قال أصحاب مكاتب سياحة وسفر، من فلسطينيي الداخل في مدينة القدس، اليوم الأحد، إن صناعة السياحة العربية والإسرائيلية في المدينة تراجعت بنسب تزيد عن 60%. ووفق لقاءات متفرقة لمراسل الأناضول، مع مدراء وأصحاب مكاتب للسياحة، ومقرها القدس، فإن تدهور الأحداث الأمنية في القدس والضفة الغربية، أدت إلى إحداث تراجع حاد في الوفود السياحة الأجنبية والعربية للمدينة. وتابعوا "حتى أن السياحة الداخلية التي ينفذها فلسطينيو الداخل، أو الإسرائيليين إلى مدينة القدس تراجعت بنسبة تزيد عن 80%، منذ مطلع أكتوبر الجاري". وتدور مواجهات في الضفة الغربيةوالقدس وقطاع غزة، منذ الأول من أكتوبر الجاري، بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية. وفي جولة لمراسل الأناضول، بدت أسواق القدس العربية في البلدة القديمة، شبه خاوية من المستهلكين والسياح، وسط حالة من الخوف والترقب، نتيجة للأحداث اليومية التي تشهدها المدينة، بسقوط شهداء فلسطينيين بالمدينة وقتلى إسرائيليين بشكل شبه يومي. وقال الباحث في الاقتصاد الفلسطيني محمد قرش (من فلسطينيي الداخل)، إن السياحة العربية في الأساس متراجعة بسبب السياسات الإسرائيلية المفروضة على المدينة منذ سنوات، لكنها ازدادت سوءاً خلال الشهر الجاري.
وأضاف خلال حديث مع "الأناضول" "الضرر الأكبر كان في صناعة السياحة الإسرائيلية، التي هوت بنسبة تجاوزت 60% في مدينة القدس، منذ مطلع الشهر الحالي". وأردف "تم إلغاء ما نسبته 50% من حجوزات الفنادق في مدينة القدس، إضافة إلى إلغاء رحلات يومية للمرافق السياحية والدينية في المدينة، حتى إننا لم نعد نرى وفوداً سياحية تسير في شوارع المدينة". وكشفت بيانات وأرقام صادرة عن مكتب الإحصاء الإسرائيلي، نهاية الأسبوع الماضي، عن تراجع بنسبة 5.7% في حركة السياح الأجانب إلى إسرائيل خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري، مقارنة مع الفترة المناظرة من العام الفائت. ويرى "قرش" أن الضرر على الاقتصاد المقدسي، سيكون كبيراً، لاعتماده على السياحة التي تشكل عمودا فقريا لعدد كبير من المحال التجارية، خاصة في أسواق البلدة القديمة. وأوردت القناة العاشرة الإسرائيلية، تقريراً قالت فيه إن صناعة السياحة الإسرائيلية المحلية والأجنبية في القدس تراجعت بنسبة كبيرة، وسط محاولات لتشجيع حركة السياحة خاصة المحلية للمدينة، بأسعار منافسة. وأشارت أن أسواق القدس اليهودية تشهد حالة من الركود وتراجع في القوة الشرائية، "التي تذكر بأيام عصيبة خلال الانتفاضة الثانية".