يبدأ غدا الأحد عام جديد فى التقويم الميلادى المعروف باسم التقويم (الجريجورى) الذى طبق فى مصر فى عهد الخديوى إسماعيل، وفى العصر الحالى أصبح هو (التقويم الشمسى) الشائع فى معظم دول العالم سواء فى حساب مواقيته أو الأسماء الأفرنجية التى عرفت بها أشهرهم. ويسمى التقويم الميلادى (الجريجورى) بالطراز الحديث، والسنة فيه 12 شهرا، وطول الأشهر الفردية من الشهر الأول وحتى السابع وكذلك الأشهر الزوجية من الشهر الثامن وحتى الثانى عشر 31 يوما، أما الشهر الثانى (فبراير) فهو 28 يوما فى السنة البسيطة و29 يوما فى السنة الكبيسة. والتقويم الميلادى على هذا الأساس لم يستوف الدقة الفلكية الكاملة لأنه جعل السنين الكبيسة فى كل 400 سنة، 97 سنة فيكون متوسط طول السنة الجريجورية 2425, 365 وهذا يساوى 365 يوما وخمس ساعات و49 دقيقة و12 ثانية. والتقويم الميلادى يبدأ فى واحد يناير، ويعد واحدا من عدة تقاويم تبدأ فى أيام مختلفة من العام، فعلى سبيل المثال بدأت بعض تلك التقاويم خلال عام 2011 فى واحد يناير فى التقويم اليابانى لعام 2671، والرومانى فى 14 يناير لعام 2746، والصينى فى 13 فبراير لعام 4647، والهجرى فى 26 نوفمبر لعام 1433، والهندى (ساكا) فى 21 أبريل لعام 1933، والتقويم القبطى فى 12 سبتمبر لعام 1728، واليونانى (الأغريقى) فى 14 سبتمبر لعام 2323، والبيزنطى فى 14 سبتمبر لعام 7520، والعبرى (اليهودى) فى 28 سبتمبر لعام 5725. والتقويم الميلادى (الجريجورى) هو تعديل للتقويم اليوليانى المعروف بالطراز القديم أو العتيق والذى تم تعديله بقصد إصلاح خطأ فيه، فالسنة اليوليانية 365 وربع يوم، والسنة الشمسية 2422, 365 يوم، ولهذا تزيد الأولى عن الثانية بمقدرار 0078, 0 من اليوم أى بنحو 11 دقيقة و14 ثانية، وبتوالى السنين يزداد هذا الفرق فلا تتفق السنة الميلادية مع السنة الشمسية وتصبح مواعيد الفصول فى السنة الميلادية على غير حقيقتها. واتضح خطورة هذا الخطأ عندما أمر الإمبراطور الرومانى قسطنطين بعقد مجمع من أحبار الكنيسة فى عام 325 ميلاديا لتنظيم بعض الشئون الدينية وتحديد مواعيد الأعياد، وفى هذه السنة وقع الاعتدال الربيعى فى 21 مارس وفقا للنتيجة اليوليانية، وفى عام 1582 لاحظ البابا جريجورى الثالث عشر بابا الفاتيكان أن الاعتدال الربيعى الحقيقى وقع فى يوم 11 مارس حسب النتيجة اليوليانية، وأن هناك خطأ بلغ 10 أيام فى الفترة ما بين عامى 325 و1582. واستدعى البابا الراهب كريستوفر وعهد إليه بمهمة تصحيح هذا الخطأ الذى يبلغ 3 أيام كل 400 عام تزيد بها السنة اليوليانية عن السنة الشمسية وبناء على معادلات محددة قرر كريستوفر أن يستقطع ثلاثة أيام كل 400 عام وذلك باعتبار أن السنين المئوية بسيطة إلا ما كان منه قابلا للقسمة على 400 فتكون كبيسة. ولتصحيح موقع الاعتدال الربيعى فى التقويم وجعله يوم 21 مارس من كل عام، قرر كريستوفر أن يستقطع 10 أيام من عام 1582 وأزاح الأيام بمقدار 10 إلى الأمام، واعتبر يوم الجمعة 5 أكتوبر سنة 1582 يوليانية هو الجمعة 15 أكتوبر سنة 1582 جريجورية. ومن هنا بدأ العمل بالتوقيت الجريجورى فى هذا التاريخ وكان اليوم التالى لعيد القديس فرنسيس، وبادرت بعض الدول (فرنسا، أسبانيا، والبرتغال) فقلدت الإمبراطورية الرومانية فى استعماله ابتداء من عام 1582، بينما أحجمت دول أخرى عن إتباعه فى أول الأمر وطبقته فيما بعد، فبدأ استعماله فى بريطانيا عام 1752، واليابان عام 1872، وفى الصين 1912، وروسيا 1917 واليونان ورومانيا 1932، ومازالت بعض الكنائس الشرقية تستخدم التقويم اليوليانى فى حساب تواريخ أعيادها رغبة منها فى الاحتفاظ بالقديم واحتراما لما اتبعه السلف من رجال الدين.