أشاد الدكتور محمد محسوب - وزير الشؤون القانونية الاسبق - بالرئيس الاسبق مرسي لافتاً إلى أنه تغير تماماً بعدما ترك رئاسة حزب الحرية والعدالة وصار رئيساً للجمهورية . وروى محسوب أن البرلماني السابق عصام سلطان أحتد ذات مرة على "مرسي" وأنه حاول التدخل لشرح كلمات "سلطان" بطريقة اهدى لكن مرسي طلب منه أن يتركه يقول وجهة نظره بشكل طبيعي . وقال محسوب في تدوينة : (1) في أول اكتوبر 2011 ألتقيت بالدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة خلال جدل علني بيننا – تناقلته وكالات الأنباء - بشأن ما سُمي وقتها بوثيقة ال13 والتي كانت أشبه بمحضر اتفاق بين 13 حزبا مع المجلس العسكري.. كان من بين هذه الأحزاب (قائمة أو تحت التأسيس).. الوفد والكرامة والناصريون والمصري الديموقراطي والمصريون الاحرار والدستور والعدل والنور وغد الثورة وغيرهم.. وتضمن الاتفاق ستة نقاط كلها وعود من المجلس العسكري دون أن تتضمن أي تعهد من جانبه بتسليم السلطة.. وبالتأكيد كان الدكتور مرسي مثالا لرئيس حزب ملتزم بأدبيات حزبه ومقاصده.. "بحسب قوله" وأضاف محسوب : في 31 يوليو 2012 انضممت للحكومة حتى نهاية ديسمبر.. فالتقيت برجل مختلف.. رجل دولة يحاول أن يعبر عن شعب كامل.. مجتهدا في تحقيق مطالب الثورة بإصلاح الدولة القديمة ليقلل كلفة التحول للديموقراطية.. فرغم أن أجهزة الدولة تمردت عليه.. لكنه فضّل أن يكون رجل دولة يسعى لإصلاحها دون أن ينقض أسسها.. اختلفت مع وجهة النظر تلك لكنها تبقى اجتهادا.. ويبقى رأيي اجتهاد يحتمل الخطأ والصواب.. كان يصف اختلافي مع بعض آرائه بأنه خلاف بين جيلين.. وكنت أرى الدولة تحرمه من أدوات الفعل لتفصل بينه وبين وشعبه.. وخصوصا لتجتذب أطرافا من الثورة إلى معارضته لتهيئة الأجواء لأمر ما.. وبعد استقالتي من الحكومة استمر لقاؤنا بالرئيس مرة كل أسبوع إلى اسبوعين تقريبا.. فكان أكثر من قابلتهم في حياتي تواضعا وتقبلا للنقد.. لن أنسى كلاما صعبا نقلناه له في لقاء خلال مارس 2013.. فكان البطل عصام سُلطان أكثرنا حدة.. ولا أنسى نظرة الأب الحنون في عين ذلك البطل محمد مرسي وأنا أحاول أن أشرح كلام عصام لأخفف من حدته فيقول لي دعه يا محمد يكمل.. ثم أنهى لقاءه بأنه يرغب أن يتحمل هو كل الألم وأن لا يصل لأي منا أو من شعبنا أي قدر من المعاناة.. مختلف عن رئيس الحزب الذي قابلته في أول اكتوبر 2011.. الذي كان عنيفا في الدفاع عن وجهة نظر حزبه.. واليوم أراه ينتقل لخانة رئيس الجميع وخادم الكل.. شهادة تقدير عليّ أن أقر بها "بحسب روايته" ولفت محسوب إلى انه يوم 1 يوليو كان البيان الاول الذي يمهد لعزل مرسي قائلاً: كان الرئيس في وضع الإقامة الجبرية.. التقت سرا الأحزاب الداعمة للمسار الديموقراطي في مكان ما بالتجمع الخامس.. تناقشنا حول مبادرة من خمسة نقاط مررها للرئيس الدكتور الكتاتني فرج الله كربه.. وجاء خطاب الرئيس يوم 2 يوليو ليعلن المبادرة.. لكنه أعلنها ضمن