دكتورة هاجر سعد الدين، صاحبة صوت إذاعي مميز، تمتلك ثقافة دينية واسعة، قدمت العديد من البرامج الإذاعية أشهرها "رأي الدين"، "فقه المرأة"، "الموسوعة الفقهية"، "فقه المرأة في رمضان"، "بغداد تاريخ وحضارة"، وغيرها العديد من البرامج، هي أول سيدة تشغل منصب رئيس شبكة القرآن الكريم، منحت لقب رسول السلام من الأممالمتحدة عام 1996. تخرجت هاجر سعد الدين في كلية البنات جامعة الأزهر، وعملت كمشرفة على البرامج الدينية بالبرنامج العام بالإذاعة، ثم تحولت إلى إذاعة القرآن الكريم التي تدرجت فيها حتى صارت في مدة قصيرة على قمتها. حصلت على الماجستير عن رسالتها بعنوان "فقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه" ثم حصلت على الدكتوراه عن رسالتها: "في حقوق الزوجة المادية الناشئة عن عقد الزواج". على الرغم من تقاعدها، إلا أنها لاتزال تواصل إطلالتها عبر الأثير. *بعد تخرجك في جامعة الأزهر.. كيف كان التحاقك ب"إذاعة القرآن الكريم"؟ **كان هناك إعلان منشور بإحدى الصحف، ومن فضل الله تعالى وفّقت في اختبارات الإذاعة، ومن ثم توالت النجاحات وعُينت في شبكة القرآن الكريم لأشغل منصب مدير عام برامج الأسرة والمجتمع, كما أنني كنت سعيدة حين اقترن اسمي بهذه الإذاعة. وحينما أصبحت مديرًا للشبكة في عام 1997 طالبت بأن يكون هناك قسم لمراجعة البرامج قبل إذاعتها، وتمت الموافقة على ذلك. * ما هو أول برنامج قمتي بتقديمه على شبكة القرآن الكريم؟ ** قدمت برنامج "دنيا ودين" عام 1972، وكان أول برنامج يوضح الدلالات العلمية الموجودة في الآيات القرآنية, ثم قدمت برنامج "سبحان الله"، كما أنني أميل دومًا إلى البرامج التي تدعو للتأمل في ملكوت الله، والذي شجعني على ذلك هو والدي - رحمه الله - حيث كان يحثنا على التفكر في الكون امتثالاً لأمر الله تعالى. *على مدار عملك كإذاعية.. ما أكثر البرامج التي حققت شهرتك؟ **أعتقد أنه برنامج "دنيا ودين"؛ حيث إنه أول برامجي ومن بعدها "رأي الدين" وبعدها توالت نجاحات برامجي بفضل الله. وكان من أسباب تقديمي لبرنامج دنيا ودين عندما استشعرت حاجة الناس إلى الفتوى الصحيحة قدمت هذا البرنامج؛ حيث قام فيه كبار العلماء بالرد على أسئلة المستمعين حول جميع القضايا والمشاكل التي تهم المستمع, كما تطرقت في البرنامج إلى موضوعات شائكة مثل نقل الأعضاء وفوائد البنوك وغيرها من الأمور الدينية والدنيوية. *ما الذي حققته خلال توليك منصب رئيسة شبكة القرآن الكريم؟ **في البداية حرصت أن يكون لشبكة القرآن الكريم دورات خاصة بكل مناسبة دينية مثل "الإسراء والمعراج" وغيرها من المناسبات التي يُقدم فيها المسابقات والبرامج. كما أنني صممت على إنشاء مكتبة خاصة للعاملين بالقرآن الكريم تضم أمهات الكتب التراثية الدينية حتى يستفيد منها مقدمو البرامج. ومنذ فترة.. احتفلنا بمرور 14 قرنًا على دخول الإسلام مصر، وذلك على مدى عامين تتبعنا خلالهما مسيرة الفتح بداية من العريش، ثم بورسعيد وبلبيس، وصولاً إلى مسجد عمرو بن العاص. ونقلنا من هذه المدن صلاتي العشاء والتراويح، وفي نفس الإطار نقلناهما العام الماضي من أشهر المساجد العربية مثل الأموي بدمشق, الزيتونة بتونس، محمد الخامس بالمغرب وغيرها من البلدان. *التراث الإسلامي محفوظ داخل مكتبات الإذاعة.. فهل هناك أفكار لزيادة هذا التراث؟ ** بالفعل قمنا بدعوة المستمعين لمنحنا ما يمتلكون من شرائط نادرة، وبالفعل حازت تلك الدعوة استجابة من دول العالم الإسلامي جميعًا. وبدأنا نقدم هذه المواد في برنامج "من التسجيلات النادرة" للحفاظ عليها من الضياع. *فيما يتعلق بالقرآن الكريم.. هل هناك مساحة لإذاعته بالقراءات المختلفة أم تقتصرون على قراءة "حفص"؟ **كان من المهم إذاعة قراءات مختلفة غير قراءة حفص، فحين كنت رئيسة لشبكة القرآن الكريم قدمنا قراءة كل من "أبو عمر الدوري، ورش للشيخ عبد الباسط عبد الصمد" الأمر الذي يعد إنجازًا. *بعد الجهود التي بذلتيها لإنجاح الشبكة.. كيف يتم قياس نسبة هذا النجاح ونسبة المستمعين؟ **يتم قياس كل هذا من خلال الاستفتاءات التي يجريها اتحاد الإذاعة والتليفزيون وعن طريق مئات الرسائل التي ترسل لنا والاتصالات التليفونية التي لا تنقطع سواء للاستفسار عن أمور معينة، أو لإبداء الإعجاب، أو النقد، أو لإسداء النصح لنا. *هناك منافسة شرسة بين وسائل الإعلام حول كيفية اكتساب المستمعين خاصة بعد ثورة التكنولوجيا.. فهل أثر ذلك على أداء الإذاعة؟ **بالطبع هناك منافسة شرسة، لكن هذه المنافسة هي التي تلزمنا بالتجديد والدأب والتفاني ومواكبة كل الأحداث ومتابعة كل القضايا المعاصرة من منظور إسلامي، حتى نحافظ على مكانتنا وسط باقي الشبكات. *هناك هجوم على الإسلام خلال الفترة الراهنة.. فلماذا لم تصل الصورة الحقيقية للغرب عن الإسلام؟ **في الحقيقة يوجد مَن له مصلحة في تشويه الإسلام ولكن نحن كشبكة القرآن الكريم نحاول أن نوصل الصورة الحقيقية، كما أننا قمنا بتقديم برامج باللغة الإنجليزية منها: "صحيح الدين الإسلامي" لتعريف الغرب وغير الناطقين باللغة العربية بتعاليم الدين السمحة، وأيضًا قدمنا برنامج "حقائق وشبهات" للرد على جميع الشبهات المثارة حول الدين الإسلامي.