رغم حلول العام الجديد علينا بطلته البهية، ورغم السعادة والهناء اللذين يغمران الشعب المصرى من قمة رأسه إلى أخمص قدميه.. لأ.. أخمص قدميه إيه!! ده حتى القدمين غاصوا إلى الركب فى السعادة السكر زيادة.. رغم كل هذا البشر والتفاؤل والإشراف إلا أن بعض الحزن يكاد يفسد الفرحة والرفرفة القلبية لنا.. وهذا الحزن لأن الواحد اكتشف أن احنا الشعب المتعوس المصرى حظه قليل مع السادة الإخوة الهكسوس الجدد.. مش عارفة ليه المعاملة الوحشة دي؟؟ كل الشعوب عندهم ليها حظ وإحنا لينا تر.. تر.. ومن أؤل يوم اكتشفنا إن حظ حزب الله ما شاء الله مجلجل منذ يوم 29 يناير 2011 وخرجوا من السجون فى عملية من عمليات رامبو الجبار وسافروا على أوطانهم وسط الفرحة الغامرة بعد الانتصار على الشرطة المصرية وأيضاً شعب حماس وكتائب القسام ما شاء الله اتفتحت لهم مصر على مصراعيها، يدهسون فى شعبها على كيف كيفهم وبعدهم شعب قطر وإن كانوا يعنى لا مؤاخذة مايملوش نص حى زينهم إلا أن حظهم نار من أول حكامهم وستاتهم، وإلى شيوخهم ومخابراتهم وبعدهم فى الغلاوة القلبية الأمريكان طبعاً لدرجة أن حكامنا كفروا تهنئة المصريين المسيحيين بعيد الميلاد وفى الخباثة بعتوا مسجات للخواجات أسيادهم وبالتالى أسياد أسيادنا الأمريكان يقولوا لهم بالأمريكانى «ميرى كريسماس».. شوف الإعجاز، وبعد الأمريكان يجى فى اللستة نلاقى الإيرانيين وكان أول زيارة من الرئيس المنتخب انتخابات نزيهة خارج القطر المصرى المنحوس إلى إيران الحبيبة جراء مساعدة حزب الله الحبيب للثورة الشعبية الديمقراطية الحرة.. بعد كده بقى بمسافة يجى فى الترتيب الشعب الفلسطينى رغم أناشيد الأشاوس اللى طرشوا ودانا بيها من أول «خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود».. و«رايحين.. رايحين على القدس بالملايين»، إلا أنهم فى الواقع بعد شعب حماس فى اللستة واكتشفنا طبعاً إن الهتاف الحنجورى بتاع الخلافة وعاصمتها القدس كان القصد منه الذهاب إلى القدس بعد السفير المصرى بهدف «الشوبينج» وليس لهدف آخر خبيث يفسد الود والحنان والحب المتبادل. بعد شعب فلسطين اكتشفنا إن الدور لم يصل إلينا بعد وأعلن أحد الأشاوس النشامى دعوة عامة لكل اليهود المصريين بالعودة إلى الوطن الأم مصر لأنه وطن لقيط ما حدش عارف له أب ولا أم وغالباً لقيوه مرمى جنب صفيحة زبالة وأخذوه وربوه علشان الثواب.
وطبعاً بعد هذا التصريح المفرح فرحة العام الجديد أبو رقم «13» طار اليهود من الفرحة فى كل أنحاء العالم فها هو وعد «النيل والفرات» سوف يتحقق أخيراً وسوف يأتى اليهود الغلابة المساكين إلى وطنهم الأم من أجل استعادة أملاكهم خصوصاً «عمر أفندي» اللى النظام السابق الفاسد الحرامى اللص كان هيبيعه بالخسارة.. وطبعاً أكيد كان فى رسالة سرية أرسلت لليهود الأحباب الغلابة المشردين فى المخيمات وبياخدوا معونات من كل الشعوب العربية علشان «الحليب» والرسالة احتوت على تفسير لموقعة تسلق مواسير السفارة الإسرائيلية وإحضار العلم من فوق السطح وحرقه وسط فرحة شعبية غامرة هبلة.. وأكيد أن الرسالة تحتوى على تفسير سياسى بأنهم سابوا العيال يلعبوا يفرحوا وياخدوا شقق هدايا علشان يوم التصريح الرائع بالعودة يبقى مفاجأة سارة من الصديق للصديق ومن الحبيب للحبيب.. وكانت الفرحة اليهودية بالثورة المصرية والنهضة المصرية غامرة فى كل أنحاء العالم وتوالت التصريحات العالمية بأنه أخيراً ظهر لليهود حبيب فى الشعب المصرى الملعون اللى طول عمره مستقصد اليهود الغلابة المظاليم.. وعجبت من الزعيم «العريان» وهو يصرخ فى مداخلة تليفزيونية ويقول يعنى يروحوا فين اليهود؟ يروحوا وراء الشمس؟ مش مصريين دول ولا إيه؟ ثم بعد ما عجبت اكتشفت إن أنا عقلى على قدى ولم أدرك بعد مغزى الثورة الجديدة لأن الشوارع المصرية والاستاد المصرى ووزارة الدفاع المصرية شاهدوا مصريين غلابة من نوعية القرضاوى المصرى والظواهرى المصرى والزمر المصرى سائرين يهتفون للحرية والديمقراطية والإصلاح الأمريكانى.. وصرح اليهود الغلابة المشردين اللى النظام السابق والأسبق والأسبق بهدلهم وحاربهم وموتهم وأخذ أرضهم.. أنهم جايين جايين وعاوزين تعويض عن أملاكهم اللى نهبها عبدالناصر يصل إلى مئات المليارات من الدولارات.. وعندهم حق طبعاً لأن عبدالناصر المفترى أخذ منهم عمر أفندى وعدس وشيكوريل ومحلات البمب فى حارة اليهود وشوية محلات فى الصاغة وكام محل جزارة أما الناس الكفار الملاعين اللى بيقولوا إن اليهود دول وحشين فهؤلاء لهم حساب على رواقة.. اليهود لم يقتلوا مصريا فى حياتهم.. لم يفجروا محلات ودور سينما وبنوكاً قبل عام 1952.. لم يدخلوا أرض مصر عام 1956 قبل الفرنسيين والإنجليز.. لم يحرقوا أبناء مصر بالنابالم عام 1967، ولم يدفنوا الأسرى من الشباب والرجال المصريين أحياء.. لم يستنزفوا سيناء فى الأعوام الستة التى قضوها يمرحون فى أملاك «العريان» وإخوانه الأحباب.. وكأن مصر لم تفقد اقتصادها وشباب أبنائها ولم تبذل شهداء أبراراً من أجل أرض «العريان» وإخوانه فى 1973.. وكأن إسرائيل لم تقتل أطفالاً ونساء وشيوخا ولم تذبح وتبقر بطون الحوامل وتمزق الأجنة وتضع الرضع فى الأفران فى مذبحة «دير ياسين» ولم تدفن وتقتل وتهشم العظام فى صابرا وشاتيلا وجنوب لبنان وجنين وباقى بلاد الفلسطينيين حتى الشهر الماضى.
واتضح لنا أخيراً نحن شعب مصر الجاهل الكافر المغيب أن اليهود هم الأمل والهدف.. هم الذين يستحقون أرض مصر كما كتب على الكنيست الإسرائيل وأن الدم المصرى حلال للعريان وأحبابه وأن الدم الاسرائيلى غال ومحرم حرمة أرضهم الموعودة التى نعيش نحن فوقها اغتصاباً وإجراماً وأن أغنية «عائدون عائدون» التى خدعنا فيها بغبائنا وتخيلنا أن العائدين فى الخيال هم شعب فلسطين عرفنا أخيراً مقصدها فهذه الأغنية هى التى سوف يغنيها اليهود فى طريقهم الممهد إلى الأهرام والنيل ، وأن «عبدالمنعم رياض» و«أحمد حمدي» والبطل «أحمد عبدالعزيز» وغيرهم من آلاف الآلاف من المصريين ليسوا شهداء للوطن وإنما هم خونة.. خانوا اليهود الأحباب وتجرأوا وحاربوهم من أجل سرقة الوطن اليهودى مصر منهم وهم وحبيبهم العريان ضحايا للعنف المفرط وانتهاك حقوق الإنسان.. واغتصاب الوطن العربى من أهله الحقيقيين من أول بن جوريون وحتى نتانياهو الحبيب.. وأن حكام مصر المعاصرين من أول عبدالناصر والسادات ومبارك الذين تجرأوا وحاربوهم يستحقون الموت كمداً والاغتيال والسجن والبهدلة.. فلتحيا إسرائيل حبيبة العريان وإخوانه وليسقط الشعب المصرى ولا عزاء لشباب مصر من الشهداء ولا لرجال مصر من الأبطال المحاربين ومرحباً باتحاد المؤسسة العسكرية اليهودية مع ميليشيات الإخوان الأحباب وسوف نخرج فى مظاهرة جماهيرية عارمة نبوس القدم ونبدى الندم على غلطة أبونا واللى جابونا فى حق اليهود والعريان وننادى بتغيير الخريطة العربية من الوطن العربى إلى الوطن «اليهودى العريانى المتحد» وننادى بحل وتسريح قواتنا المسلحة الاستعمارية التى تحمى بلادنا التى اغتصبناها من جولدا مائير وموشى ديان الأبرياء وتحيا إسرائيل حرة مستقلة بفضل جهود أحبائها المخلصين على طول الزمان.