أعرب الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، أمس الخميس، عن حالة الإحباط والغضب التي تنتابه جراء حوادث القتل الجماعي التي تشهدها بلاده بين الحين والآخر. جاء ذلك في خطاب متلفز للرئيس الأمريكي، توجه به إلى الأمريكيين، على خلفية حادث إطلاق النار الذي نفذه شاب يبلغ العشرين عاما، بالأمس، في كلية "أوماباكوا" التمهيدية الحكومية بولاية اوريغون، ما أدى لمقتل وجرح عدد من الأشخاص. ودعا "أوباما" في خطابه، الكونغرس الأمريكي إلى تشديد قوانين حيازة السلاح، مضيفا "كما قلت قبل أشهر قليلة، وكما اقول في كل مرة يحدث فيها واحد من عمليات القتل الجماعي هذا، أدعيتنا وصلواتنا ليست كافية". وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة قد أصبحت غير قادرة على الشعور"بهول هذه العمليات لكونها اصبحت بطريقة ما معتادة، تغطيتكم (الصحفية) لها صارت تعويداً، استجابتي لها هنا، من هذا المنبر صارت تعوداً". وفشل الرئيس الأمريكي على مدى سنوات شغله للمنصب، في إقناع الكونغرس الأمريكي بتمرير تعديلات على قوانين حيازة واستخدام الأسلحة في البلاد. ويصر العديد من الأمريكيين على عدم تمرير قوانين لتحديد حرياتهم في اقتناء الأسلحة بحجة أنها تقييد لحقهم الدستوري الذي ينص التعديل الثاني منه على "حق الشعب في حيازة السلاح وحمله يجب أن لاينتهك". هذا في الوقت الذي يدعي فيه مؤيدو وضع قيود مشددة على حمل السلاح واقتنائه، بأن جرائم القتل الجماعي التي تقع بشكل كبير في الولاياتالمتحدة، يعود سببها إلى سهولة الحصول على أسلحة داخل البلاد، ما يسبب سهولة سقوطها في أيدي المرضى النفسيين والمجرمين. وتنفق الرابطة الوطنية للبنادق، والتي تعد من أكبر المؤسسات الراعية لحق حمل السلاح، مبالغ طائلة كل عام لتشجيع الناس والضغط على المسئولين لدعم حق حمل السلاح وحيازته دون تشديد. وبرغم القيود العديدة التي تفرضها الحكومة الأمريكية على اقتناء الأسلحة، إلا أنها لم تستطع حتى هذا اليوم منع اقتناء البنادق والرشاشات من قبل المواطنين الأمريكيين، وذلك بفضل جهود الرابطة الوطنية للبنادق. ولا شك أن هذه القيود صارت أمرا ملحاً، خاصة بعد تكرار حوادث العنف الجماعي التي باتت تتكرر في المدارس والجامعات والأماكن العامة. وكان الرئيس الأمريكي، قد أعرب في لقاء له في وقت سابق، مع ال"بي بي سي" عن أن أكثر ما يثير إحباطه هو أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الدولة المتقدمة الوحيدة على سطح الأرض التي لاتمتلك ما يكفي من الحس السليم لتشريع قوانين السلامة (تشديد على اقتناء الاسلحة)، برغم حوادث القتل الجماعي المتكررة". ويوم أمس الخميس قام شاب، بفتح النار في كلية "أوماباكوا" التمهيدية الحكومية بالولاية، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى والقتلى. وقال قائد شرطة مقاطعة دوغلاس "جون هانلين"، إن "الشرطة التي هرعت إلى موقع اطلاق النار سرعان ما اشتبكوا مع المشتبه به، وتم تبادل إطلاق النار، حيث تم تحييد مطلق النار"، في إشارة إلى موت المشتبه به، دون أن يوضح قائد شرطة المقاطعة التي تتبع لها مدينة روزنبرغ، حيث وقع الحادث، إذا ما كان المشتبه به قد تم قتله من قبل عناصر الشرطة أو أنه قام بقتل نفسه. وكانت وسائل إعلام أمريكية قد ذكرت أن أكثر من 10 أشخاص على الأقل قد قتلوا فيما أصيب أكثر من 20 آخرين، أمس، في هجوم مسلح بمدرسة في ولاية أوريغون. وذكرت أن الاعتداء وقع في كلية "أوماباكوا" التمهيدية الحكومية، والتي يدرس فيها نحو 3 آلاف طالب، في مدينة روزبورغ، خلال ساعات الصباح بالتوقيت المحلي، في حين لم يتضح بعد فيما إذا كان جميع الضحايا من الطلاب أم لا. هذا وذكر "هانلين" في مؤتمر صحفي بثته وسائل الاعلام أنه "قد تأكد وجود اصابات، كما تأكد وجود وفيات"، إلا أنه رفض الإعلان عن عددهم. بينما وصفت حاكمة الولاية "كيت براون" بأن المشتبه به كان "ذكراً يبلغ 20 عاماً".