حذّر السفير السعودي في بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، من مخاطر تهدد علاقة بلاده بلندن، على خلفية ما أسماه ب "التغيير المثير للقلق" في طريقة مناقشة القضايا التي تخص السعودية في الصحافة البريطانية، ومن قبل بعض أعضاء البرلمان، وبعض المنظمات غير الحكومية. وحذّر السفير السعودي في مقال له اليوم الاثنين، نشره في صحيفة "التيلجراف" البريطانية، ونقلته للعربية وكالة الأنباء السعودية الرسمية، وهيئة الإذاعة البريطانية "البي بي سي"، من تداعيات الحملة التي تتعرض لها بلاده في بريطانيا، وقال: "لطالما إضطرت المملكة لمواجهة الأفكار المغلوطة ونقص الفهم لمواقفها حيال مختلف الموضوعات، إلا أنني أجد نفسي مضطراً في هذه المرة إلى تناول بعض الانتقادات الذي تعرضت لها بلدي مؤخراً؛ إذ يبدو أن أهمية المملكة العربية السعودية لأمن المملكة المتحدة ومنطقة الشرق الاوسط، بالإضافة إلى دورها الأساسي في العالم العربي والاسلامي بوصفها مهد الاسلام، يبدو أنه ليس بالمهم عند أولئك الذين أثاروا هذا التغيّر المقلق، إلا أنه يتوجب أن يكون مصدر قلق كبير لجميع أولئك الذين لا يريدون رؤية تداعيات خطيرة محتملة التي قد تضرّ الشراكة الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة التي تمتّع بها بلدانا منذ مدةً طويلةً". وتطرق السفير السعودي إلى ما وصفه "الأهمية التي تمثلها بلاده بالنسبة لأمن بريطانيا ودول الشرق الأوسط"، مؤكدا على أن "السعودية دولة ذات سيادة، ودينها الإسلام ودستورها مرتكز على ما جاء في القرآن الكريم"، موضحاً أن "القضاء في البلاد مرتكز على أحكام الشريعة". ومضى الأمير محمد بن نواف يقول إن "السعودية تحترم التقاليد والأعراف والدين في بريطانيا، لذا فإننا نطالبها بمعاملتنا بالمثل"، موضحاً "لا نسعى للحصول على تعامل مختلف إلا أننا نتوقع بعض العدل". وانتقد السفير السعودي زعيم المعارضة البريطانية جيريمي كوربين، قائلا إنه "خرق الاحترام المتبادل بين البلدين عندما قال إنه أقنع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بإلغاء صفقة لبناء سجن في السعودية بقيمة 5.9 مليون جنيه استرليني". وشدد على أنه "إذا كانت العلاقات التجارية واسعة النطاق بين البلدين ستخضع لأيديولوجيات سياسية معينة، فإن ذلك سيشكل خطراً على التبادل التجاري الهام بين البلدين". ودافع الدبلوماسي السعودي عن محاربة بلاده للإرهاب، مؤكداً أن "ما من أمة استثمرت في محاربة التطرف - بما فيها الدول الغربية - مثلما فعلت السعودية، لأن ذلك الأمر هو من أولوياتها". وأثنى على التعاون الاستخباراتي السعودي - الأمريكي وأهميته لكلا الطرفين "لمساهمته بإنقاذ مئات الأشخاص في بريطانيا". ودعا في نهاية مقاله إلى احترام السعودية في بريطانيا، وقال: "لقد سُررنا في الآونة الأخيرة بقول وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في مؤتمر حزب المحافظين: أمن الخليج هو أمن المملكة المتحدة؛ لأننا نعتقد أن هذا الأمر صحيح، لكننا نؤكّد أنه من الأهمية بمكان لتعزيز مصالحنا المشتركة في السنوات المقبلة، ونحن نواجه مجموعة متنوعة من التهديدات، أن تُعامل المملكة العربية السعودية بالاحترام ذاته الذي تكنّه للمملكة المتحدة"، على حد تعبيره. وكانت صحف بريطانية قد نشرت عدة تقارير تعرضت للوضع الداخلي في السعودية كان آخرها، تقرير في صحيفة "الجارديان" السبت الماضي (24|10)، تعرض لأنباء عن 8 من أصل 12 من أبناء مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز، يدعمون تنحية الملك سلمان بن عبد العزيز، واستبداله بشقيقه أحمد بن عبد العزيز البالغ من العمر 73 عاما، وفقا لأمير معارض نقلت عنه الصحيفة.