كوبري إمبابة يقع شمال القاهرة على نهر النيل يربط بين حيي روض الفرج في القاهرة وإمبابة بالجيزة، وهو مكون من حارتين لعبور السيارات على حواف الكوبري وممرين سطحيين لعبور المشاة يتوسطهما سكة حديد لعبور القطارات المتوجهة من وإلى الصعيد. كوبري إمبابة الشهير، يعد تحفة معمارية فريدة، فضلاً عن أنه يكتسب أهمية تاريخية نظرًا لتاريخ إنشائه، حيث إنه يعد ثاني أقدم كوبري في مصر بعد كوبري "قصر النيل"، كما أنه كان وجهة لصناع السينما والمخرجين، حيث شهد تمثيل العديد من المشاهد السينمائية عليه، ويذكر أن الرئيس الراحل أنور السادات سبق وأن نام تحته في الحقيقة، وهو ما جاء أيضًا بفيلم "أيام السادات"، فبدلاً من استغلاله في تنشيط السياحة يسيطر عليه البلطجية ومدمنو المخدرات، مما يجعل عبور المشاة عليه مخاطرة كبيرة، فإذا أردت أن تعبر الكوبرى فعليك أن تقوم بذلك في وضح النهار، أما إذا حل الظلام فأنت معرض للخطر في حالة المرور، كما يشهد الكوبري حالات تحرش واغتصاب كثيرة. "المصريون"، في محاولة منها للكشف عن الجرائم التي ترتكب على كوبري إمبابة وإبراز الغياب التام للشرطة وإلقاء الضوء على ما يعانيه الكوبرى التاريخي، قامت بجولة في محيطه لعلها تجد آذانًا صاغية تستجيب لآهات الكوبرى واستغاثات الأهالي. "كل يوم والتانى بيجى حد يشتكى أنه اتسرق منه حاجة" بهذه الكلمات بدأ الحاج أحمد زيدان، صاحب ورشة بجوار الكوبرى، كلامه موضحًا أن غياب الشرطة عن الكوبرى سمح بانتشار البلطجية وقُطاع الطرق عليه، مؤكدًا في الوقت نفسه أن عدم وجود أعمدة إنارة فضلاً عن عدم القيام بأعمال صيانة دورية للكوبري جعله ملاذًا آمنا للخارجين عن القانون. أما مسعد سلطان، أحد سكان حي روض الفرج، فطالب بوجود كمين شرطة ثابت لحراسة الكوبرى، قائلا: "زمان كان فيه أمان عن دلوقتى كان أي حد بيعدى في أي وقت لو حتى بالليل ومكنش فيه الكلام ده". كما اتهم أحمد البيلى، رجال الأجهزة الأمنية في كلا جانبي الكوبرى "يقصد حيي إمبابة وروض الفرج" بالتقصير في القيام بدورهم، قائلًا: "كل ما نروح نشتكى في قسم إمبابة ونقول الكوبرى مفيهوش أمن يقولوا إن المنوط بتأمين الكوبرى هو قسم روض الفرج، ولو روحنا قسم روض الفرج يقوللنا إن الكوبرى تبع قسم إمبابة إحنا احتارنا نعمل إيه عشان نعدى على الكوبرى بأمان"، مضيفًا: "أنهم لا يستطيعون المرور على الكوبرى من أذان المغرب كل يوم حتى الصباح، ويوم الجمعة كاملاً لا يستطيعون المرور عليه لأنهم لو تجرأوا وقاموا بالمرور سيكونون صيدًا سهلًا لهؤلاء البلطجية". ويذكر أن تاريخ إنشاء الكوبرى كان عام 1892، وقام بتنفيذه المهندس الفرنسي "دافيد ترامبلي"، وافتتحه الخديو عباس حلمي الثانى في احتفالية كبيرة.