يتباهى تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "الدولة الإسلامية" بإسقاط الطائرة الروسية قبل أكثر من أسبوع في شبه جزيرة سيناء. الفرع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية" أعلن عبر موقع تويتر: "نجح جنود الخلافة في إسقاط طائرة روسية في ولاية سيناء"، موضحا أنه يريد بذلك الانتقام من روسيا في إشارة إلى الطائرات العسكرية الروسية التي بدأت منذ نهاية سبتمبر في قصف أهداف في سوريا، من بينها مواقع تابعة ل"الدولة الإسلامية". يذكر أن الطائرة الروسية المنكوبة كانت تقل على متنها 224 راكبا لم ينج أحد منهم. وفيما فند محقوقون مصريون فرضية أن يكون تنظيم "الدولة الإسلامية" ضالعا في إسقاط الطائرة، ترى أجهزة استخبارات غربية أن هذه الفرضية محتملة. يبد أن جماعة "ولاية سيناء" ليست إلا واحدة فقط من العديد من الجماعات الإرهابية التي تتخذ من جبال سيناء الوعرة وكرا لها، على غرار تنظيم القاعدة خصم "الدولة الإسلامية" في المنطقة ومنافسها على فرض سيطرته الجهادية فيها. وتعتبر "ولاية سيناء"، التي انبثقت عن تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي ظهر بدوره في عام 2011، أشهر وأشرس جماعة متطرفة في مصر. وقد كانت أعلنت في نوفمبر من العام الماضي ولاءها لأبي بكر البغدادي، الذي أعلن نفسه خليفة على رأس تنظيم "الدولة الإسلامية"، قبل أن تغير اسمها إلى "ولاية سيناء". وقد أعلن عدد من التنظيمات الجهادية نفسه "ولايات" لتنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي يسيطر على مناطق شاسعة من شمال وشرق سوريا وفي الشمال الغربي للعراق. وفي البداية ركزت "ولاية سيناء" الإرهابية عملياتها ضد إسرائيل المجاورة، فاسمها القديم "أنصار بيت المقدس" يوحي بأهدافها بمواجهة الإحتلال. ووفقا للخبير الإسرائيلي شاول شاي من المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، فقد أمر زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" باستهداف سفارات ومواطني الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضدها. وفي السنوات الأخيرة شكل الجيش وقوات الأمن المصريين، بالخصوص، هدفا للهجمات الإرهابية، ففي يناير الماضي قامت الجماعة بتنفيذ عدة عمليات انتحارية وهجمات بالقذائف على عدد من الأهداف في سيناء أسفرت عن مصرع ثلاثين جنديا ، ووفقا لبعض التوقعات، فإن عدد مقاتلي تنظيم "ولاية سيناء" يتراوح بين بضعة مئات إلى أكثر من ألف مقاتل. وحسب معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط في واشنطن، فإن الجماعة تحوز على أسلحة متطورة من بينها أنظمة محمولة مضادة للطائرات. ومثلما هو الحال بالنسبة لجماعة "أنصار بيت المقدس" في بداياتها، فقد وضعت جماعة "مجلس شورى المجاهدين" الجهادية السلفية إسرائيل نصب عينيها. والجيش الإسرائيلي يحمّلها المسؤولية عن إطلاق متكرر للصورايخ على الأراضي الإسرائيلية. ووفقا لتقرير مركز الدراسات الأمنية التابع لجامعة زوريخ السويسرية، فإن هذه الجماعة من أنصار "ولاية سيناء"، فرع "الدولة الإسلامية" في مصر. أما جماعة "أنصار الجهاد" فهي منافس واضح لتنظيم "الدولة الإسلامية". بعض الخبراء يصنفها على أنها فرع لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء، فيما يرى فيها البعض منظمتين اثنتين: "القاعدة في سيناء" التي تردد أنها ظهرت في ديسمبر من عام 2011 تحت قيادة رمزي محمود الموافي الذي يُزعم أنه كان الطبيب الخاص لمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وتتهم "أنصار الجهاد" باستهداف أنابيب الغاز الممتدة عبر سيناء وصولا إلى الأردن وإسرائيل. أما جماعة "جيش الإسلام" فتعد أقدم الجماعات الجهادية الناشطة في سيناء. وقد كان ممتاز دغمش، زعيم إحدى العشائر الغزاوية، هو الذي أسس الجماعة في عام 2006. ويرجح أنه كان عضوا في حركة حماس قبل أن يحوّل جزء كبيرا من أنشطته إلى سيناء. وترجح بعض الروايات أن "جيش الإسلام" شارك في عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في قطاع غزة قبل أن يطلق سراحه بعدها بسنوات. كما أن هناك منظمة تطلق على نفسها "جند الإسلام"، التي كانت هاجمت مقر المخابرات المصرية في رفح على الحدود مع قطاع غزة في 11 سبتمبر من عام 2013، أي في ذكرى الاعتداءات التي استهدفت مقر التجارة العالمي في نيويورك من عام 2011. ما دفع بعض الخبراء إلى استنتاج أن هذه الجماعة قريبة أيديولوجيا من تنظيم