مأساة كبرى، يعانى منها الصيادون ببحيرة قارون بمحافظة الفيوم، بعد أن احتضرت البحيرة في الآونة الأخيرة بسبب تلوث مياه البحيرة بمياه الصرف من مخلفات العديد من القرى السياحية الواقعة على ضفافها، والذي تسبب في قتل الأسماك سواء الكبيرة أو الزريعة . "المصريون" انتقلت إلى البحيرة والتقت الصيادين وأهالى قرية شكشوك للتعرف على حجم المشكلة التى يعانون منها. في البداية يقول أحد الصيادين، إن بحيرة قارون كانت لؤلؤة السياحة فى مصر وكان للملك فاروق استراحة خاصة بها اليوم أصبحت الآن سلسلة من الإهمال وعنوانا لوأد الخيرات، مؤكدًا أن هناك أيادى خفية وراء يحدث بالبحيرة لسبب يعلمه الله وأننا تعبنا من كثرة الشكاوى للمسئولين لكن دون جدوى . وأكد حسن محمد "صياد" من قرية شكشوك اضطررت لبيع المركب الخاصة بى لعدم وجود أى اسماك بالبحيرة بسبب غش في الزريعة أثناء إلقائها بالبحيرة، مضيفًا أن حركة الصيد توقفت تماما وساد الفقر بين جميع الصيادين، وهاجر العديد منهم بحثا عن صيد ورزق آخر فى محافظة أسوان . كما أضاف حسن السئمانى، من قرية شكشوك بعت مركبى وتركت البحيرةوالفيوم وتوجهت للصيد في محافظة البحيرة لعدم وجود رزق هنا. وأوضح محمد سلطان، صياد من قرية كحك بحرى أن زريعة الأسماك يلقى منها نسبة 20 % من نسبة البحيرة وكان المسئولون عن البحيرة يلقون زريعة جمبرى ولكنهم منعوه نهائياً. وأضاف، أن شركة الملاحات تأخذ مياه البحيرة لاستخلاص الأملاح منها ثم تلقى بصرف الملاحة وعصارة الملح مرة أخرى مما يؤدى إلى نفوق الأسماك. وأشار على محمود، صياد، إلي أن ما يحدث معنا كصيادين من إهمال وضياع حقوق جعل 80 % من الصيادين يهجرون البحيرة ويهاجرون إلى محافظات أخرى بحثا عن مصدر رزق، والبعض الآخر ترك مهنة الصيد واتجه لمهن أخرى حفاظا على قوت أبنائهم. من ناحية أخري أكدت غادة مرزوق ناشطة اجتماعية ل "المصريون" أن بحيرة قارون تحتضر منذ عشرين عاما، حيث استولت الشركة المصرية للأملاح والمعادن بشكشوك على مساحة 1700 فدان من أراضى البحيرة واستغلالها كأحواض مياه، حيث يتم سحب هذه المياه من البحيرة باستخدام ماكينات شفط لتدخل المياه فى دورات حتى يتم استخراج أملاح مختلفة من أملاح الماغنسيوم والبوتاسيم وغيرهما من المنتجات التى تقدر بملايين الجنيهات المصرية. وأوضحت أن الشركة تقوم بوضع المخلفات الناتجة من الصناعة على شاطئ البحيرة وهى جبال من الأملاح الفاسدة يخرج منها رواسب سامة تصب فى البحيرة مما زاد من نسبة ملوحة مياه البحيرة وقتل أشهر أنواع الأسماك، وأصبح إنتاج الأسماك ضئيلاً جدًا، فالصياد لا يصطاد فى يومه أكثر من كيلو بعد أن كانت نسبة الصيد 20 كيلو يوميًا لكل صياد. شاهد الصور: