قبائل البشارية والعبابدة: القرار ينهى مسلسل المطاردة العسكرية.. وسكان الصحراء: "إحنا بناخد الذهب اللى قادم مع السيول" صدر مؤخرا قرار جمهورى بإنشاء وانطلاق شركة شلاتين للتنقيب عن الذهب فى الصحراء الشرقية ومنطقة العلاقى الحدودية جنوبأسوان، والذى يعد بمثابة طوق النجاة لتقنين عمليات التنقيب عن الذهب فى تلك المناطق وإضفاء الشرعية عليها فى ظل تعارض القوانين المصرية سابقا مع عمليات التنقيب عن الذهب التى يقوم بها البعض خاصة من بدو الصحراء باعتبار ذلك يمثل إهدارا للثروة القومية. ووصف القرار الجمهورى بأنه سينهى مشكلات الملاحقات والتوقيف الأمنى لأبناء وشباب قبائل البشارية والعبابدة المقيمين فى مناطق حدودية بين مصر والسودان خاصة مناطق حلايب وشلاتين وابورماد بالبحر الأحمر والعلاقى بأسوان، حيث كان يفاجئ الشباب بالقبض عليهم أثناء عمليات الترحال والتنقل والتنقيب والبحث عن الذهب فى ظل ما يعانيه غالبية أبناء هذه المنطقة من فقر مدقع وأوضاع اجتماعية صعبة. يقول عبد المجيد عثمان شيخ مشايخ قبائل العبابدة، إننا نقلنا إلى كافة الرؤساء السابقين الأوضاع الاجتماعية الصعبة التى يعيشها أبناء الصحراء فى أسوان والبحر الأحمر، وأن هذه الأوضاع لن تحل إلا بفتح ملف تنمية المناطق الحدودية وإطلاق يد أبناء قبائل الصحراء فى التنقيب عن الذهب بشكل مشروع من خلال تأسيس شركة مساهمة مصرية تعمل فى هذا المجال، على أن تتم الاستعانة بأبناء قبائل العبابدة والبشارية للعمل بها فى ظل خبراتهم الواسعة فى هذا المجال أو فرض رسوم على الأجهزة التى يستخدمها الشباب فى عمليات البحث عن الذهب. فيما كشف الشيخ نصر على كرار شيخ مشايخ قبائل البشارية عن أن منطقة وادى العلاقى الحدودية والتى تمتد حتى منطقة حلايب وشلاتين شرقا يوجد بها ثلاث مناجم للذهب بمنطقة أم قريات وأبو دبار ومنطقة حمر, وأن مناجم الذهب بالمنطقة كانت تعمل تحت سيطرة الاستعمار فى عهد الملك فاروق حتى جاءت ثورة 23 يوليو 1952 ومنذ هذا التاريخ لم تتم الاستفادة من هذه المناجم وجاءت شركة إنجليزية بنظام حق الامتياز للعمل بالمنطقة وبعد انتهاء عملها قرر شباب القبائل البحث عن الذهب نظرا للظروف المعيشية القاصية التى يعيش فيها سكان المنطقة. وأوضح أبناء قبائل البشارية الذين يعملون فى مجال التنقيب والبحث عن الذهب أنهم لا يستهدفون فى عمليات تنقيبهم عن الذهب المخزون الاستراتيجى لمصر منه لكنهم يقوموا بالتنقيب على الذهب القادم سنويا من السودان مع مياه السيول من ناحية العلاقى جنوب شرق أسوان، حيث يتم استخدام أجهزة متخصصة فى الكشف عن المعادن من بينها الذهب تصل قيمة الجهاز الواحد الى 30 ألف جنيه، فيما تتم مصادرة تلك الأجهزة فورا ومصادرة أى كميات مستخرجة من الذهب حال تواجد هؤلاء الأشخاص فى مناطق عسكرية محظورة داخل الحدود، بالإضافة إلى أن أبناء تلك القبائل يواجهون بأحكام عسكرية مشددة ما بين الحبس والغرامات المالية. وأعلن محافظ أسوان مصطفى يسرى، عن صدور تكليفات من الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ عدة أسابيع للحكومة بسرعة انطلاق العمل فى شركة شلاتين للثروة المعدنية وهى شركة مساهمة مصرية للبحث والتنقيب عن الذهب والمعادن المُصاحبة له واستغلالها فى مناطق الصحراء الشرقية و منها منطقة العلاقى جنوبأسوان. وأشار المحافظ، إلى أن هذه الشركة ستساهم إلى حد كبير فى توفير فرص عمل للآلاف من الشباب وخاصة أن الشركة سيكون لها مقرا فى العلاقى جنوبأسوان وآخر فى شلاتين بالبحر الأحمر . وأضاف، أن الشركة ستساهم أيضا فى إضفاء الشرعية على عمليات التنقيب عن الذهب بشكل مشروع ، من خلال استغلال هذه الثروات التعدينية بالشكل الأمثل لتنمية موراد الدولة .