عندما كنت في اليابان أغطي بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت في الفترة ما بين 8 18 يناير الجاري - وفاز برشلونه الاسباني بلقبها وحل السد القطري في المركز الثالث، كانت حرب الشوارع دوارة في القاهرة بين ما يسمى بالثوار وبين الجيش وقوات الأمن. والعبدلله يعترف أن عقله الثوري المحدود لا يستوعب وقوع أعمال الحرق والنهب والسرقة وإتلاف الممتلكات العامة وتكسير سيارات الشرطه والجيش تحت أي سبب من الأسباب.. فالحقيقة الواحدة الثابتة هي أن مبارك لن يعود، وأن ما يحدث حاليا في مصر ليس في مصلحة مصر على الإطلاق وإنما هو للأسف الشديد لمصالح فئوية وطائفية وفضائية لدرجة جعلت أحد اقطاب الإعلام الفضائي مثل معتز الدمرداش، ) ينفرد( بلقاء مع شخص كان (معدي) لما شخص ثوري تاني كان واقف أمام (دبابة)!!.. الإعداد معرفش يجيب الثوري اللي واقف قدام الدبابة.. فجاب شخص أخر (كان معدي).. وهذا قمة ما وصلت إليه الفضائيات من إسفاف ودور كبير في تدمير الدولة المصرية. المهم.. أنه وهذه الأثناء وفي مدينة يوكوهاما حيث لا يوجد أي طعام (إسلامي) والدنيا (بايظة) أكرمنا الله بالمطعم الوحيد العربي وهو مطعم العين وصاحبه (لبناني) يدعى زياد وبه مصري يعلم اسمه (محمد)، وزياد متزوج من يابانية نسيت اسمها ولديه طفلة اسمها (صوفيا). وزياد شخص عربي عربي يعني.. فكان كرمه زائدا في حقيقة الأمر وهو رجل بشوش يعيش في اليابان الآن منذ أكثر من 21 عاما.. وقد سألني فجأة: ماذا يحدث في مصر؟.. والحقيقة أنني جاهل في الثورة وبالثورة.. لكنني كنت أعرف بالطبع عن طاحونة الحرب الدوارة في شوارع القاهرة.. وهم زياد اللبناني وقال لي بالحرف الواحد: ما يحدث في مصر هو نفس البداية لما حدث عندنا في لبنان قبل سنوات والذي تحول فيما بعد إلى حرب أهلية.. والعبد لله لا يعرف حقيقة ما سيصل إليه الوضع الحالي في مصر، لكن الأكيد ان أقطاب الإعلام المصلحجي المتطرف لمصالحه، والأسماء كثيرة ومعروفة، هم المستفيدون من بوادر الحرب الأهلية بل هم الذين يشعلون نار الفتن بين الشعب والشعب من جهة وبين مجموعة من الشعب المصري والجيش. والحقيقة ان وضعنا المأساوي الحالي تعدى مراحل المطالبة بضبط النفس وتغليب مصالح البلد على ما سواها والاحتكام لصوت العقل، فكل ذلك أصبحت دعوات مضحكة بدت وقد عفا عليه الزمن، لكن من الواضح أن الزمن الأغبر قادم لمصر لا محالة بعد ان تم سرقة الثورة وتفريغها من مضمونها ولم يتبقى للأسف إلا - فلول الثورة..