خطاب مطوّل.. كثيرون تساءلوا عن سبب الإطالة.. لكن الزمن أكدّ انها كانت إطالة واجبة.. مشيراً إلى أنه أدرك أن أي مبادرة عدا تنازله عن منصبه لمصلحة من أرادوا عزله لن تجدي مضيفاً: فأراد أن يؤدي واجبه كثائر وأيضا كرئيس.. فطرح المبادرة بعد أن تحدث مطولا عن الشرعية وعن الثورة "بحسب تعبيره" وتابع محسوب : الشرعية ليس بالمعنى الذي يُروج له مزايدون.. وإنما باعتبارها ثمرة ثورة وليست ملكا لأحد.. والثورة لا باعتبارها سلاح هدم.. وإنما لكونها طريق إنقاذ واستنقاذ لوطن.. لافتاً إلى أن موقف مرسي من أحداث 3 يوليو : جاء ليمحو كل خلافٍ في وجهة النظر بشأن إدارة دولة.. لأنه انتقل لخانة الثورة بكل اقتدار... مضيفاً: فقد عبّر الرئيس عن موقف الثورة الناصع.. عبر عن ربيع يناير المشرق في مواجهة خريف يوليو بغباره وتقلباته.. (رغم وقوع يناير في الشتاء ويوليو في الصيف).. فكان خطاباه الأخيران.. رغم طول الأول .. بيانا مفتوحا يحدد مستقبل الثورة ويرسم طريق استعادتها.. ليبقى الأكثر تجسيدا عن موقف ثورة شعب.. وليكون الفصل الأول في كتاب أدبيات الثورة في مرحلتها الثانية.. أكثر من المفرطين بتبريرات يحاولون صبغها بصبغة عقل.. وأكثر من المقصرين لأسباب يبررها الخوف.. وأكثر من المزايدين الذي يتحدثون باسم الرئيس لكنهم لا يعبرون عن منطلقات موقفه، لا بل يتصادمون مع ما أعلنه واستأمن عليه كل مصري وكل ثوري.. فهو استأمننا على الدولة وعلى الجيش وعلى الثورة.. مازال البعض لا يدرك كيف يوفق بين ما يعتبره متناقضات.. فيدعو لتفكيك الدولة معتبرا أنها خصم للثورة.. ويدعو لكسر الجيش لأنه يراه قوة احتلال..!! لا يدرك أن الثورة كما عبّر عنها الرئيس مرسي هي لاستعادة الدولة لا لتفكيكها.. ولاسترداد جيشنا لا لكسره.. تماما كتحرير إرادة شعبنا من القمع لا لتمزيق أوصاله والتمييز بين فئاته "بحسب قوله" واستكمل: لم يبلغ أولئك الذين يرون تناقضا بين الثورة والدولة ما بلغه الرئيس المُختطف من وعي ورؤية لأهداف الثورة.. فهو حقن دماء شعبه وجيشه .. لافتاً إلى أن مرسي فضل أن يواجه أحداث 3 يوليو بثبات الثائر - بحسب رأيه - مضيفاً: رفض أن يُفرط في شرعية ثورته.. فأعلن أن الهدف أن لا تُسرق الثورة.. وأن الطريق هو اصطفاف أبنائها.. نبه إلى أن الثورة هي لاسترداد الدولة لا لتفكيكها.. أكد أن جيشنا هو ملكنا ولا يُعبر عنه مختطفوه.. أن الثورة ليست فصيلا متمردا بل شعبا يواجه عصابة تسرق وطنا وتختطف إرادته وتتآمر على حرياته وحقوقه.. وسارقها واحد من اثنين.. منقلب يغتالها.. أو ساذج ينقلها من خانة الثورة لخانة التمرد.. ربما يمكن الاختلاف مع مرسي رئيس الحزب أو الرئيس مرسي في سدة الحكم.. لكنه يصعب الاختلاف مع الرئيس الثائر وهو يُعبر عن ثبات الثورة في لحظة يقف فيها في قفص حديدي فيصغر أمامه الجالسون خلف المنضد الخشبي.. كما لا تسمح مواقفه المعلنة لأولئك الذين يزايدون على شرعيته لكنهم يفتأتون على فكرته.."بحسب تعبيره"