عندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ، اسقط البريطانيون بطلهم الاسطورى ونستون تشيرشل فى إنتخابات عام 1945 ، وأتوا بمستر إيتلى الزعيم العمالى الكبير إلى سدة الحكم ، وكانت حجتهم أن مستر تشيرشل أعطى بريطانيا أقصى ما عنده ، ومرحلة ما بعد الحرب العالمية تتطلب دماء جديدة ، فكان الإختيار والمرحلة فى صالح مستر إيتلى خاصة وأن الرجل كان عنده برنامج رائع فى مجال الصحة والتعليم والإسكان والعدالة الإجتماعية ، وهذا ما كانت تحتاجه الإمبراطورية العجوزة فى مرحلة بناء الدولة من جديد بعد حرب دمرت الأخضر واليابس وكان العجب العجاب ان البريطانيين صوتوا لمستر تشرشل فى إنتخابات 1950 ، وكانت رؤيتهم الإستراتيجية الثاقبة تقول ، أن تشرشل ومستر إيدن هما اكثر الناس دراية بالمصالح السيسية الخارجية ، ولمعرفة الناخب البريطانى مدى الخطر الذى يحيق ببلاده ، نتيجة ظهور الولاياتالأمريكية وأطماعها فى الهيمنة على على المستعمرات البريطانية ، مما ينتج عنه تهديد لمصالح الإمبراطورية التى لم تكن الشمس تغيب عنهانجح حزب المحافظين من جديد من هنا نجد أن الشعوب الحية الواعية هى التى تعرف مواضع أقدامها ، طبقاً لمصالحها العليا ، ولو قارنا بين ماحدث فى بريطانيا عام 1945 وما حدث فى مصر عام 1967 نجد الفرق شاسع بين الشعب البريطانى والشعب المصرى ، فالأول أسقط زعيم إسطورى منتصر لأنه إنحازإلى المصالح العليا لبريطانيا العظمى ، أما الثانى فخرج يهتف بحياة جمال عبدالناصر القائد المنهزم ، وقالو له بالروح والدم نفديك ، وصدق الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه الذى قال " يعرف الرجال بالحق ، ولا يعرف الحق بالرجال "