وصف معارض سوري بارز، مساء السبت، مباحثات مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، مع الجامعة العربية والخارجية المصرية وأعضاء لجنة متابعة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، في العاصمة المصرية، ب"المؤامرة على الشعب السوري". وفي تصريحات خاصة لوكالة الأناضول عبر الهاتف، قال عضو الائتلاف الوطني السوري، بسام الملك: "هناك تنسيق مصري روسي لاحتضان المعارضة الداخلية والخارجية بما يتناسب مع مصالح البلدين فقط، فمصر بينها وبين النظام السوري هدف مشترك يتمثل في محاربة ما يسمى بالتطرف الإسلامي، والإخوان المسلمين خاصة". وبشأن ما اعتبره "موقفاً متخاذلاً" من الجامعة العربية تجاه سوريا، أشار الملك إلى أن "الجامعة العربية تتعرض لضغوط من قبل السلطات المصرية، للقبول بالتسوية الروسية، الرامية لتشكيل حكومة انتقالية يبقى على رأسها بشار الأسد، بوزارات سيادية". ولفت إلى أن "جامعة الدول العربية ما زالت عاجزة عن عقد اجتماع طارئ حول الضربات الروسية على سوريا منذ بدئها يوم 31 سبتمبر الماضي، بسبب الضغوط المصرية". وشدد الملك على أن "سوريا تلف وتدور حول قرارات مجلس الأمن وجنيف بشأن الأزمة السورية"، وأضاف: "قوى الثورة السورية ترفض بقاء الأسد على أية حال، مرجعيتنا جنيف1 وقرار مجلس الأمن رقم 2118، الذي يتعلق بهيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية، وليس حكومة انتقالية بوزارات غير سيادية". واعتبر المعارض السوري أن "قرارات مجلس الأمن حول سوريا ممزقة ومشلولة بالفيتو الروسي والصيني"، وتابع: "طالما بقي باراك أوباما على رأس السلطة في أمريكا لن تحل القضية السورية، نظراً لأن إسرائيل ترغب في كفة متعادلة بين النظام والمعارضة حتى تنتهي سوريا". وأوضح الملك أن "95% من ضربات الطيران الروسي على سوريا تستهدف الجيش الحر وشباب المقاومة السورية، ولم تستهدف حتى الآن معاقل تنظيم داعش الموجودة على الحدود السورية العراقية". وناشد تركيا وقطر والسعودية، الذين وصفهم بأصدقاء سوريا، من أجل "إمداد المعارضة بالسلاح الجوي حتى تتمكن من مقاومة قوات بشار الأسد"، وفق تعبيره. وتابع الملك: "ننتظر موقف الانتخابات التركية وفوز حزب العدالة والتنمية وتشكيله الحكومة في بلاده، حيث إن موقف النظام التركي أكثر وضوحاً وصراحة من مواقف من يسمون أنفسهم أصدقاء سورياكأمريكا وغيرها". وكان ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط، التقى اليوم بأعضاء لجنة متابعة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، في العاصمة المصرية القاهرة. ووفق بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، فإن لجنة متابعة مؤتمر القاهرة، عرضت على المسئول الروسي رؤيتها بالنسبة لأهمية تفعيل الحل السياسي وفقاً لإطار مؤتمر جنيف، بالتوازي مع مكافحة الإرهاب. وبحسب البيان ذاته، فقد أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، مساء السبت، مباحثات مع بوغدانوف بالعاصمة المصرية، توافقا خلالها على ضرورة تفعيل إعلان جنيف، ومحاربة ما أسموها ب"التنظيمات الإرهابية"، للوصول إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية في سوريا. وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، وصل إلى القاهرة، مساء الجمعة، قادماً من روسيا، في زيارة تستغرق 3 أيام، يلتقي خلالها عدداً من المسئولين المصريين، لبحث تطورات الأوضاع بالمنطقة، لا سيما في سوريا. ودخلت الأزمة السورية منعطفاً جديداً، بعد قيام روسيا بقصف المدن والبلدات السورية، اعتباراً من نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، متذرعة بأن تدخلها "يستهدف مراكز تنظيم الدولة"، وهو ما تنفيه كل من واشنطن وعواصم غربية وعربية وقوى المعارضة السورية، والتي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي تقصفها روسيا، تابعة للجيش السوري الحر وقوات المعارضة.