على كل من انتوى ونوى وقرر عامدا متعمدا راصدًا مترصدا أن يأخذ كلامى التالى على غير محمله ويفسره بغير مراده الحقيقى, ويرسل لى الشتم والظن السيئ, أن يستغفر الله, والله تعالى أنزل علينا كلاما لا يأتيه الباطل, ولا تبلى عجائبه ولا يغسله الماء. وجعله قرآنا يتلى إلى يوم الدين.. وحفظه فى صدور الرجال وفى الرقاع والجلود ثم بالمصحف.. والمصحف من عند الله, والله هو ربى وربكم ورب أفراد الجماعات الإسلامية الذين سبق لهم الاعتقال, وهو رب جمال مبارك وحسن عبد الرحمن سارى عسكر الجلادين أو رئيس مباحث أمن الدولة سابقا. وبعض الملاحيظ فى محاكمة مبارك, ستجدها لو عدت بالذاكرة سنوات قريبة فى مشاهد يوم سيق الذين قيل لنا إنهم إرهابيون إلى المحكمة زرافات ووحدانا يعنى مجموعات وأفرادا, بل هو يتقاطع مع ذاكرة أكبر محاكمة فى التاريخ الحديث والمعروفة بقضية واحد وثمانين أو تنظيم الجهاد, ففى محاكمة القرن أو محاكمة مبارك الرئيس السابق أو المخلوع- سمه ما شئت فليس هذا هو الموضوع- فى تلك المحاكمة برز المصحف فى أيدى بعض المتهمين وفى مقدمتهم جمال مبارك, كما كان المصحف فى يد خالد الإسلامبولى وبعض رفاقه, وما تلا ذلك على مدى ثلاثين عاما فى قضايا الجماعة الإسلامية والجهاد والإخوان المسلمين. من كان يصدق؟ بل كم من بيننا لا يزال يردد ماسحا وجهه بكفيه"إحنا فى حلم ولا فى علم"؟ أقول ذلك وفى ذاكرتى تعليق لصحفى قاله على الهواء بالتليفزيون المصرى أثناء نقل وقائع الجلسة الأولى حيث قال نصا:"اليوم يمسك جمال وعلاء بالمصحف, يعنى النهاردة يعرفوا ربنا بلاش تمثيل" فقلت: يا هذا ربنا واحد و وحده من يملك الرضا والغضب والقبول والإعراض, ولو أن الحكم والصفح بأيدينا لما نجا من بنى آدم أحد. وسبحان مقلب القلوب فنفس الصحفى - قبل عام واحد وعلى الهواء أيضا- كان يقول فى مبارك ما قال أبو نواس فى الخمر وما قال الشاعر إياه فى (لا هيدينى ولا يرقينى ولا فيش مصلحة بينى وبينه), وسبحان الله فى عجائب تصاريف تقاليب مواقف مخاطبات عباده. لكن يبقى فارق ففى قضية قتل السادات قال شاعر من بين المتهمين: الحر يعرف ما تريد المحكمة/ وقضاتها سلفا قد ارتشفوا دمه.. مع أن قاتلى السادات شهدوا بالعدل لقاضيهم ومشوا فى جنازته.. أما اليوم فيقول لنا خبراء القانون: المتهم يعرف أن الأوراق مهلهلة/ وقضاتها سلفا معذورون فى تلك الهرجلة. فمن يا تُرى سيمشى فى جنازة من؟ وما هى نتيجة المحاكمة التى طالت؟ الشيء الوحيد الذى أعرفه والأكيد الوحيد هو أن العدل أساس المُلك والمَلك هو الديان وكما تدين تُدان, والقاتل والمقتول عما قريب سيقفان أمامه سبحانه, وَحِدُوه. محمد موافى [email protected]