شنت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستورم هجوماً حاداً على إسرائيل متهمة أساليبها مع الفلسطينيين بأنها السبب في حدوث هجمات باريس . وكانت إسرائيل قد استدعت السفير السويدي ليفسر حقيقة تصريحات وزيرة الخارجية التي أدلت بها لتليفزيون بلدها . و كانت الوزيرة والستروم قد قالت بعد الهجمات خلال مقابلة على قناة "SVT2 " السويدية إن التطرف الإسلامي سببه الصراع بين فلسطين وإسرائيل ومشاريع الأخيرة الاستيطانية وقمعها غير المبرر للفلسطينيين. والستروم في تصريحها هذا حاولت البحث ربما عن الأسباب الكامنة، لكن تصريحها لاقى موجة تنديد واسعة، حيث ردد نتانياهو أقوالها في كل مناسبة خلال الأيام الأخيرة. لم ينته التنديد على لسان المسؤولين الإسرائيليين، بل ذهبت وسائل الإعلام الإسرائيلية باتهام الوزيرة السويدية بمعاداة السامية وبكرهها لإسرائيل ولشعبها، وشنت حملة شرسة عليها ، معتبرة تصريحها بالمشين والمسيئ للعلاقات التي تجمع إسرائيل والسويد، كما طالبت الحكومة السويدية بالاعتذار عما صدر عن والستروم. فيما وصفت الخارجية الإسرائيلية تصريح الوزيرة السويدية بأنه معادٍ وصادم ووقح، وذلك وفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية. يرى مراقبون أن إسرائيل تحاول توظيف تنظيم "داعش"، وهو القشة التي يتعلق بها نتانياهو، لتبرير سياسة ممنهجة في الأراضي الفلسطينية بغية توسيع الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدس والتغطية على الأحداث في المسجد الأقصى. الخلاف الإسرائيلي السويدي لم يبدأ بالتصريح الناري لوزيرة خارجية هذا البلد الأوروبي، بل مع وصول الحزب الاشتراكي إلى سدة الحكم في ستوكهولم، الذي كان يدعو على الدوام إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. يقول محللون إن القرار السويدي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية أحدث شرخا كبيرا في المواقف الأوروبية التي كانت دائما تتأرجح بين الاعتراف بفلسطين من عدمه، وهو ما جعل إسرائيل تستغيث بواشنطن لتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطها على القارة العجوز. إن اعتراف السويد هذا قد يجر بعض الدول الأوروبية إلى الاعتراف أيضا، ولعل الاتحاد الاوروبي كان ينتظر لحظة كسر الجليد من قبل إحدى دوله ، حيث سارعت الدول الأوروبية ممثلة ببرلماناتها إلى التصويت لصالح قرار الاعتراف، ولو كان رمزيا. لكن تل أبيب ترى بهذه التطورات خطرا يحاصرها، فالاعترافات المتتالية تحشر الحكومة الاسرائيلية في الزاوية، أضف إلى ذلك أن تعثر المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين واستمرار التوسع الاستيطاني ولاءات نتانياهو تزيد الطين بلة بالنسبة للأوروبيين الذين يسارعون في هذه الأيام إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وتخوض تل أبيب صراعا على كل الجبهات لمنع ذلك، لكن دون جدوى.