رصدت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية، مخالفات المرشحين للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، من خلال "مرصد الانتخابات" ومن بينها استغلال دور العبادة والمدارس، فضلاً عن استخدام الأطفال في توزيع الدعاية. ورصدت "ماعت" قيام المرشح سعيد حنفي شبابيك بالدائرة الثامنة عشرة بمنطقة البساتين التابعة لمحافظة القاهرة بتنظيم حملة نظافة بشارع أحمد الصاوي، حيث استأجر سيارات نقل ولوادر وقام بإلصاق صورة انتخابية عليها لاستخدامها فى حملة النظافة. وفى محافظة القاهرة بدائرة حلوان تم رصد قيام حملة المرشح فؤاد حامد بشراء أدوية وتوزيعها على أهالي الدائرة عن طريق حملة "معًا" التابعة للحملة الانتخابية. كما قام المرشح عمرو الأشقر عن دائرة مايو والتبين بزيارة كنيسة البابا شنودة بمدينة 15 مايو لعرض برنامجه الانتخابي طالبًا دعم الكنيسة له في الانتخابات البرلمانية. وفى محافظة الدقهلية بالدائرة السابعة دائرة المنزلة والمطرية، تم رصد قيام المرشح طلعت الجعيدي بتنظيم مسيرة انتخابية بالسيارات والدراجات البخارية، مستخدمًا الأطفال حيث ظهر الأطفال حاملين صور المرشح ومرتدين ملابس تحمل صورته ورمزه الانتخابي. وفى دائرة رقم 5 بالمحلة الكبرى قامت المرشحة نعمت قمر، والمرشح جمال حسين وهدان، بوضع لافتات دعائية لهما أعلى مدرسة أحمد عرابي الإعدادية بنين. ولم يكتف المرشحون بخرق الدعاية الانتخابية ولكنهم انهالوا بالإشاعات على بعضهم البعض، محمد أبوحامد، المرشح المستقل، قال في تصريحات صحفية له إن السنوات الأربع الماضية جعلت معظم الناس لا يثقون في السياسيين وبعض المرشحين استغلوا ذلك للترويج ضدي رغم أنني كنت أول من رفض حكم الإخوان بعد أيام من تولى مرسى وهو ما جعل الإخوان يدخلون على الخط لمواجهتي في الدائرة، وأحاول عقد مؤتمر شعبي قبل يوم الصمت الانتخابي لكن تحركاتهم ضدي تعوق تحقيق ذلك. وفي نفس السياق، قال النائب السابق شيرين أحمد فؤاد: "أواجه حرب شائعات منذ اليوم الأول، فلا يوجد أي تنسيق بيني وبين هاني سرور النائب السابق عن الدائرة، ولم أقابله أو رجل الأعمال أحمد عز، ولم أجتمع به مثلما روج البعض، فكل تحركاتي يمولها الشباب مثل مؤتمر منشية الصدر الذي تكفل 50 شابًا بتكلفته، بالإضافة إلى مؤتمر آخر الأربعاء المقبل فى منطقة غرب القشلاق، تكفل به عدد من شباب وأهالي الدائرة الذين دفعوا ثمن نصف لافتاتي الانتخابية بالدائرة". الخبراء والمحللون عبروا عن استيائهم من الأساليب التي تتبعها بعض المرشحين في محاربة بعضها البعض وفي المنافسة من أجل الفوز بمقاعد البرلمان المقبل، الدكتور محمد السعدني، الخبير السياسي قال إن المرشحين الذين يقومون باستخدام تلك السلوكيات المشينة هم مرشحون مفلسون سياسيًا وأخلاقيًا ويحتاجون إلى إعادة هيكلة. وأضاف السعدني في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن ظهور تلك الحوادث قبل الانتخابات ينم عن شخصيات لا تبتغى سوى مصلحتها الشخصية والتكالب وراء الكرسى لتحقيق تلك المصالح بما يخوله لها البرلمان من صلاحيات وامتيازات, مشيرًا إلى أنها لا تضيف رؤى جديدة تفيد المواطن المصري ولكنها تشغل نفسها فقط بالمعارك الرخيصة التى تستبيح فيها أقذر الأساليب لإقصاء الحزب المنافس بدلا من أن تعمل على كسب رضا الشارع. وأوضح أن هذا الأمر ليس بالجديد على مَن يتاجرون بأحلام الفقراء والغلابة ممن ليس لهم حظ أو نصيب عالٍ من الثقافة والتعلم, فتجد اتحاد الطلاب الذي ينشأ في أي جامعة من الجامعات أكثر تنظيمًا ونفعًا من أمثال هؤلاء, الذين يجب عليهم التفرغ لخدمة المواطن المصري الذي سيعطيهم بطاقة المرور إلى البرلمان ليتحدثوا عنه وليشرعوا له من القوانين ما يسهل له معيشته ويكفل له حياة كريمة وسط تلك الظروف. وأكد أن دور المواطن المصري يتجلى حسن اختيار المرشح الذي يتوسم فيه خدمة أهل الدائرة, فالحكم النهائي في يد الناخب لأنه من الصعب وضع الضوابط للخروج بانتخابات خالية من مثل هذه السلوكيات المشينة. وشدد على تخوفه من نتائج هذه السلوكيات في تشكيل صورة سيئة عن البرلمان المقبل بأنه برلمان حاضن لأحزاب وأشخاص مفلسين أخلاقيا وسياسيا وخدميا وبالتالي مفلسين تشريعيا خاصة وأن القوانين المنظمة للانتخابات لا تتيح للناخبين تقديم طعون على المرشحين الذين يستخدمون كل المباح وغير المباح فى خوض معركة الصندوق والوصول الى الكرسي. وأشار إلى الدور الهام للجنة العليا للانتخابات والجمعيات الحقوقية من وجود دور رقابي على المرشحين حتى لا تتكرر مثل هذه السلوكيات. ومن جانبه، قال الدكتور وحيد عبد المجيد، الخبير السياسي، إن بعض الشخصيات المرشحة للبرلمان لا تتورع خجلاً من القيام بتلك التصرفات تتسم بكونها لا برنامج لديها تستطيع أن تفيد المواطن به، وبالتالي فهى عاجزة عن خوض غمار المنافسة الشريفة لذا تلجأ إلى أساليب ملتوية تعتمد على التشكيك وبث الشائعات المضادة للعمل على هز صورة الأحزاب الأخرى, ومثل هذه التصرفات لا تليق بمن يتحدث بلسان الناس، مشيرًا إلى أن البرلمان القادم يعكس ظهور مجموعة من الأحزاب والأفراد التي تتصارع من أجل المصالح الشخصية فقط. وأضاف عبد المجيد في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن مثل هذه التصرفات ستعمل على وجود نسبة مشاركة محدودة من المواطن المصرى الذى سينتابه اليأس إذا ما رأى تلك التصرفات من رموز الأحزاب والعمل السياسي, فيكون البرلمان الناتج عندئذ برلمانًا أشبه بمجلس محلى يسعى فقط إلى تحقيق أهداف ذاتية, بعيدًا عن ممارسة الدور التشريعي المنوط به.