لم نفقد الريادة تمامًا «لأن البطل يمرض ولايموت».. ولا مانع من نقل ماسبيرو أشهر من نطق «هنا القاهرة»: أنا من قدمت ميكرفون الإذاعة للسادات لإلقاء بيان ثورة يوليو الإذاعي الكبير فهمي عمر، أحد أبرز الأصوات الإذاعية على مدار 50عامًا، وهو من جيل الرواد الذي قدم نموذجًا مشرفًا للإعلامي العاشق لمهنته، المبدع في برامجه، اشتهر ب "المذيع الصعيدي"، وهو الذي فتح ميكروفون الإذاعة للرئيس الراحل أنور السادات ليلقى بيان ثورة يوليو 1952، وأشهر من نطق "هنا القاهرة" وأول من أرسى فكرة التعليق على مباريات الدوري بالإذاعة عام 1955... "المصريون" حاورته وتطرقت إلى ذكرياته عبر الأثير، وأهم المحطات في حياته ورؤيته لوضع الإعلام في مصر. · أكثر من 50 عامًا تمتهن العمل الإذاعي.. فما أهم المحطات المهنية في حياة فهمي عمر؟ **عملي في الإذاعة والذي بدأ عام 1950 كمذيع في حد ذاته هي أهم المحطات بحياتي، ولكن أفضّل منها كوني أول من قدم أنور السادات للإعلان عن قيام ثورة يوليو، كما أن تقديمي للبرامج الجماهيرية مثل "ساعة لقلبك" وغيرها من البرامج الرياضية هي من أثبتت أني إذاعي؛ فالمذيع ليس من يقدم نشرات إخباريه إنما هو من يتولي مهمة البرامج الحوارية والجماهيرية، بالمختصر هو من يدخل مطبخ الإذاعة ليقدم وجبة دسمة للجماهير تتمثل في البرامج الهامة. ومن ثم تدرجي في المناصب الإذاعية إلى أن وصلت إلى رئيس الإذاعة المصرية في عام 1982، وكنت أول من أدخل الإذاعات الإقليمية. *قضيت عمرك في الإذاعة.. فلماذا لم تفكر في العمل بالتلفزيون؟ **أراد المسئولون في التلفزيون نقلي والعمل في التلفزيون بدلاً من الإذاعة إلا أن رئيس الإذاعة آنذاك رفض، حيث إنني في ذلك الوقت كنت أقدم أربع برامج هامين على مستوي شبكة الإذاعة، ولم يكن هناك أحد جدير بها مكاني، حسب رئيس الإذاعة وقتها، كما أن الله له في كل شيء حكمة، لو كنت ذهب للتلفزيون لما أصبحت رئيس الإذاعة. *هناك مؤشرات تؤكد أن الإعلام المصري فقد ريادته.. هل تؤيد هذا الكلام؟ **البطل قد يمرض ولكن لا يمكن أن يموت، بمعنى أن الإعلام المصري الآن في حالة خمول، لأنه مكبل بأشياء عدة منها ضآلة الميزانية، كثرة عدد الموظفين، عدم الضبط والربط، المساواة بين العاملين المؤثرين وغير المؤثرين.
*لكن كيف يستعيد الإعلام عافيته؟ **عدم المساواة بين العامل الخامل والعامل النشط، العمل وفق المعاير الإعلامية التي تنص عليها مواثيق الشرف الإعلامي، التخلص من الأعباء الزائدة والمحسوبة علة الإعلام. *بصفتك رئيس ربطة المعلقين الكرويين.. ما هي أسباب تراجع مستوى المعلق الكروي؟ **كان هناك معايير يتم من خلالها اختيار المعلقين ومنها أن يكون نجمًا كرويًا شرطًا أساسيًا كي يصبح معلقًا، أما الآن فكل من "هب و دب" يعمل معلقًا سعيًا وراء المال فقط وليس لكونه يتمتع بخبرة، أو لحبه في المهنة، فضلاً عن أن كل النجوم يفضلون امتهان التدريب وليس التعليق. *بعد إلغاء وزارة الإعلام.. هل تفضل عودتها أم الأصلح هو بقاء الوضع كما هو عليه؟ **لست مع أو ضد إلغاء وزارة الإعلام إنما مع ميثاق أو قانون أو لائحة تشرع لما يجب أن يكون عليه الإعلام المحايد. *هناك أقاويل تشير إلى خصخصة ماسبيرو ونقل المبنى إلى 6 أكتوبر.. ما تعليقك؟ **هل نقل المبنى يعد كارثة ولنفترض أنه نقل بالفعل إلى مكان متطور وأكبر في المساحة فما المشكلة، أنا لا أجدها مشكلة إطلاقًا. *هناك شراكة بين القطاع العام والخاص لإنتاج البرامج.. هل هذا الدعم يؤثر على التوجه الفكري للبرنامج؟ **بعيدًا عن أي شيء لابد أن يخضع الاتفاق البرامجي إلى الشروط التي يضعها اتحاد الإذاعة والتلفزيون، فلا يوجد مانع من الإنتاج الخارجي، ولكن بشروطي أنا ولوائحي أنا. *ما تقيمك لوزراء الإعلام السابقين؟ **هناك الكثير من الوزراء في تاريخ الإعلام منهم من لهم ثغرات ومنهم من اهتم بالكم دون الكيف، وكان من المفترض العكس لكني آمل أن يكون هناك وزير قادر علي النهوض بالوزارة من جديد. *بعد خروجك على المعاش تفرغت للعمل العام وترشحت لمجلس الشعب.. ما هو تقيمك لمجلس النواب القادم؟ **أتمنى أن يكون المجلس القادم مجلس تشريعي حقيقي وليس مجلسًا خدميًا كما كنا، فقد كان كل من له خدمة يريدها يقوم بانتخابنا حتى نحققها له، فلابد من كسر القاعدة بحيث يكون المجلس هو المشرّع للنهوض بالبلد وليس للمصالح الشخصية. · من خلال خبرتك البرلمانية.. هل تراهن على أن المجلس القادم سوف يحدث طفرة؟ **مما لا شك في أنه إذا قام المجلس بدوره الحقيقي في تشريع المواد التي تخدم البلد وتخدم المواطنين في كافة المجالات وتطبيق خطط التنمية الذي يتوقعها الرئيس عبد الفتاح السيسي وأن يكون هذا المجلس عونا للرئيس، فأنا أقر بنجاح هذا البرلمان. *ما هو تقييمك لفترة حكم الإخوان؟ **تلك السنة تعد من السنوات الكبيسة التي مرت بها مصر، فقد كان شغلهم الشاغل تعيين من يواليهم حتى يتولي زمام الأمور بالكامل، علي الرغم من ذلك فأنا كنت أتوقع من تلك الجماعات خطط مدروسة للنهوض بالبلد بعد كل سنوات الحرب من أجل الحكم.