قالت عزة فؤاد المستشار الإعلامي المصري السابق بتونس، والخبيرة في العلاقات المصرية التونسية، إن حصول «رباعية الحوار المجتمعي التونسى» على جائزة «نوبل» هو تقدير لإسهاماته في وضع خريطة الطريق التي أدت لكتابة الدستور وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، والتي وضعت تونس على الطريق الصحيح بعد ثلاث سنوات من إطاحة نظام «بن على» فهو بمثابة انتصار كبير وفخر لتونس واعتراف دولي للمسار السلمي ولإرادة الشعوب وللدول العربية. وأضافت عزة في تصريحات خاصة ل" شبكة الإعلام العربية «محيط» أن الجائزة هي لروح الشهيدين شكري بلعيد ومحمد «البراهمى» اللذان كانا السبب في تحريك المسيرة والانتفاضة الليبرالية والشارع التونسي ضد حكم الإخوان في ذلك الوقت، الذي بدأ بها الاتحاد العام التونسي للشغل ثم التف من حوله المنظمات الأخرى لرعاية التوافق المجتمعي هناك هم الاتحاد التونسي للصناعة والحرف والصناعات اليدوية، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، ونقابة المحامين التونسيين، ليخرج لنا «رباعي الحوار المجتمعي» الذي تشكل في أكتوبر 2013. وتابعت : " من هنا اقترحوا مبادرة تضمنت خارطة للطريق لمراعاة الوفاق الوطني بعد أن تأزم الوضع السياسي وتمثلت في وضع دستور واستقالت الحكومة والتوافق على تشكيل حكومة «تكنقراط» بالإضافة إلى العملية التشريعية والرئاسية، وبالفعل قد كان طبقًا لخراطة الطريق أقر الدستور وتشكلت الحكومة واستقالت حكومة «العريض»، وحصلت الانتخابات البرلمانية وكذلك الرئاسية وجاءت بالرئيس «السبسى» وحصل التوافق." وأشارت إلى أن التوافق عم السلام في تونس بعد أن كانت الأمور تتصاعد مرة أخرى وبالتالي جاء السلام بناءً على ما قامت به رباعية الحوار المجتمعي، وكان دافع الحصول على جائزة «نوبل» للسلام هو نجاح الحوار المجتمعي في الخروج من الأزمة السياسية في توقيت كان يصعب عليه أن تحل المشكلة. وقالت " إن حصول تونس على جائزة نوبل هى رسالة للدول المجاورة تؤكد أن الحوار والتوافق هو الأمل والطريق الوحيد للخروج من الأزمات السياسية وضاربة المثل بالديمقراطية التونسية وبمثابة نموذج للدول العربية، ورسالة أيضا للشعوب العربية أن الثورة السلمية ممكنة إن تفتح مجال للديمقراطية." وشددت على أن 30 يونيه في مصر كانت نموذجا للجنة «رباعية الحوار المجتمعي» في تونس والرابط بينهم هو إزاحة الإخوان، ولكن الفارق أن الأول جاء بتفويض من الشعب بخروجهم في 30 يونيو بإزاحة الإخوان والثاني جاء ب"رباعي" راعى للحوار طلب من الإخوان باستقالة حكومة «العريض» الإخوانية وسرعة إخراج الدستور وعمل انتخابات رئاسية جديدة، وهو أسلوب أخر مصر أدت نموذجا وتونس أعطت نموذجا أخر واصبح هناك مسارا ديمقراطيا واحدا ولكن كل دولة كان لها أسلوب مختلف. وفي النهاية شددت علي التونسيين توخي الحذر فالجائزة في تلك الظروف تطرح تساؤلات كثيرة وتثير الفضول وتطرح سؤالا مهما هل نبارك لتونس أم نبارك لجائزة نوبل اقترانها بدولة مثل تونس شرارة الربيع العربي الذي أصبح يحتاج إلي من يجمل وجهه.