لم تعطني مباراة المغرب وكوت ديفوار تلك الصورة النمطية المترسبة في اعماقنا عن قوة الفريقين. المغرب كان الأفضل سيطرة والأكثر فرصا وتهديدا للمرمى ولكنه ليس بالفريق المخيف! افيال كوت ديفوار خطفوا الفوز من فريق حاصرهم طوال المباراة إلا قليلا، لكنه لا يضم سوى ثلاثة أو اربعة لاعبين يتمتعون بالمهارات، اما باقي الفريق فامكانياته عادية ولا يتميزون إلا بالقوة البدنية! لم يصل نجمهم دروجبا الى مستوى الاساطير التي تتحدث عنه، فنجمنا "ميدو" أفضل منه كثيرا.. وبصراحة شديدة فان مجمل المهارات في منتخبنا الوطني أفضل مما في المغرب وكوت ديفوار معا! ورغم السيطرة الميدانية للمغرب فان خسارتها منطقية نظرا لأن استعدادها لنهائيات المونديال الأفريقي شابه الكثير من المشاكل، لعل أهمها الاستقالة المفاجئة لمدربهم السابق الزاكي في وقت حرج للغاية بعد موجة النقد العنيف التي تعرض لها بسبب اخفاقه امام تونس في بلوغ نهائيات المونديال بألمانيا. وجاء مدربهم الحالي محمد فاخر في وقت صعب وقبل فترة قصيرة من نهائيات أفريقيا، لكنه بالطبع عارف بامكانيات لاعبيه ومعظمهم من المحترفين أصحاب الامكانيات العالية. خبراء اللعبة المغاربة وبعضهم أصدقائي التقيهم دائما لا يتوقعون لفريقهم أن يمضي كثيرا في البطولة، ويرون أن مباراة مصر هي الأخطر بالنسبة لهم في الدور الأول، ويخشوننا كثيرا. كان هذا بالطبع قبل انطلاق البطولة ولقائهم مع الايفواريين الذي خسروه بضربة جزاء سجله النجم دروجبا. هم لا يرهبون الافيال ويقولون عنه انه فريق عادي، دفاعه غير صلب، يمكن تهديد مرماهم بسهولة، وهذا ما فعلوه في لقاء الأمس، الذي ضيع فيه الأسود فرصا محققة في الشوط الأول، ولعب الحظ وحده دورا كبيرا في ابعاد صاروخ سدده نجمهم يوسف حجي في الشوط الثاني وكنا نظنه يعانق الشبكة معلنا التعادل! اعتقد أن جهازنا الفني شاهد المباراة وأدرك خطورة محترفي المغرب وقدرتهم على السيطرة على خط المنتصف ومنطقة المناورات، والدفاع المتقدم الذي يتميزون به، والذي لم يفلح الافيال في ضربه سوى بتمريرات سريعة امامية قليلة تعامل مع احداها دورجبا وحصل على ضربة جزاء. فلسفة محمد فاخر تعتمد على الدفاع من منتصف ملعب الفريق المنافس، وفي حالة سيطرته على الكرة يتحول القوس الدفاعي الى قوس هجومي من ثلاثة لاعبين يتناقلون الكرة بسهولة وحرفنة في المنطقة الخطرة امام المرمي، ومن احداها جاءت الكرة الخطيرة في الشوط الاول التي اخطأت المرمى بسنتيمتر واحد ولولا ذلك لما استطاع الحارس الايفواري التصدي لها! ويتميز الدفاع المغربي الرذالة والقوة وهذا ما اخشاه على لاعبينا، وستزداد هذه الرذالة وتتحول الى استفزاز لمنتخبنا اذا ما احرزوا هدفا يتقدمون به وهذا ما نرجو ان نعمل على عدم حدوثه بالحرص على الدفاع، ومواجهة الزيادة العددية للمغاربة في منتصف الملعب، بزيادة مماثلة من لاعبينا اصحاب الجهد الوفير دفاعا وهجوما والعمل على نقل الكرة بسرعة الى ملعبهم لضرب مصيدة التسلل التي برعوا بها في مباراتهم مع الايفواريين، وافشلوا بها خطة هنري ميشيل التي اعتمدت ورقة تقدم الظهير رقم "2" ليكون هو محور الهجوم مستغلا تعلق انظار مدافعي المغرب بالنجم دروجبا! سيلعب المغاربة معا مباراة مصيرية بالنسبة لهم، فسيسعون للفوز وخطف نقاط المباراة، وعلينا ان نتعامل بحنكة مع ذلك، وان ندرك ان هناك نسبة من الحظ تقف دائما معهم، لكن الحظ يقف عاجزا اذا بذلنا الجهد والعرق وتألق لاعبونا الافذاذ وهم كاسماء ونجوم افضل من المغاربة، حتى لو كان كل هؤلاء من المحترفين! غاب عني امس ان اشكر لاعبا مؤثرا في منتخبنا يخشاه الافارقة بقوة وهو الجمهور الذي يحرك الصخر كما قال نجم زامبيا الشهير كالوشا الذي توقع وصول مصر الى منصة التتويج بفضل هذا اللاعب المميز. لقد كان جمهورنا على مستوى المسئولية في مباراة الافتتاح، درجة ان ايليا المدرب الكرواتي لليبيا وجهازه الفني كانوا يختلسون النظر اليه بين الحين والآخر على وقع صيحاته التي كانت تهز منطقة استاد القاهرة. نريد من هذا الجمهور تكرار ذلك في مباراتنا المصيرية مع المغرب التي لو فزنا بها، يمكننا ان نقول ان مصر في طريقها لمنصة التتويج بالرغم من ان هناك اسماكا كبيرة في المجموعات الاخرى تنافس ايضا بقوة. شكرا لفناننا ابو تريكة على كرته الرائعة التي تعتبر اجمل الاهداف حتى الآن في البطولة، لقد اثبت انه فنان كبير، ولاعب مهارات ذكي جدا، ولياقة عالية، واتوقع اخضاعه لمراقبة شديدة في المباريات القادمة. اما بركات فسيكون منتجا اكثر وقادرا على احراز الاهداف بفضل انطلاقاته وغزواته التي يتميز بها لو لعب بنفس الطريقة التي يوظفه بها مانويل جوزيه في الاهلي، وهنا لابد من الدفع باحمد فتحي، واعتقد ان تغييرات مهمة في مراكز اللاعبين ستطرأ على مباراتنا القادمة مع المغرب يوم الثلاثاء القادم. أنا مذعور من عدد الانذارات التي نالها فريقنا في المباراة الاولى ومعظمها بلا داع وبعضها لم يكن مستحقا كالانذار الذي حصل عليه الساحر ابو تريكة، لكن ما يخيفني اكثر الانذار الذي حصل عليه وائل جمعة، فخط الدفاع لا يمكن الاستغناء عن احد عناصره في مبارياتنا القادمة خاصة انه اكثر ما يقلقنا في خطوط منتخبنا. أيها النجوم تقدموا.. انتم اقوى من الاسود والافيال. اكثر مهارات وتمتعون باللاعب الخطير رقم 12 الذي يثير الذعر في كل المنافسين.. لكن ينبغي احترام امكانيات هذين الفريقين الكبيرين! [email protected]