استَضافَت إسرائيل اليوم الثلاثاء، للمرة الأولى أحدث حلفائها في إفريقيا سلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان، الذي اعترفت به بعد ساعات من إعلان استقلاله عن شمال السودان في يوليو الماضي. ورفض مسئولو الحكومة الإسرائيليَّة ذكر تفاصيل الزيارة التي لم تلق تغطية مكثفة وتستغرق يومًا واحدًا والتي رجحت مصادر سياسيَّة أنها ستركز على الهجرة غير المشروعة للأفارقة إلى الأراضي المحتلة. من جهته، أعرب سيلفاكير عن شعوره بسعادة غامرة" عندما وطأت قدماه ما سماها "أرض الميعاد" وفق قوله والتي وصلها الليلة الماضية ضمن وفد يضم وزير خارجيته ووزير دفاعه ووزير الأمن القومي لجنوب السودان، بالإضافة إلى رئيس غرفة الصناعة والتجارة. في المقابل، أكد شمعون بيريز عقب اللقاء الذي جمعه بسيلفاكير أن إسرائيل مستعدة لتقديم الدعم لدولة جنوب السودان على كافة الأصعدة، واصفًا زيارة سيلفاكير بأنها تاريخية بكل المقاييس. ومن المقرر أن يجتمع الضيف بعدد من المسئولين الإسرائيليين على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووزير الدفاع إيهود باراك الذي التقاه في واشنطن في نهاية الأسبوع الماضي. وكشفت مصادر دبلوماسيَّة إسرائيليَّة لوكالة الأنباء الفرنسيَّة أن محادثات رئيس جنوب السودان مع المسئولين الإسرائيليين ستتناول مشاريع التعاون الزراعيَّة والصحية. وأشارت نفس المصادر إلى أن المسئولين في جنوب السودان طلبوا من سيلفاكير أن يبقي زيارته الأولى إلى إسرائيل "بعيدة عن الأضواء". في حين ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الزيارة تدخل في إطار التحالفات التي تبنيها إسرائيل مع دول شرق أفريقيا لمواجهة تهديدات ما تسميه "التطرف الإسلامي". وكانت إسرائيل قد وافقت هذا الشهر على خطة قيمتها 167 مليون دولار لمحاولة القضاء على تدفق المهاجرين الافارقة الذين يعبرون الى البلاد عبر الحدود مع مصر، وتظهر أرقام حكومية أن عدد العمال الذين يقيمون في اسرائيل بشكل غير مشروع بلغ أكثر من 52 ألفًا. وقال نتنياهو إنه سيزور أفريقيا في مستهل العام القادم حيث سيبحث من ضمن قضايا أخرى إعادة المهاجرين، ويعتقد أن جنوب السودان إحدى وجهاته المحتملة لكن لم يعلن بعد عن تفاصيل الرحلة.