامهم شروطًا تعجيزية ورسومًا خيالية من أجل إطلاق يدهم فى عمليات التنقيب والبحث عن الذهب فى الصحراء.
وأوضح عوض هدل شيخ مشايخ البشارية بأسوان، أن شركة حلايب وشلاتين التى صدر قرار رئاسى بإنشائها مؤخرًا للإشراف على عملية التنقيب عن الذهب داخل مناطق الصحراء الشرقية بالبحر الأحمر والعلاقى جنوبأسوان تطالبهم بسداد ما يقرب من 75 ألف جنيه عن كل فرد كحق امتياز للعمل فى التنقيب والبحث عن الذهب، بالإضافة إلى تخصيص 20 % من قيمة الإنتاج المستخرج من الذهب لصالح الشركة صاحبة الامتياز.
وأضاف، أنهم من الفئات الفقيرة ومحدوى الدخل وأن الرسوم التى قررتها الشركة للتنقيب عن الذهب ترهقهم ولا تتناسب مع المستوى الاجتماعى لهم، مما تسبب فى عدم تقدم أى شخص حتى الآن للحصول على حق الامتياز أو التصريح للتنقيب عن الذهب، مطالبًا بتقديم إعفاءات خاصة لأبناء القبيلتين مراعاة للبعد الاجتماعى.
فيما أشار بخيت سعد محمد، من أبناء قبيلة العبابدة بمركز دراو، أن أبناء العبابدة والبشارية هم حراس البوابة الجنوبية لمصر وهم أدرى بالأمن القومى المصرى، فى هذه المناطق ولذا اعتمدت عليهم الدولة بشكل كامل فى غلق هذه المناطق أمنيًا حفاظًا على تراب الوطن. وتابع، أنه جاء وقت رد الجميل لنا ولأبنائنا من خلال العمل على تنمية هذه المناطق وإطلاق يد الأهالى على عمليات التنقيب عن الذهب بشكل مقنن تحت رعاية الشركة الجديدة التى شرع فى إنشائها مؤخرًا، دون وضع قيود أو قرارات تعجيزية تفوق قدرات هؤلاء المواطنين البسطاء بما يحقق العدالة الاجتماعية .
وأضاف، أن مناطق الصحراء الشرقية والبحر الأحمر والعلاقى جنوبأسوان، أهدرت طوال الفترة الماضية رغم كونها مستقبل مصر تعدينيًا، حيث يتواجد بها أكثر من ثلثى ثروة مصر من المعادن والمواد المحجرية فى الوقت الذى يعاني غالبية أبناء هذه المناطق من الفقر المدقع وأوضاع اجتماعية صعبة. وتابع، أنه عقب صدرور القرار الجمهورى بإنشاء شركة شلاتين، هللنا للقرار باعتبار أنه سينهى مشكلات الملاحقات والتوقيف الأمنى لأبناء وشباب قبائل البشارية والعبابدة المقيمين فى مناطق حدودية بين مصر والسودان، حيث يفاجئ الشباب بالقبض عليهم أثناء عمليات الترحال والتنقل والتنقيب والبحث عن الذهب، لكن خاب الأمل سريعًا لعدم وجود رؤية حقيقية لعمل الشركة. وطالب مسئولو شركة شلاتين الجديدة للتنقيب عن الذهب، بالجلوس مع مشايخ القبائل للتوصل إلى صيغة اتفاق وتفاهم حول إطار العمل فى مجال التنقيب عن الذهب بما يحقق الحفاظ على الثروة التعدينة للدولة من هذا الخام من جهة وتوفير فرص عمل حقيقية لأبناء البشارية والعبابدة من جهة أخرى.
كما رفض شيوخ القبائل أى إملاءات عليهم أو قرارات تعجيزية من الشركة صاحبت الامتياز بشأن التراخيص التى ستمنحها للأهالى للتنقيب عن الذهب.
وأكدوا، أن الأوضاع لن تحل إلا بفتح ملف تنمية المناطق الحدودية والتى نص عليها الدستور المصرى مؤخرًا مع إطلاق يد أبناء قبائل الصحراء فى التنقيب عن الذهب بشكل مشروع من خلال شركة الشلاتين الجديدة التى تم تأسيسها مؤخرًا، على أن تتم الاستعانة بأبناء قبائل العبابدة والبشارية للعمل بها فى ظل خبراتهم الواسعة فى هذا المجال أو فرض رسوم بسيطة غير تعجيزية على مناطق الامتياز . شاهد الصور..