"الأشقاء", هكذا كانت العلاقة بين مصر والسودان منذ عهد المصريين القدماء, حيث كانت بداية العلاقات المصرية السودانية عن طريق التجارة بين البلدين, بعد أن قام الملك "مينا" بتوحيد القطرين الشمالي والجنوبي, والتى أهتم فيها الفراعنة بحركة التجارة والتى بدأت مع السودان, التى كانوا يستوردوا منها العاج والصندل والعطور والبهارات. فمن هنا بدأت تطورت العلاقات المصرية السودانية, وأصبح الأمر لا يقتصر على التجارة فقط بل تطورت لتصل إلي التصاهر والزواج بين المصريين والسودانيين. ولم يقتصر الأمر على العلاقات التجارية والاجتماعية فحسب, بل تطور الأمر ليصبح أشد صلابة, حيث اعتمد الملك "أحمس الأول", على عناصر من الجيش السوداني ليساعدوا مصر في طرد الهكسوس من البلاد, حيث قام بدمج عدد كبير من عناصر الجيش السوداني للجيش المصري وتلقوا معهم التدريبات العسكرية لإنهاء الاحتلال عن مصر, وفعلًا نجحت القوات المصرية بمساعدة السودانيين في طرد الهكسوس من مصر. واستمرت الدولة المصرية على هذا الشكل حتى جاء الرومان وقسموا مصر عن الشام وأصبح لا يخضع لمصر سوى الأردنوفلسطين حديثاً الآن والسودان فقط واستمرت مصر على هذا الشكل حتى دخول الإسلام, ودخول محمد على مصر والسيطرة على الحكم. لكنه لم يستمر الأمر طويلا بين مصر والسودان, وبدأت العلاقات المصرية السوادنية في توتر بعد أن جاء الاستعمار الإنجليزى للمنطقة وقام بتطبيق سياسة فرق تسد فوجد الدولة المصرية هي أكبر دولة في المنطقة, وحدودها مترامية وهى الحدود التي تجعلها دولة قوية فسعى لتقسيم هذه الدول فبعد أن نجح الفرنسيين في اخذ سوريا ولبنان من حضن الدولة المصرية وقسم الانجليز فلسطين وأعطوها لليهود بوعد بولفر وأبعدوها عن الدولة المصرية لم يستطع الانجليز تمزيق العلاقة وقسم الدولة المصرية والسودانية لارتباطهم الوثيق ببعض وصعوبة تقسيمهم فسعى الانجليز لنشر الفتن والأخبار والأكاذيب بين السودانيين بحكم بشرتهم السمراء. وقامت الاستخبارات الإنجليزية في هذا الوقت بعمل أكبر حملة من الافتراءات والتضليل ونشر الأكاذيب في جنوب الوادى عن مصر والمصرين مما أثار حفيظة أهل جنوب الوادي ضد مصر وساهم الإنجليز فى نشر بعض الأخبار المغلوطة وتصريحات مفبركة على لسان وزراء ومسئولين مصرين يسخرو من السودانيين والسودان وهذا أثار غضب السودانيين ومع مزيد من المؤامرات ضد مصر لمحاولة فصل السودان عن مصر لأول مرة في التاريخ لتصبح السودان دولة مستقلة عن مصر في خمسينيات القرن الماضي وتستقل عن مصر. أزمة مباراة مصر والجزائر إلي أن جاء العصر الحديث وتجددت الأزمة بشكل موجع, بعد مباراة كرة القدم بين منتخب مصر والجزائر على تصفيات كأس العالم التى أقيمت في السودان, وانتهت بنهاية مأسوية بسبب الهجوم والاعتداء الذى حدث على المصريين في السوادن, وقامت بعض وسائل الإعلام حينها بالتحريض ضد الأشقاء السودانيين وتشويه العلاقة بين البلدين. حتى جاءت الأزمة الأخيرة, حيث قامت قوات الشرطة المصرية بإلقاء القبض, على المواطن السوداني يحيي زكريا, من أمام إحدى صرافات وسط البلد, وزجته في قسم شرطة عابدين. وقال زكريا، إن المباحث المصرية "أذاقتني من فنون تعذيبها", هذه العبارة لخص بها السوادني معاملته في السجون المصرية، عقب القبض عليه بشارع طلعت حرب، عشية وصوله للقاهرة، حيث جاء يطلب علاجًا لمرض "البواسير" الذي أنهك جسد ابنه الصغير، وذلك في حوار مع صحيفة "السوداني"، فيما نفت مصادر أمنية مصرية تعذيب المواطنين السودانيين. كانت السفارة السودانية بالقاهرة سلّمت الأربعاء الماضي، مذكرة لوزارة الخارجية المصرية، احتجاجًا على ما سمته "تجاوزات ضد مواطنيها بالقاهرة"، وطالبت فيها بالتحقيق، ووقف التجاوزات فورًا، بعد احتجاز عدد من السودانيين بتهمة الاتجار في العملة وتقليد الدولارات واستخدامها في الاحتيال على المواطنين. ونقلت وسائل الإعلام السودانية، عن نائب رئيس المجلس الأعلى للجالية السودانية بمصر، قوله، إن نحو 15 سودانيًا تعرضوا لمضايقات وحالات اعتداء من قبل المصريين، في أقسام وسط القاهرة في عابدين والأزبكية تتعلق أغلبها بحمل السودانيين لدولارات.