رحبت الجامعة العربية، اليوم الخميس، باتفاق السلم والمصالحة بين قبائل "التبو"، و"الطوارق" الليبيتين، الذي تم توقيعه في الدوحة برعاية قطرية، في 23 نوفمبر الجاري. وأكد أمين عام الجامعة نبيل العربي، في بيان تلقت الأناضول نسخة منه، ترحيب الجامعة بالاتفاق، معرباً عن أمله في "أن يسهم في إحراز التقدم المنشود، على مسار الحوار السياسي الشامل، الجاري بين مختلف الأطراف الليبية، تحت رعاية الأممالمتحدة". وأضاف العربي، أنه يأمل أن "يدعم الاتفاق، المساعي المبذولة، لتحقيق التوافق الوطني على عملية التحول الديمقراطي، وبما يضمن استعادة السلام والاستقرار للشعب الليبي، ويحفظ لليبيا وحدتها وسيادتها". وأُبرم الاتفاق بين التبو، والطوراق، برعاية قطرية، الإثنين الماضي، لينهي اشتباكات دامية استمرت أكثر من عام، وهو الاتفاق الذي "تم خرقه، بعد مرور 24 ساعة على توقيعه"، وفق شهود عيان. وقال، المغيربي محمد صالح، الناطق باسم المجلس الاجتماعي للطوارق في ليبيا، في تصريح للأناضول، "سيبدأ تنفيذ بنود الاتفاق فعلياً، بعد عودة اللجان، التي أشرفت على التوقيع، إلى أرض الوطن، دون أن يذكر تاريخاً محدداً لعودتهم". وفيما انتقدت حكومة طبرق الاتفاق، معتبرة أنه "تدخل مرفوض في الشأن الليبي"، رحب به المؤتمر الوطني العام، المنعقد في طرابلس، مثمنًا الدور الذي لعبته قطر.
واتفق ممثلو القبائل، عقب مفاوضات بدأت الخميس الماضي، على إنهاء المظاهر المسلحة في مدينة أوباري، وعودة النازحين إلى بيوتهم، وفتح الطريق العام الرابط بين المدينة، وبلدة سبها المغلق. ومنذ 17 سبتمبر 2014، تدور اشتباكات متقطعة بين الطرفين، سقط خلالها أكثر من 300 شخص، وألفي مصاب، من الجانبين، بحسب مصادر طبية من المشفيين الحكوميين، ببلدتي أوباري، ومرزق المجاورة. والطوارق، أو أمازيغ الصحراء، هم قبائل من الرحّل والمستقرين، يعيشون في صحراء الجزائر، ومالي، والنيجر، وليبيا، وبوركينا فاسو، وهم مسلمون سنة، بينما قبائل التبو (غير عربية) فهي مجموعة من القبائل البدوية تسكن جنوبي ليبيا، وشمالي النيجر، وشمالي تشاد، وقد اختلف المؤرخون في تحديد أصولهم.