فى كل دول العالم الحكومات تسعى لنشر البحث العلمى وتشجيع شباب الباحثين ودعمهم بكافة السبل من أجل نهضة وتطور أوطانهم ما عدا مصر فعبر سنوات طويلة تحولت الجامعات والمراكز البحثية إلى كتل صامتة لاتقدم شيئًا ولا تفيد مصر وتدهورت العملية التعليمية فى مصر وتراجعت مصر علميًا بشكل كبير جدًا حتى الجامعات المصرية لم تستطع الحصول على ترتيب مشرف ضمن الجامعات العالمية وهناك عوامل كثيرة متشابكة تنتشر فى جسد الجامعات المصرية كالسرطان تقتل أحلام شباب الباحثين فى خدمة أوطانهم والارتقاء بالبحث العلمى فى مصر والأخطرهو سرطان التوريث الذى انتشر فى الجامعات المصرية الذى صار كالنار يأكل كل شىء ويدمر مستقبل مصر أرض العلم والعلماء . هل يعلم صناع القرار والحكم فى مصر أن عدد الحاصلين على الماجستير والدكتوراة يستطيع إذا تم الاعتماد علية أن يغير شكل العملية التعليمية والبحثية فى مصر ولماذا يتآمر الجميع لإقصائهم وإبعادهم عن كل عمل أكاديمى بحثى ودعونا نتساءل معًا من يستطيع خدمة مصر أكثر من علمائها وشبابها . بعد ثورة يناير المجيدة سارع شباب الباحثين بالتجمع وذهبوا محملين بأفكارهم وطموحاتهم من أجل المشاركة فى بناء مصر الجديدة ولك أن تتخيل تم إقصاؤهم والتقليل من شهاداتهم وعلمهم والتى هى من جامعات مصرية حكومية حتى إن بعض أساتذة الجامعات قاد حملات لعدم تعيينهم وبالفعل تم الضغط على الجامعات المصرية حتى لا تقدم العجز الحقيقى فى كافة الأقسام العلمية داخل الكليات والمعاهد العلمية حتى يحرم شباب مصر من المشاركة فى بناء مصر الجديدة والعبور بها نحو المستقبل . الكل يعلم حال الجامعات المصرية وأن البحث العلمى بها متراجع جدًا وأن أغلب أعضاء هيئات التدريس فوق سن المعاش الطبيعى وأن الجامعات تتبع سياسات إقصائية للشباب مثل الانتدابات داخل الكليات والجامعات المختلفة وإعلانات داخلية بمعايير على مقاس أشخاص تربطهم علاقات ووساطات داخل الجامعات . هل توجد دولة فى العالم تنكر على باحثيها حق الاعتصام السلمى داخل مؤسسة علمية مثلما حدث فى مصر فعندما اعتصم الباحثون فى أكاديمية البحث العلمى تم منعهم وضربهم وسحلهم وبعضهم دخل غرفة العمليات عدة مرات نتيجة لاعتداء بعض بلطجية الأكاديمية عليهم وفى النهاية تم طرد المعتصمين إلى الشارع عبر رسالة نهائية لا مكان لكم فى مصر . ألا يوجد رجل رشيد فى المجلس العسكرى والحكومة والأحزاب والإعلاميين يرى أن هؤلاء هم جنود مصر الحقيقيون ويجب الاستفادة منهم والعمل على دعمهم بكافة الطرق لخدمة مصر عبر أبحاثهم ودراساتهم وهل توجد دولة فى العالم تهدر قيمة البحث العلمى والباحثين مثلما يحدث فى مصر وهل سنستمر فى مسلسل تهجير العقول المصرية . إن شباب الباحثين الحاصلين على الماجستير والدكتوراة يمكن الاستفادة بهم بشكل جيد جدًا إذا صدقت نوايا صناع القرار فى مصر فيجب الاستعانة بهم فى الجامعات والمراكز البحثية وتطوير الجهاز الإدارى للدولة ونحن هنا لاندعم مطالب فئوية بل هى مطالب مشروعة لعلماء مصريين يتم تهميشهم والعمل على إبعادهم عن مكانهم الطبيعى . نتمنى من كل شخص يسعى لتطوير مصر بشكل حقيقى أن يدعم قضية شباب الباحثين المصريين لأنها قضية أمن قومى مصرى فهى مستقبل مصر إن تخلينا عنهم فسندعم الجهل والظلام وهل ننكر عليهم جهدهم وعملهم لسنوات من أجل وطنهم مصر . [email protected]