بدت نذر صدام كبير بين النظام ورجال الأعمال في ظل عجزه عن معالجة الأزمات الاقتصادية الراهنة، ما دفعه لاستخدام العصا الأمنية في التعامل مع أصحاب الأموال، مما يهدد بتفاقم الأزمات الاقتصادية، وذلك عقب إقدام رجال الأعمال على الهروب بأموالهم ونجاتهم من مصير نظرائهم. وأكد خبراء أن الطريقة الأمنية التي يتعامل بها النظام مع رجال الأعمال ستؤدي إلى مضاعفة نزيف الخسائر التي يمر بها الاقتصاد المصري في هذا الوقت، والتي ستؤدي إلى خروج استثمارات محلية بمليارات الجنيهات ومنع دخول أي استثمارات أجنبية في الوقت الحالي والمستقبل. وفي برنامجه على قناة دريم الفضائية، قال الإعلامي وائل الإبراشي، إن بعض رجال الأعمال هرّبوا أموالهم إلى الخارج بالفعل، بعد أن أقنعهم بعض المتآمرين على مصر، أنه ستحدث أزمة اقتصادية كبيرة خلال الفترة المقبلة، مما سيؤدي إلى خسارة استثماراتهم، مشيرًا إلى أن المتآمرين قد يكونون جهات خارجية أو داخلية. وانتقد اتحاد الصناعات والذي يضم غالبية رجال الأعمال في مصر إجراءات القبض على رجل الأعمال صلاح دياب، معتبرًا أن نشر صورة لحظة القبض عليه يعكس حالة سلبية تؤثر على مناخ الاستثمار في مصر. وذكر الاتحاد، في بيان له: "مع ثقة وتقدير اتحاد الصناعات المصرية في القانون المصري ومنظومة الإجراءات القضائية والتي تحفظ حق كل مواطن أيًا كان شأنه، يهيب الاتحاد بوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المعنية بالحفاظ على الواجهة الحضارية لمصر بما لا يتعارض مع أمن واستقرار مصر والمواطن المصري، الذي يأتي في مقدمة كل الأولويات والذي بدون شك لن تقوم قائمة للاستثمار في مصر دون تحقيق أمنه واحترامه". واستكمل البيان: "يرى الاتحاد أن ما تم من إجراءات القبض على صلاح دياب إلى جانب ما نشر من صور للحظة القبض عليه، تعكس صورة سلبية تؤثر بالقطع على مناخ الاستثمار كما يسيء إلى كل مواطن مصري، ويفتح بابًا للأقاويل وللمشككين الذين لا يبغون أي صالح لمصرنا الحبيبة". وقال الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي إن عدم تطبيق القانون بطريقة صحيحة، سيتسبب في هروب جميع الاستثمارات الموجودة في مصر، لاسيما بعد الطريقة المهينة التي تم القبض بها على رجل الأعمال صلاح دياب، والتي من شأنها أن تبعث رسالة سيئة لرجال الأعمال بأن استثماراتهم في خطر وباتت مهددة في أول تصادم لها مع النظام. وأضاف ل"المصريون"، أن تطبيق القانون أمر لا يختلف عليه أحد إلى أن طريقة تنفيذه ستؤدي إلى تهديد الاقتصاد المصري، خاصة أن قضايا رجال الأعمال غالبًا ما تكون مالية، لذلك لا يجب التعامل معهم وكأنهم مجرمون أو تجار مخدرات. وأوضح أن الاستثمار الأجنبي يأتي إلى مصر عن طريق القطاع الخاص ومدى نجاح رجال الأعمال في تحقيق النمو فيه، وبخروجهم ستمتنع الأموال الأجنبية عن دخول مصر، مما سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير. ومن جانبه أوضح مجدى حمدان، المحلل السياسي، والقيادي السابق بجبهة الإنقاذ، أن عدم وجود رؤية ومنهجية وخطط واضحة لمسار الاستثمار والاقتصاد في مصر بجانب تفعيل القبضة الأمنية وبث التخويف في نفوس الشعب وضع البلد في موقف بالغ الخطورة. وأشار حمدان ل"المصريون" إلى أن أي مستثمر هو في الأصل يبحث عن المناخ الآمن للاستثمار، مما يجعل فرصه في مصر تكاد تكون معدومة. ولفت حمدان إلى أن رجال الأعمال المصريين وخاصة مَن لديهم استثمارات ضخمة غالبية شركاتهم مسجلة بدول أوروبية ويستطيعون اللجوء إليها عند الضرورة.