قال خبير تونسي بارز، إن البلاد تواجه خيارا خطيرا قد يذهب بها إلى تكرار النموذجين المصري والليبي. وحذر كمال بن يونس رئيس "منتدى ابن رشد للدراسات المغاربية" في تونس، من أن استهداف حافلة الأمن الرئاسي مساء الثلاثاء الماضي في قلب العاصمة تونس ما أسفر عن مقتل 15 شخصا، "كان عملا منظما ومقصودا، هدفه إجهاض خيار التسويات السياسية وعرقلة الانتقال الديمقراطي في تونس". أوضح ابن يونس في حديث مع "قدس برس"، أن تونس "مقبلة على خيارين لا ثالث لهما: إما أن ينتصر خيار التسويات السياسية داخل الحزب الحاكم والبرلمان والبلاد بشكل عام وتعديل الحكومة، أو الذهاب نحو مزيد من القطيعة بين المكونات السياسية والفكرية وتكرار النموذجين المصري والليبي". وأكد ابن يونس، أن محاولة تجاوز التوافق بين القوى السياسية الكبرى في تونس خيار غير سليم، وقال: "التوافق بين العائلات السياسية الثلاث الكبرى، وأعني بها التيار الدستور الوطني، وتيار الهوية أو التيار الإسلامي، والتيار الاجتماعي أو اليساري، هذه معادلة يصعب تهميش أي أطرافها". وأضاف: "مصر حسمت خيارها تجاه خيار القطيعة وهي تتعثر، وكذلك ليبيا، نحن في تونس مهددون بالنموذجين المصري والليبي، إذا لم ينجح خيارنا التوافقي، الذي جاءت جائزة نوبل وجائزة مجموعة الأزمات الدولية لدعمه، وطبعا ذا أيضا يدعمه نجاح النموذجين المغربي والتركي، وهناك رغبة للديمقراطيين الأمريكيين لإنجاح النموذج التونسي وهم مقبلون على انتخابات"، على حد تعبيره.