ما بين غزوة بدر الكبرى وحرب السادس من أكتوبر عام 1973 ارتباطا وثيق فكلاهما كانا في شهر رمضان المبارك وكان الشعار في كلاهما هو "الله أكبر الله أكبر". ومع احتفالنا بانتصارات أكتوبر المجيدة بعد مرور 42 عامًا فلا يمكن أن ننسى الشعار الأقوى شعار النصر "الله أكبر" ولمعرفة من صاحب فكرة الشعار وكيف تم تبليغ الجنود به على الجبهة. يذكر الفريق سعد الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية (صاحب الفكرة)، فى مذكراته قصة هذا الشعار: " فى صباح الجمعة 5 من اكتوبر عام 1973م ، تحركت بنفسي الى الجبهة لكى أتاكد أن كل شئ كان يسير على ما يرام ، دخلت على اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث فى مركز قيادته فوجدته يراجع الكلمة التى سوف يلقيها على جنوده عند بدء القتال ، فعرضها على وطلب رأيي فيها. وأضاف:"كانت كلمة قوية ومشجعة حقا ، قلت له انها ممتازة ولكنى لا أتصور أن أحدا سوف يسمعها، إن هدير المدافع والرشاشات وتساقط القتلى والجرحى لن يسمح لأحد بأن يستمع أو ينصت لأحد، فما بالك بهذه الخطبة الطويلة ؟ ثم لمعت فى ذهنى فكرة بعثها الله تعالى لى لتوها ولحظتها، إن أفضل شئ يمكن أن يبعث الهمم فى النفوس هو نداء الله أكبر، لماذا لا نقوم بتوزيع مكبرات للصوت على طول الجبهة وننادى فيها الله أكبر الله أكبر ....سوف يردد الجنود بطريقة آلية هذا النداء وسوف تشتعل الجبهة كلها به. وأردف الشاذلى فى مذكراته قائلاً: " إن هذه هى أقصر خطبة وأقواها ..... وافق عبدالمنعم على الفور ولكنه أخبرنى بأنه ليس لديه العدد الكافى من مكبرات الصوت التى يستطيع بها أن يغطى مواجهة الجيش الثالث". وتابع: من مكتب عبدالمنعم واصل اتصلت بمدير إدارة الشئون العامة وقلت له أريد منك أن تدبر لى 50 مكبر صوت ترانزيستو وان تسلم منها 20 إلى الجيش الثالث و30 إلى الجيش الثانى على أن يتم ذلك قبل العاشرة صباحا حتى لو تطلب الأمر سحب مكبرات الصوت جميعها من وحدات القوات المسلحة التى ليست ضمن تنظيم الجيشين الثانى والثالث".