دعا الدكتور ناجح إبراهيم، المنظر الفكرى للجماعة الإسلامية، الأحزاب الإسلامية بأن تفرق ما هو دعوى وما هو سياسى، مشيرًا إلى أنه ليس هناك برنامج لأى حزب ضد الإسلام حتى الأحزاب الاشتراكية. وأكد أنه لم ولن ينضم لأى حزب سياسى ولن يرشح نفسه فى أى منصب سياسى أو دينى وسيكتفى بدوره الذى اختاره لنفسه كداعية يهتم بتطوير الفكر الإسلامى، نافيا أن يكون هذا الكلام هو اعتراض على تأسيس الأحزاب الإسلامية أو انخراط الإسلاميين فى السياسة ولكن كلا يختار ما يناسبه. ويرى إبراهيم فى حديثه ل"المصريون" أن الوضع الحالى فى مصر به خلل كبير فى الاقتصاد وزيادة الأسعار واضطراب شديد فى الأمن وفوضى فى الشارع، لكنه أعرب عن ثقته فى أن هذه الأمور ستنضبط بعد تولى رئيس للجمهورية يكون مدنيًا يتميز بالقوة والعدل معا. ووصف قانون الطوارئ بأنه "ظاهره الرحمة وباطنه العذاب"، مشيرًا إلى أن الثورة أخطأت عندما هدمت جهاز الشرطة ولم تنتبه إلى أنه لا يقل أهمية عن باقى أجهزة الدولة والآن لم يبق من مؤسسات الدولة إلا المؤسسة العسكرية والقضاء فقط وباقى المؤسسات شبه معطلة، معربًا عن أمله فى أن يفى المجلس العسكرى بوعده وينقل السلطة لرئيس مدنى منتخب قريبًا. وحول الاجتماع الذى دعا إليه شيخ الأزهر وحضره باعتباره داعية ومفكر إسلامى، قال إبراهيم إن اجتماع شيخ الأزهر بالمثقفين خطوة جيدة للتفاعل مع الواقع العربى والمصرى، لأنه ضم مجموعة من المفكرين من كافة التوجهات الليبرالية والإسلامية من أجل إصدار وثيقة لدعم الثورات العربية واعتبارها ثورات مشروعة، مشيرًا إلى أن وثيقة الأزهر اشترطت ألا يكون الحكم إلا بالرضى مما يوجب عزل الحكام وانتفاء شرعيتهم كما لا يجوز للحاكم أن يستخدم الجيش الوطنى فى الاعتداء على المتظاهرين وقتلهم كما يحرم على هذه الجيوش الانحياز للحاكم دون الشعب لأن مهمتهم الأساسية هى حماية الحدود وليس قتل شعبهم. واعتبر القيادى بالجماعة الإسلامية، أن الأزهر بهذه الوثيقة تطور كثيرًا بعد أن ذهب خارج حدود مصر ليرد الظلم والبغى، مما يؤكد عالمية مؤسسة الأزهر فى رد المظالم وليس فقط نشر الدعوة والعلم ليعود الأزهر ممثلا للمسلمين جميعا فى أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن أهمية هذه الوثيقة تأتى أيضًا فى اعتراف جميع التيارات الليبرالية والعلمانية بمرجعية هذه المؤسسة العريقة. واقترح الدكتور بصياغة وثيقة جديدة للثوار يتبناها الأزهر الشريف، على أن تتضمن عدم قبول التدخل الأجنبى وعدم قبول الدعم المادى الغربى، والحفاظ على مؤسسات الدولة أثناء الثورات وأن يكون معدل البناء مماثلا لمعدل الهدم والحرص على التوافق وعدم الصراع بين التيارات والابتعاد بالثورات عن الطائفية والحزبية. وفى الشأن الأفغانى، أوضح إبراهيم، أن أسوأ ما يميز الساحة الأفغانية الآن هو استحلال الدماء، مدافعًا عن برهان الدين ربانى رئيس أفغانستان الذى اغتيل مؤخرا، وقال إنه صاحب تكوين أول حزب إسلامى يدافع عن أفغانستان ويحارب الروس، بالإضافة لكونه مفكرا إسلاميا كبيرا، وقام بفتح كابل بالتعاون مع أحمد شاه مسعود. وأضاف، أن الأصل فى الإسلام هو عصمة الدماء، مشيرًا إلى أن بعض المقاتلين فى أفغانستان عكسوا هذه القاعدة واستحلوا الدماء واغتالوا القادة الإسلاميين، مثل أحمد شاه مسعود الذى حرر ثلث أفغانستان من الروس، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لا يبشر بإقامة دولة صالحة سوية تحترم من يخالفها، كما أن الشعب الأفغانى عموما تعود على إراقة الدماء بسهولة.