محدود الدخل .. هذا الرجل المسكين اللي سيرته على لسان كل مسئول.. في الخير طبعا !! إنما بالأفعال فهو لا مساس به إلا في الضرر والتقطيع من قوته وإعطاء الدولة .. وفي النهاية يدعى الحكام أنه :"لا مساس بمحدود الدخل". فِضلت أفكر في معني الجملة اللي تغيظ دي، يعني أيه "عدم المساس بمحدود الدخل" .. يمكن نيتهم خير !! لو بدأنا ب"عدم المساس" .. يعني أيه ؟ يمكن من بعيد لبعيد كده .. ومش في الخباثة ولا حاجة .. وعلى عينك يا تاجر معناها = طلعوا عينه واسحلوه وفلسوه وبيعوه الحديدة التي لا يملك غيرها .. وخلوه يقلع البلاط اللي قاعد عليه ويبعه بالمرة .. وفي النهاية يبيع نفسه في المزاد العلني للحصول على الدخل، الذي يدعون - ظلما وعدوانا - أنه يملك حتى وإن كان محدود.. ولا يمكن قصدهم من "عدم المساس" .. بأنه جربان مثلا! .. ليه لأ ؟! .. أصله ميملكش تمن الصابونة اللي يستحمى بيها .. فالبعد عنه غنيمة وعدم المساس به رحمة !! ويجي دور وصف "محدود الدخل"، اعتقد إن المقصود به أنه شخص مسكين .. فقير .. نازلة عليه الدنيا بإديها وسنانها ..يعطف عليه الحكام ويرموله كلمة من هنا أو كلمتين من هناك .. واللي يغيظك انه دايما مذكور في الخطب الاستعراضية والحملات الانتخابية والبرامج التليفزيونية .. أما في الأفعال كما يقول المثل الدارج "أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك استعجب". دلوقتي المصري البسيط بيدفع ضريبة إذا فتح النور .. وضريبة إذا بص من البلكونة .. وضريبة لو كح ..وضريبة لو دخل الحمام، كله يهون طالما بياخدله كلمتين على الماشي في الخطب، وعلى رأي المثل "اذكريني ولا تغديني!!". رغم أن المسكين "محدود الدخل" يشعر بالظلم والمرارة لكل ما سبق .. وما خفى بالطبع كان أعظم ولسه طبعا ياما هيشوف .. إلا أنه أكيد أمنيته يتغير لقبه آجلا أم عاجلا ليناسب وضعه. ونظرا لظروفه الصعبة.. وحكايته المشلفطة .. نحاول أن ننهي حيرته ونغير لقبه.. فمن الممكن أن نطلق عليه "ملحوم الدخل" يعني بيلحم مرتبه من مرتب غيره كل أول شهر من فلاني وعلاني وتلتاني سلف لأول الشهر الذي يليه . أو "مخروم الدخل" .. ويعني أنه أول ما يستلم الدخل يفضل ينقط منه من أول يوم في الشهر على كهربا وغاز وأكل وشرب ومصاريف مدارس وعلاج وووو.... ولا أحد يشفق عليه بسد هذا الخرم، بل يزيده من في السلطة اتساعا ليصل لاتساع "ثقب الأوزون" .. ومن المقترحات أيضا تسميته "محروق الدخل".. فالولعة طالت كل شيء في بلادي وتفحمت مرتبات إخواتي. أو قد نطلق عليه "ميئوس الدخل" ..أو كما يطلق عليه البعض "معدوم الدخل"، أو "محروق الدم" أو . أو .. أطلقوا عليه ما تشاؤون من تسميات وانشغلوا بذلك ومتجيبوش في سيرته عمال على بطال، حتى لا يظل المسكين عايش في الوهم أنه في ذاكرة الحكام والمسئولين .. وحتى لا يفهمنا البعض صح يعني .. بالطبع هو في ذاكرتهم باللفظ ..وعلى أوراقهم بالحبر وسريعا ما يتبخر اللفظ ويمحى الحبر .. ويظل "متعوس الدخل" على حاله.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.