قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ، إنه "ينبغي تطوير الآليات اللازمة لتخفيف حدة التوتر، والحيلولة دون وقوع حوادث، مشابهة لإسقاط تركيا المقاتلة الروسية، التي انتهكت المجال الجوي التركي، عند الحدود مع سوريا، نهاية الشهر الماضي". وأضاف "شتولتنبرغ"، في تصريحات لصحيفة "فيلت أم سونتاغ" الألمانية، أن "نشاهد نموًا كبيرًا للتواجد العسكري الروسي، من أقصى الشمال حتى البحر المتوسط، وينبغي علينا تجنب وقوع أحداث في منطقة الدول الاسكندنافية، ودول البلطيق، مشابهة للأحداث التي وقعت في تركيا". وأشار شتولتنبرغ، أنه "لا يمكن انتقاد تركيا حيال إسقاط المقاتلة الروسية، فلكل دولة حق الدفاع عن نفسها ووحدة أراضيها، وهذا يشمل المجال الجوي". ولفت أنه "لا يمكن القبول بحل في سوريا، من شأنه أن يولد نتائج مشابهة لما حصل في أوكرانيا"، مستذكراً "ضم روسيا شبه جزيرة القرم، إلى أراضيها". وفي معرض تعليقه على الغارات الجوية المستمرة ضد تنظيم "داعش"، قال شتولتنبرغ إن "الحرب ضد التنظيم، لا يمكن أن تكون من خلال الضربات الجوية فقط، ولكن من المهم الاستفادة منها لمنع تقدم التنظيم أكثر". وأشار شتولتنبرغ أنه "يعارض فكرة التدخل البري في سوريا"، مضيفًا، إن "هذا الأمر غير موجود في جدول أعمال قوى التحالف الدولي وحلف الناتو، وليست هناك حاجة لقوى برية، وإنما لقوى لمزيد من القوى المحلية". وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز "إف-16"، أسقطتا طائرة روسية من طراز "سوخوي-24"، في 24 نوفمبر المنصرم، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبا)، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق- بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً- قبل أن تسقطها، فيما أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول حادثة انتهاك الطائرة لمجالها الجوي.
بدورها أعلنت روسيا، أن الطائرة التي أصابتها تركيا وسقطت في منطقة بايربوجاق (جبل التركمان) بريف اللاذقية الشمالي (شمال غربي سوريا) قبالة قضاء يايلاداغي بولاية هطاي التركية، تابعة لسلاحها الجوي. وكانت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي، انتهكت الأجواء التركية مطلع أكتوبر الماضي، وقدم المسؤولون الروس اعتذاراً آنذاك، مؤكدين حرصهم على عدم تكرار مثل تلك الحوادث مستقبلًا، فيما حذرت أنقرة، من أنها ستطبق قواعد الاشتباك التي تتضمن ردًا عسكريًا ضد أي انتهاك لمجالها الجوي.