فراج إسماعيل لعب المنتخبان الشقيقان المصري والمغربي مباراة رائعة، وقدما كل ما لديهما من مجهود، ولولا أن الفريق الشقيق خسر ضربة البداية مع كوت ديفوار بهدف "فطيس" في رأيي من "بنالتي" لكان الشقيقان هما الأحق بالصعود للدور التالي، فأدائهما حتى الآن أفضل بكثير من أداء الأفيال التي كادت تخسر من الشقيقة ليبيا وأحرزت هدفين ماركة "فطيس" أيضا نتيجة أخطاء حارس المرمى! لم يكن مطلوبا من منتخبنا أداء أفضل من الذي قدمه أمام منتخب المغرب في مباراة أمس، فقد لعب أمام عشرة محترفين يلعبون خارج بلادهم، جميعهم من النجوم أصحاب الامكانيات الفنية العالية، وقد أدوا بشكل تكتيكي ممتاز يحركهم مدرب فاهم من خارج الملعب وهو الكابتن محمد فاخر. ومع ذلك فقد صال لاعبونا وجالوا، وانطلقوا يهددون المرمى المغربي ودانت لهما فرصتان لا تقبلان سوى التهديف لكن رعونة أحمد فتحي وعماد متعب تسببت في اضاعتهما، فلو وقف أحمد فتحي بالكرة قليلا ثم صوبها صاروخا مرتفعا عن متناول الحارس لأحرزها، كذلك الهداف عماد متعب الذي استقبل كرة بركات بشكل جيد، لكنه نفذها في اتجاه المرمى بشكل سيئ فخرجت من قدمه ضعيفة تتهادى في يدي الحارس ولو مشى بها قليلا لامكنه مراوغته، ولو صوبها لكانت هدفا لا محالة، والدليل ان المدافع المغرب المراقب له وقف بعد أن سلم أمره لله! أثبت منتخبنا أمام المغرب أنه منتخب قوي يحتاج فقط الى الثقة بامكانياته وقد نالها في الثلث الأخير من المباراة، بعد نزول الساحر ابو تريكة الذي ربط خطي الوسط والهجوم وتحرك في كل مكان وصنع كرة رائعة لعمرو زكي لو تخلى عن الطمع فيها ومررها بالعرض لوجدت متعب في وضع أفضل. ما أروع التمريرة التي خدعت الجميع بعد خروجها من قدم أحمد حسن وذهبت في اتجاه اندفاع جيد من احمد فتحي، ووقفنا جميعا على أنها هدف مائة في المائة، لكننا فوجئنا به يصوبها خارج المرمى، وفي يقيني أنها لو تكررت امامه عشر مرات لأحرز منها عشرة أهداف! كذلك تلك التمريرة الرائعة من الزئبقي بركات التي وضعت متعب وجها لوجه أمام المرمى ووقفنا جميعا لنحتفل بعدها بأول هزيمة للمغرب في القاهرة من منتخبنا منذ عشرين عاما، ولكن للأسف اطاح متعب بهذه الأمال والطموحات بغرابة شديدة! هنا ملحوظة على متعب ظهرت خلال مباراة الأمس ومباراة الافتتاح وهو البطء في حركته، لدرجة أنه يشعرنا في المدرجات أن وزنه قد زاد عن ما هو معتاد، وليت شحاتة يعطي الفرصة في المباراة القادمة لحسام حسن أو عبد الحليم علي حتى لو جزءا من المباراة! عمرو زكي بذل مجهودا ممتازا، تحرك في كل مكان، وشكل ازعاجا بقوة بنيانه للدفاع المغربي، ولكن يؤخذ عليه الأنانية في كرتين كان من الممكن ان تكونا مثمرتين لو مررهما لزميل في وضع أفضل. تغييرات حسن شحاتة ممتازة، واسهمت في تغيير شكل المباراة لصالحنا في منتصفها الاخير، لدرجة ان الثقة تملكتنا بأن منتخبنا مقبل على احراز هدف، حتى والمباراة تلفظ أنفاسها الاخيرة، فمنذ نزول حسن مصطفى بديلا لأحمد فتحي ثم ابو تريكة بديلا لأحمد حسن، شعرنا ان الملعب دان لنا وان نجومنا لهم الكلمة العليا في جميع خطوط الملعب، وان مدرب أسود الأطلسي محمد فاخر يرقص رقصة الخوف، قلبه يرتعش ولسان حاله يدعو ان يطلق الحكم صافرته! منتخبنا بدون أحمد حسن أصبح أفضل ايقاعا وتمريرات وسرعة، فهو يعطل الكرة، ويبصم على كل كرة باعتباره الكابتن، يلف ويدور فتضيع الهجمة، لكن وجوده في التشكيل ضروري بشرط ان يتخلى عن تلك السلبيات، ويجب على الجهاز الفني أن يوجهه لذلك بحزم! تشكيل الثلث ساعة الأخير - ما عدا متعب - هو الانسب لمنتخبنا، فقد وضعه في سلة الكبار بحق، دفاع حريص وقوي ووسط متحرك ومناور، وهجوم فعال. ميدو كان يجب أن يبقى بعد ان سيطرنا على جميع بقاع الملعب، ولو جاءته كرة بركات التي انفرد بها متعب لكانت هدفا مائة في المائة! لا يجب ان نجلد انفسنا فنقول اننا خيبنا الأمال بالتعادل، بالعكس فقد اقتربنا بنسبة كبيرة من الصعود.. فمنتخب الأفيال التي ظهرت وديعة امام ليبيا، ليس بذلك المنتخب الخطير، دروجبا يمكن السيطرة عليه، وهارونا يمكن تعطيله واخراجه من الخدمة. لو لعب منتخبنا بنفس مستواه الذي ظهر به أمام المغرب لفاز، وعلينا ان نتذكر جيدا ان التائب بمفرده في منتخب ليبيا عمل فيهم الهوايل، ولولا التغييرات العبيطة لمدربهم الكرواتي ايليا لخرجوا متعادلين على الاقل! فقط علينا ان نتذكر، ان مدرب الافيال هنري ميشيل هو عقدتنا ايضا مثل فريق المغرب، وانه كان وراء فوز المغرب علينا في المرات السابقة عندما كان مدربا لها، وعلى حد علمي لم يسبق لنا الفوز على منتخب تولاه هذا المدرب، لكنني اذكر انها مجرد حالة نفسية فقط يمكن التغلب عليها بقوة التركيز والخطة الجيدة والاداء الراقي. بعد مباراتين لا يزال مرمى الحضري نظيفا، ليكون دفاعنا الذي خشينا عليه كثيرا هو أقوى دفاع حتى الآن.. لكن لابد من الاشادة بالحضري الذي يتحرك داخل المرمى وامامه بذكاء وحرص ويمسك الكرات التي تسدد عليها باتقان، وقد انقذ فرصة صوبها المهاجم المغربي برأسه، وهي من الفرص المحققة. علينا ان نثق بأنفسنا اكثر، فلدينا منتخب من الاقوياء لا يقل عن الكاميرون او نيجيريا او غانا او تونس، ويمكننا ان نفوز على الكاميرون لو قابلناها في الدور التالي. شكرا لكم ايها النجوم على ذلك الاداء أمام المغرب وننتظر منكم اقتلاع ذلاليم الأفيال يوم السبت القادم! [email protected]