من المقرّر أن يجري الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مطلع شهر (أكتوبر) المقبل، زيارة رسمية إلى مصر بدعوة من نظيره المصري عبدالفتاح السيسي. وقال الناطق باسم الرئاسة التونسية معز السيناوي "إن السبسي سيزور مصر يومي 4 و5 (أكتوبر) المقبل"، في حين لم يذكر أي تفاصيل إضافية عن هدف هذه الزيارة ومحتواها. من جانبه، اعتبر رئيس "منتدى ابن رشد للدراسات المغاربية" كمال بن يونس في تصريحات خاصة ل "قدس برس" اليوم الاربعاء (30|9)، أن زيارة السبسي إلى مصر تؤكد صوابية ما أسماه ب "الطريق الثالث" للتوافق بين المختلفين في الساحات السياسية العربية، على حد تعبيره. ورأى أن هذه الزيارة تعدّ "تأكيدا على أهمية ومحورية مصر في الساحة العربية"، قائلا "أعتقد أن الباجي قايد السبسي وهو دبلوماسي قدير يعتبر أن العلاقات الدولية تحمها المصالح، ومصر تبقى بلدا رئيسيا في المنطقة العربية، وهي وحدها تمثل سكان العالم العربي ولها موقع استراتيجي، ولا شك أن زيارة السبسي وهي زيارة دولة، لها رسائل سياسية للدولة المصرية، أولها التأكيد على أنه لا توجد قطيعة بين الدولتين المصرية والتونسية، وإن وجدت اختلافات في معالجة بعض القضايا"، وفق تقديره. ورأى ابن يونس، أن زيارة السبسي المرتقبة إلى مصر لا تختلف عن زيارته للإمارات مؤخرا، وتأتي جميعها في إطار محاولاته للحد من الأزمات التي تعيشها تونس ومنها الأزمة الاقتصادية، من خلال دعوة "شركاء تونس" إلى الانفتاح عليها وطمأنتهم على أن بلاده "تقف موقف الاعتدال والديمقراطية والحداثة"، حسب رأيه. وعمّا إذا كان من المتوقع أن يطرح السبسي خلال زيارته أي مبادرة لتهدئة الأوضاع في مصر على غرار النموذج التونسي، قال ابن يونس "أعتقد أن البلاد حاولت بقيادة الباجي قايد السبسي ومن قبله زعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي، تشجيع الطريق الثالث في المنطقة العربية ومنها مصر، لا سيما وأن مجموعة الأزمات الدولية (منظمة غير حكومية تغطي 60 بلدا وإقليما من المتضررين من الأزمات في جميع أنحاء العالم) اختارت السبسي والغنوشي بصورة مشتركة للحصول على (جائزة المؤسس لرواد بناء السلام)، وهو نموذج يحظى بدعم أمريكي وأوروبي، ومن هنا قد يلعب السبسي دورا لدى الرئاسة المصرية كما يمكن للغنوشي أن يلعب دورا مع الإخوان، خصوصا وأن التقارير الدولية تؤكد أن الأطراف الدولية ليست مستريحة للأوضاع في مصر"، على حد تعبيره. يذكر أن زعيم حركة "النهضة" الشيخ راشد الغنوشي كان قد دعا في تصريحات سابقة ل "قدس برس"، السعودية إلى لعب دور وساطة بين الحكومة المصرية وجماعة "الإخوان المسلمين"، كما دعا قبل أيام إلى عقد التيارات العربية المختلفة لمؤتمر خاص بالحوار والمصالحة في بلاده. وكانت العلاقات التونسية المصرية قد تعرضت لفتور واضح عقب عزل الرئيس الاسبق محمد مرسى في 3 (يوليو) 2013، حيث انتقد الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي عزل مرسى ودعا القاهرة إلى "العودة للمسار الديمقراطي"، كما طالب بالإفراج عن مرسي ورفاقه.