دكتور أميمة..تحياتى لبابك الرائع ولشخصك الوقور المحترم الذي نحترمه جميعا في مصر وخارجها...أرسل لك سيدتى من كندا، فأنا دكتور مصري مقيم هنا من 20 عاما تقريبا، زوجتى كندية مسلمة بفضل الله، ولي بنت وولد منها ونحن الحمد لله ميسورين جدا.. مشكلتى وما يجعلنى في حيرة هو أننى كنت أحب جدا والدى رحمه الله، ويوما ما تشاجر مع عمى الأكبر، و تطاول عليه عمى بالضرب مما أصابه بإغماء لعدة أيام بالمستشفي، ومن وقتها وأنا وأمى رحمها الله نكره عمى جدا لأنه كان السبب في مرض والدى وتدهور حالته قبل وفاته، فتقريبا هو من قام بقتله، وكلما تذكرت ما حدث راودتنى نفسي أن أنتقم منه، وشاء ربي أن أكمل دراستى بالخارج وأعمل وأتزوج وأصطحب والدتى معي واستقرت حياتى هنا، فيما عدا بعض الأجازات إلي مصر، ومنها أجازة كنا متواجدين هناك وعلمت بوفاة عمى وعن قصد لم أحضر الجنازة ولا العزاء، ومرت السنوات ومنذ عدة أشهر قريبة فوجئت برسائل عن طريق صديق لى و إحدى القريبات أن ابنة عمى هذا الأرملة ولديها 5 بنات تستعطفنى في أن أرسل لها ما يساعدها على المعيشة، حيث أنها مريضة وليس لهم معاش وحالتهم المادية صعبة للغاية، وبعدما تأكدت من صدق حالها وأنها تتعرض لمهانة كبيرة بسبب حاجتها للمال وأنها لا تستطيع تزويج بناتها، لا أخفي عليك سيدتى أننى شمت بها وشعرت أن الله ينتقم لي من أبيها، ورفضت مساعدتها، ووجدتها فرصة للانتقام في شخصها.. ولكن زوجتى دائما تلح على في مساعدتها وتقول هذا حرام، وأنا الآن أشهدك سيدتى أميمة..هل أنا المحق أم زوجتى؟ أليست هذه رسالة من الله بأنه الانتقام؟ ألست محق في رأيي أم أننى أصبحت إنسان سيء مثلما تقول عنى زوجتى، أحترم رأيك وأثق بحُكمِك لأن زوجتى تتابع موضوعاتك، وأنا أترجم لها ما لا تفهمه، أشكر افتح قلبك وأشكرموقع المصريون مقدما.
(الرد) أولاً: أشكرك على الإطراء الرقيق في شخصى المتواضع وفي باب افتح قلبك.. وثانياً: أري فيك الأصل الطيب ولمحة الكرم والنفس اللوامة وخوفك من الله.. ولولا أنك تمتلك كل تلك الصفات ما كنت الآن في تلك الحيرة ولما كنت أرسلت إليّ لتسألنى هل أنت على خطأ أم على صواب، وكنت فقط اكتفيت بقرارك وأنت على قناعة به !!! ولكن ما أحزننى أخي الفاضل هو أننى أشعر بأن الشيطان والعياذ بالله يغلبك أحيانا! ويحاول حرمانك من ثواب عظيم وأجر كبير في ابنة عمك المسكينة الأرملة الفقيرة التى تحتاج إليك وأنت تمتنع عن مساعدتها، لم أتصور الرجل الميسور الخيّر الذي أرسل لى يوما ما لنجدة إحدى اليتيمات بما قدره الله عليه من مال وكان سببا في سترها، أن يمتنع عن ذلك الخير الأكبر والأولى به أن يفعله! وهو المسلم الملتزم والذي يعلم بأن ديننا علمنا أن الأقربون أولى بالمعروف، والذي يعلم بالتأكيد أن سيدنا أبا بكر الصديق قد قرر الامتناع عن الانفاق على مسطح بن أثاثة بعدما قذف بالباطل ابنته السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها وقت حادثة الإفك، وكان ينفق عليه لقرابته وفقره، ثم رجع عن قراره وظل ينفق عليه بعدما نزل قول الله تعالى: "ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله، وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ، والله غفور رحيم".. والأية هنا أخي الكريم تفسر نفسها، ونحن لسنا أفضل من سيدنا أبو بكر ولا رسولنا الحبيب، هذا في حال أنك تنتقم من عمك نفسه، فما بالك بأن ابنة عمك ليس لها أى ذنب فيما فعل والدها، وأنها استنجدت بك لأنك ابن عمها والمفترض أن تكون أنت سترها وحماها في هذه الدنيا بعد الله تعالى ثم بعد أبيها وزوجها؟!!! أخي زوجتك على حق، و أنا أُرسل لها تحياتى العارمة وإعجابي بها وبإسلامها العملى الذي أضاف للمسلمين أخت كريمة تسعي للخير، فعمك الآن في دار الحق وبين يدى الحكم العدل، وسيفعل به ما يشاء..فليتك تتنافس مع زوجتك في هذا الخير، وتكون أنت السبّاق إليه، ولا تنتظر من يدفعك أو يشجعك على مساعدة أقاربك، سواء من أساء إليك أومن فعل بك خيراً..ولعلك تنال من الله أجراً أكبر في ابنة عمك تحديدا، لأنك مُكره علي الأمر، فلقد قال سيدنا على كّرم الله وجهه:"أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه" فبذلك تكون مجاهدا لنفسك الأمارة بالسوء، وأتمنى ألا تكون مُكرها وأن تحتسب الأمر كله لله تعالى، فلعل الله ينجيك وينجى أولادك ويستر ابنتك بعد وفاتك بسبب هذا المعروف والخير.. إننى أستحلفك بالله أن تساعد ابنة عمك المسكينة هى وغيرها من أقاربك قدر استطاعتك، طالما قد منّ الله تعالى عليك بالخير والرزق الواسع حتى يبارك الله لك فيما وهبك وتفضّل عليك به.
للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. مع رجاء خاص للسادة أصحاب المشاكل بالاختصار وعدم التطويل.. وفضلا..أى رسالة يشترط فيها الرد فقط عبر البريد الإلكتروني فلن ينظر إليها..فالباب هنا لا ينشر اسم صاحب المشكلة، ونشرها يسمح بمشاركات القراء بأرائهم القيمة، بالإضافة إلي أن الجميع يستفيد منها كتجربة فيشارك صاحبها في ثواب التناصح.
...................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.