قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن التقارير المتزايدة, حول تعرض الطائرة الروسية لعمل إرهابي, قبل تحطمها في سيناء, لم تعد مجرد تخمينات, وإنما أصبح هناك ما يدعمها بقوة, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 7 نوفمبر أن محققين فرنسيين أكدوا , بعد الاستماع إلى مسجل بيانات الطائرة, أن الحادث ليس ناجما عن عطل فني, مثلما تردد في البداية. وتابعت " المحققون الفرنسيون أعربوا عن اقتناعهم بفرضية العمل الإرهابي, وأن الطائرة تم تفجيرها, حسبما جاء في تقرير للقناة الثانية بالتليفزيون الفرنسي ". وأشارت "الجارديان" إلى أن هناك أمرا آخر يرجح فرضية "تفجير" الطائرة, وهو ما تحدثت عنه وسائل إعلام غربية من أن صور الأقمار الصناعية الأمريكية أظهرت وميضا حراريا قريبا من الطائرة, قبل ثوان من تحطمها, ما يشير إلى تعرضها لانفجار. وكانت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية نقلت في 4 نوفمبر تصريحات مسئولين أمريكيين كشفوا أن قمرا صناعيا أمريكيا يعمل بواسطة الأشعة دون الحمراء التقط وميضا من الحرارة على الطريق الذي كانت الطائرة الروسية تسلكه قبل ثوان من تحطمها، ما يوحي بأن انفجارا ما وقع على متن الطائرة. وحسب الصحيفة, لا تظهر البيانات تحرك الوميض باتجاه الطائرة في أي وقت من الأوقات، فلو أن صاروخ أرض- جو أطلق باتجاه الطائرة، لظهر وميض الحرارة يتحرك نحوها. وتابعت " بل أن بيانات القمر الصناعي تكشف عن عصفة واحدة من الحرارة القوية على مسار الطائرة، ما يؤشر إلى فرضية انفجار قنبلة على متن الطائرة، أو حدوث انفجار في أحد خزانات الوقود أو في المحرك جراء عطل ميكانيكي ما". وشدد مسئول أمريكي - حسب الصحيفة - على أن هذه البيانات تؤدي إلى استبعاد فرضية أن تكون الطائرة قد أسقطت بواسطة صاروخ. وكانت وكالة "رويترز" نقلت في 6 نوفمبر عن مسئولين أمريكيين قولهم إنهم اعترضوا محادثة إلكترونية تعزز نظرية إسقاط الطائرة الروسية بعبوة ناسفة، في حين قال مصدر بلجنة التحقيق الروسية إن أجهزة الطائرة -التي تحطمت في سيناء- كانت تعمل بشكل طبيعي قبل أن تتوقف في لحظة وتتعرض لطارئ أدى لانفصال الذيل وسقوطها. وحسب "رويترز", قال المسئولون إنهم رصدوا حديثا غير رسمي يدعم نظرية أن قنبلة أسقطت الطائرة الروسية التي تحطمت في سيناء المصرية السبت 31 أكتوبر . لكن مصادر في الولاياتالمتحدة وأوروبا حذرت أيضا من أنه لا يتوفر حتى الآن دليل جنائي قاطع بأن قنبلة أسقطت الطائرة وإنهم لم يستبعدوا حتى الآن احتمال حدوث خلل فني. وقال أحد المصادر إن هناك تقارير استخبارية متضاربة بشأن المكان الذي ربما وضعت فيه القنبلة على متن الطائرة. ومن جهة أخرى، قال مصدر بلجنة التحقيق الروسية إن أجهزة الطائرة كانت تعمل بشكل طبيعي قبل أن تتوقف في لحظة وتتعرض لطارئ أدى لتحطمها, موضحا أنه من الصعب تحليل معلومات الصندوق الأسود للطائرة, التي لقي ركابها ال224 مصرعهم. ومن جهته, نفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف جميع الروايات حول أسباب الحادث، قائلا إنه ينبغي أن تصدر عن المحققين فقط. وبدورها, قالت مراسلة "الجزيرة" في موسكو إن الضبابية ما زالت تحيط بالتحقيقات التي تقوم بها لجنة مشتركة روسية مصرية, وأضافت أن هناك تريثا روسيا قبل الإفصاح عن أي معلومات تخص الحادث. وكانت الطائرة -وهي من طراز إيرباص 321- تحطمت في سيناء في 31 أكتوبر الماضي بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وتبنى تنظيم الدولة إسقاطها، وهو ما رجحته عواصم غربية. وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 5 نوفمبر عن اعتقاده باحتمال أن يكون حادث تحطم الطائرة ناجما عن انفجار قنبلة على متنها. كما تبنى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الفرضية نفسها.