مقدمة «أبناؤنا في الخارج» ل «المصريون»: *ثورة يناير سددت ضربة قاضية للإذاعة وإيقاف برامج الرواد كارثة *ثورة شباب الإذاعة وراء توقف «أبناؤنا في الخارج» وأترقب عروضًا جادة لعودته *خصخصة «ماسبيرو» تفتح الباب لفوضى إعلامية والإقبال على الجزيرة زوبعة وستنتهي
"كى ننجح فى اختبار الحياة لابد أن نتحلى بحسن الظن والصبر والإرادة و القوة والدأب.. لمواجهة الشدائد والصعاب وصولًا لهدف ما يجب أن نضعه أمامنا فنجاح أو تحطم إنسان مسؤوليته الشخصية هو فى المقام الأول.. فالشاطر من لا يعطى فرصة للغير ليحبطه ويحطمه.. والشاطر من لا يربط سعادته بالغير أو الأشياء.. إنما يربطها بأهداف واضحة ومدروسة المعالم.. وبقرارات متأنية مدروسة الأبعاد".. كلمات فضلت الإذاعية الكبيرة شيرين غالب أن تبدأ حوارها بها فى محاولة منها أن تبين لنا أنها واجهت الكثير من الصعاب والعقبات فى حياتها، رغم ذلك تمكنت من حفر اسم "شيرين غالب" فى آذان وأذهان مستمعيها، فهى إعلاميه إذاعية على قدر عال من الخبرة والكفاءة المهنية.. حصلت "شيرين غالب" على بكالوريوس علوم رياض باحتة وطبيعة جامعة عين شمس ودبلوم دراسات على إعلام إذاعة جامعة القاهرة ودبلوم دراسات عليا وماجستير سياحة جامعة حلوان ودبلوم دراسات إذاعية من ألمانيا الاتحادية..
*منذ نجاح ثورة يناير فى إسقاط مبارك فوجئنا باختفاء برنامجك المميز "أبناؤنا فى الخارج" من خريطة العرض فى إذاعة مصر..فما أسباب ذلك؟ **فى الحقيقة مع بداية ثورة 25 يناير بدأ شباب الإذاعة فى المطالبة بإيقاف الإعلاميين والإذاعيين الكبار انطلاقًا من أن وجودنا على حد تعبيرهم يحرمهم من فرصة الظهور فاتفقت الإدارات بقرار من الوزير على وقف برامجنا وأتمنى أن يكونوا قد حازوا على فرصتهم، وجاء هذا التوقف بعد تقديم البرنامج لمدة أربعين عامًا دون انقطاع، كما أن هذا البرنامج من أكثر البرامج قربًا إلى قلبى وبوقفه شعرت أننى فقدت شيئًا عزيزًا لدي. وفى هذا المقام أؤكد استنكار كل ما تردد عن وجود أسباب سياسية وراء وقف البرنامج، فهذا الكلام عارٍ تمامًا عن الصحة، فكل ما حدث أن الثورة كانت أحد أسباب اشتعال غضب الشباب ومطالبتهم بفرص مهنية فى كل المجالات وليس فقط الإعلام، ومن ثم جاء قرار وقف البرنامج. *كان برنامج "أبناؤنا فى الخارج" يحظى بنسبة استماع عالية فهل لم يدفع ذلك إلى التفكير فى تقديم البرنامج على أى محطة إذاعية فى الداخل أو الخارج؟ **كنت أتمنى أن ينفذ البرنامج فى التليفزيون وليس فقط الإذاعة ولكن ما حدث أننى مررت بعض المشاكل الصحية لى ولزوجى ومن ثم توفى، لكننى حتى الآن أحن ل"الميكرفون". *حال تلقيك عرضًا جادًا لإعادة البرنامج على أى شبكة إذاعية أخرى.. هل توافقين أم لا؟ **بالطبع أوافق فأنا الآن متفرغة تمامًا بعد وفاة زوجى وأتمنى ذلك لكن للأسف الشديد لم أتلق أى عروض حتى الآن، ومن كثرة شغفى وولعى بالإذاعة قمت بإنشاء إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" وكنت على وشك إدخال تقنية الصوت لها، لكن توقفت لأن ذلك جاء أثناء مرض زوجى لكن الفكرة مازالت قائمة وأتمنى من الله أن يعطينى القوه أكى أتمم حلمي. *إبان حكومة عصام شرف قرر وزير الإعلام حينذاك أسامة هيكل وقف جميع برامج رواد الإذاعة.. ما كان تأثير صداه عليكم كرواد؟ **أذكر جيدًا أن هذا القرار أشعل ضجة حينذاك لاسيما أن القرار صدر بشكل مفاجئ خصوصًا أن هذه البرامج كانت مميزة وتحقق نسبة استماع عالية ويتمتع مقدمو البرامج بحرفية عالية وخبرات نادرة لكن بعد هذه الضجة عرض علينا من قبل المحطات الإذاعية الأخرى أن نقدم برامجنا ولكن دون تقاضى أجر "لله وللوطن" لكن رفضنا. **تجربتك الإعلامية ثرية جدًا ولكن يبدو أن هناك لقاءات إذاعية محفورة فى ذهنك.. فأى اللقاءات لا يمكن أن تمحى من ذاكرتك؟ **بالطبع لكل إعلامى لقاؤه المفضل لكننى بالفعل أحب جميع حواراتى لكن دعينى أذكر بعض الأسماء "فريد شوقي، سهير البابلي، كمال الطويل، محمد الموجي، شادية، نور الشريف، بوسي" لا أريد أن أنسى أحدًا.. بجانب الوزراء والمسؤولين والعلماء مثل "فاروق الباز" والكثيرين من أبرز وأنجح الشخصيات. **هناك ملايين المصريين يعملون فى الخارج رصد برنامجك قصص نجاحهم فهل استطاعت الدولة الاستفادة من تجربتهم؟ **لا أستطيع أن أجزم أن الدول تستفيد منهم بالشكل الجيد لكننى حين كنت مستشارة لوزير الهجرة الدكتور "فؤاد إسكندر" قدمت دراسة لتنشيط السياحة للاستفادة من رحلات المصريين وغير المصريين من وإلى مصر بجانب أن الدولة بالفعل تستفيد من المصريين الموجودين بالخارج عن طريق تحويلاتهم من خارج مصر إلى داخلها هو كل ما ينقصنا الاستفادة من الخبرات العلمية وللاستفادة منها نحتاج إلى المؤتمرات ولكن للأسف الشديد تقدم الأبحاث وتوضع التوصيات لكن لا تنفذ. *فى ظل هذه التجربة الثرية ما أهم المحطات التى تفضلينها فى مشوارك المهني؟ **كل تاريخى المهنى محطات مفضلة لدى فقد كانت بدايتى فى التليفزيون قدمت بعض البرامج الثقافية على القناة الثانية حتى عام 1990 تحت الأضواء، أبجد هوز، من هنا وهناك، دائرة المعارف، شاركت فى إعداد برامج الأطفال، إعداد وإخراج بعض البرامج الثقافية مثل "عصر العلم شخصيات الفن الشعبي"، كتابة الإعداد والسيناريو لفيلم تسجيلى عن حياة مخترع التليفزيون (جون لوجى بيرد). أما عن الإذاعة بجانب البرامج فقد شغلت منصب مدير إدارة برامج ربات البيوت البرنامج العام 30 / 5 / 1984، ومدير عام المنوعات البرنامج العام 18 / 11 / 1996، ومدير عام برامج المرأة البرنامج العام 20 / 11 / 1999، ونائب رئيس شبكة الإذاعات المتخصصة ندبًا من 11 / 7 / 2001 وتعيينًا من 15 / 12 / 2001 حتى 15 / 1 / 2005، كلها تواريخ ومحطات لا تنسى لذلك أنا أفضل جميع مراحل التدرج التى عملت بها طوال حياتى المهنية. *بعد انتخاب الرئيس المعزول محمد مرسى تم تعيين "صلاح عبد المقصود" وزيرًا للإعلام ما تقييمك لفترة توليه المنصب؟ **فى الحقيقة أنا فى تلك الفترة أكاد أكون متغيبة عن ماسبيرو بالكامل فقد انقطع عملى بشكل رسمى مع بداية ثوره 25 يناير، كما أننى انشغلت بمرضى ومرض زوجي، لذلك لا يمكننى الحكم على شيء لم ألمسه بنفسي. **فى الفترة الأخيرة قيل إن هناك توجهًا رسميًا لخصخصة مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ونقله إلى 6 أكتوبر.. ما تعليقك؟ **أنا ضد خصخصة المبنى بشكل نهائي، خصخصة المبنى مع عدم وجود وزارة للإعلام تعنى أن التليفزيون المصرى سوف يعمل على حسب أهواء مالك المكان وبالتالى تعم الفوضى، فقط المطلوب الأمانة والمهنية للارتقاء بالذوق العام. *من الظواهر اللافتة إقبال قطاعات عريضة من الشعب على مشاهدة قناة "الجزيرة" وغيرها من القنوات وهو ما يعتبره البعض دليلاً على فقدان الإعلام المصرى ريادته؟ **لا أوافق أبدًا على أن الإعلام المصرى فقد ريادته بالرغم من لجوء الكثير من الشعب إلى القنوات الخاصة لمعرفة بعض الأحداث الجارية، لكن بعد اكتشاف الأكاذيب سرعان ما يعود إلى الإعلام المصرى الحقيقي، لكن للأمانة وبسبب الظروف التى مررت بها بجانب أن البلد كان فى حالة فوضى مع بداية الثورة أنا مقاطعة للإعلام بشكل كامل "تليفزيون أو إذاعة". **شهدت مصر خلال السنوات الخمس ثورة يناير وموجتها الثانية.. باعتقادك مصر إلى أين تذهب؟ **أعتقد أننا دمرنا بعد ثوره 25 يناير حتى جاءت 30 يونيو فهى طوق النجاة بالنسبة لمصر، لذلك أنا متأكدة أن النهضة قادمة لكن نحتاج بعض الوقت. *بعد تراجع الإعلام.. ماذا يحتاج كى ينهض من جديد؟ **كى ننهض بأى مشروع تتلخص مقترحاته فى نقاط وليست فى جمل إنشائية "الإخلاص سواء عاملين أو مسؤولين، التطور العلمي، المصداقية، حب العمل". *بعد ابتعادك عن "الميكروفون".. هل فكرتى فى إعداد ورش لتدريب صغار الإذاعيين؟ **أنا فكرت فى أكثر من مشروع ورش تدريب إنشاء محطة إذاعية وغيرها من الأفكار لكن قدر الله أن أصاب بكسر فى الحوض يوم خروجى على المعاش فى 2005، فتوقفت كل مشاريعي، والآن أفكر فى إقامة معرض لعرض لوحاتى الزيتية فأنا أتقن الرسم بالإضافة إلى محل للزهور.