أثارت صورة لمرشح بدائرة مركز القرنة بغرب الأقصر يدعى "محمد عبد العليم الضبعاوي"، جدلا واسعا بين رواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حيث استغل المصحف الشريف في الدعاية الانتخابية له. ولم يقتصر الأمر عن مجرد توزيع المصحف وإنما وضع صورته واسمه ورمزه الانتخابي له وتعددت الآراء حول هذا الفعل الذي جرمه علماء الأزهر واعتبروه ازدراء للدين ولكتاب الله وطالبوا بمنع هذا المرشح من خوض الانتخابات والبعض الآخر وجدوا أنه تصرف عادي أراد به أحد المرشحين أن يشير به إلى تدينه، والبعض الآخر وجدوا أنه من الجماعة ويريد أن يعلن أنها مستمرة بفكرها حتى وان عزلت عن الحياة السياسية. من جانبه، قال محمد عبد العاطى، رئيس قسم الدراسات الإسلامية كلية التربية جامعة الأزهر، إن ما حدث يعد خطأ وامتهانا لكتاب الله واستغلال الدين في السياسة، مشيرا إلى أن هذا لا يجوز على الإطلاق، فهذا تصرف أحمق من إنسان جهول لا يعرف قيمة كتاب الله. وأشار عبد العاطي في تصريحات ل"المصريون" إلى أنه لابد من تقديم محضر أمام النائب العام واتهامه بازدراء الدين وكتاب الله وعقوبة ذلك تكون من المحاكم، مؤكدا ضرورة أن يشطب اسمه من المرشحين لمجلس الشعب ويمنع من خوض الانتخابات، قائلا: "من لا يعرف قدر كتاب الله لا يعرف قدر الشعب ولا قيمة الكرسي الذي يجلس عليه"، على حد تعبيره. وعلى صعيد آخر، قال مختار غباشي، الخبير السياسي، إن هذا الفعل من المرشح يختلف تفسيره فقد يكون ينتمي لأحد أحزاب الجماعة ويريد أن يخبر الجميع أن الحزب مازال قائما والجماعة موجودة حتى وإن لم يكن في إطار جماعة الإخوان وتحت مظلة الحزب فستخوض الانتخابات بالشكل الفردي، منوها بأنه قد يكون على الخلاف من ذلك من معارضي الجماعة ويريد أن يصل رسالة مقتضاها أن ليس الجماعة هي فقط من تعرف الله وكتابه. وأكد غباشي أن الموضوع قد يتضمن دعاية لنفسه وبكل عفوية، مشيرا إلى أن ذلك لن يخل بالانتخابات والأمر متوقف على قرار اللجنة العليا، منوها بأنه لم يكتب على المصحف أي عبارات وهذا ما لا يدينه هو أراد أن يعرف الناس أنه شخص يعرف ربه، وبالتالي فذلك لا يؤثر على وجوده في الانتخابات ولا يمنع من ذلك. وتابع غباشي أن هذا الفعل سيكون مجالا لتعليق من خصومه الذين يحاولون دائما من تصيد الأخطاء لبعضهم مستغلين مثل هذه الأفعال.