أبدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تضامنا مع أنقرة, وقالت إن الطيران الحربي الروسي سبق أن اخترق الأجواء التركية في أكثر من مناسبة، وذلك منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا في سبتمبر الماضي. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 27 نوفمبر أن مزاعم روسيا حول أنها في سوريا من أجل محاربة تنظيم الدولة " داعش"، غير صحيحة, خاصة أنه لا أثر لهذا التنظيم في المنطقة, التي أسقطت فيها المقاتلة الروسية. وتابعت " الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يعتقد بأن تركيا لا تمانع في اختراق مقاتلات روسية مجالها الجوي، وذلك قياسا على ما تفعله الطائرات الحربية الروسية في أجواء الناتو في مناطق أخرى". ونسبت الصحيفة إلى الأمين العام لحلف الناتو وإلى الناطق الرسمي للجيش الأمريكي تأكيدهما أن تركيا أسقطت المقاتلة الروسية سوخوي 24 بعد انتهاكها المجال الجوي التركي وبعد تحذيرها عدة مرات، وأنها كانت إحدى مقاتلتين روسيتين انتهكتا حرمة الأجواء التركية. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن قادة الدول الغربية سارعوا لمتابعة أسباب الحادثة وتداعياتها، وذلك في ظل كون تركيا عضوا في حلف شمال الأطلسي "الناتو", مضيفة "هذه هي الحادثة الأولى من نوعها منذ عقود، وأنها نتيجة للسلوك المتهور لنظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وأكدت الصحيفة أيضا أن الاستفزازات الروسية هي التي أدت إلى الأزمة الحالية بين أنقرةوموسكو، وأن الأتراك سبق أن حذروا الروس أكثر من مرة. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر الجمعة 27 نوفمبر نظيره الروسي فلاديمير بوتين من "اللعب بالنار"، معتبرا أن تصريحاته الأخيرة غير مقبولة. وتأتي هذه الانتقادات بعد توتر بين البلدين جراء إسقاط أنقرة مقاتلة "سوخوي 24" تقول إنها انتهكت مجالها الجوي الثلاثاء 24 نوفمبر. وفي خطابه الذي ألقاه خلال افتتاح مشاريع تنموية في مدينة بايبروت، جدد أردوغان التأكيد على أن تركيا لم تتعمد إسقاط الطائرة الروسية. ونقلت "الجزيرة" عن الرئيس التركي قوله :"أسأل الجميع. من يقوم بدعم النظام السوري ومن يقوم بحرب ضد المعارضة المعتدلة في سوريا؟ أليس هذا لعبا بالنار؟ من يقوم بهذه العمليات هو الذي يلعب بالنار، ومن يقوم بضرب وإحراق شاحنات المساعدات الإنسانية كذلك يلعب بالنار"، في إشارة إلى النظام الروسي. وأضاف أن ما قاله الرئيس الروسي غير مقبول، "لأن تركيا لم تتعمّد إسقاط الطائرة الروسية، والحادثة عبارة عن ردّة فعل طبيعية لانتهاك مجالنا الجوي وتطبيق لقواعد الاشتباك". وأضاف " روسيا تعلم أننا على دراية بمكرها الكامن وراء تعزيز وجودها العسكري في سوريا بذريعة إسقاط الطائرة الروسية". وكان بوتين قد عبّر في وقت سابق عن أسفه لعدم تلقي روسيا "اعتذارات واضحة من قادة تركيا ولا عروض تعويض عن الأذى والضرر، ولا وعودا بمعاقبة المجرمين المسئولين عن جرائمهم", بعد إسقاط الطائرة الروسية. وفي سياق الخطاب ذاته، قال أردوغان إن في حوزة واشنطن أدلة موثقة على أن شركات روسية وتنظيم الدولة يبيعان النفط للنظام السوري، ردا على اتهام موسكولأنقرة بشراء النفط من تنظيم الدولة "داعش". وتابع "لسنا عديمي كرامة لنشتري النفط من منظمة إرهابية (في إشارة لتنظيم الدولة)، وعلى الذين قذفونا بهذا الافتراء أن يعوا أنهم مُفترون". وفي خطاب موجّه إلى روسيا، تساءل أردوغان عن سبب دفاع موسكو عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد "الفاقد للشرعية والذي قتل 380 ألف شخص"، متسائلا عن "المبرر الشرعي لتقديم كل هذا الدعم لمن يمارس إرهاب الدولة". كما أكد الرئيس التركي أنه يريد لقاء بوتين "وجها لوجه" في مؤتمر المناخ في باريس. ونقلت وكالة "رويترز" عن الكرملين قوله في 27 نوفمبر أن الرئيس التركي طلب موعدا للقاء نظيره الروسي في باريس الاثنين 30 نوفمبر . وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف إن بوتين تسلم اقتراحا من الجانب التركي بعقد اجتماع على مستوى الرئيسين، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل. وكذلك قالت مصادر في الرئاسة التركية -بحسب وكالة أنباء الأناضول التركية- إن من المحتمل عقد لقاء ثنائي بين أردوغان وبوتين على هامش قمة التغير المناخي في باريس، لكن لا يوجد حاليا أي اتفاق على اللقاء في ساعة محددة. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد علقت جميع قنوات التعاون مع الجيش التركي، بما فيها الخط الساخن المخصص لتبادل المعلومات بشأن الضربات الجوية الروسية في سوريا. كما أعلنت موسكو بدء تشغيل منظومة "أس 400" المضادة للطائرات والصواريخ في مطار حميميم بمحافظة اللاذق