حياة الفنانين يظنها البعض خالية من الهموم، ولكن دائمًا ما تكون عكس ذلك نهائيًا، فالهالة التى تحيطهما تشعرك بذلك، ولكنهما يمرون بأحداث مأساوية تجعل من يعرفها يشعر بالشفقة تجاههم. فصاحب الابتسامة الفنان عبدالفتاح القصري، تنازل عن ميراثه من أبيه تاجر الذهب الشهير، من أجل عشقه للفن، وبدأ حياته كممثل صغير ثم أصبح نجما كبيرا، واشتهر القصرى بإفيهاته، فدائمًا ما كان يعلق كلامه مع الجمهور. ولكن لن تظل حياة القصرى جميلة طويلًا، ففى إحدى عروضه المسرحية، صرخ، وقال: "أنا مش شايف حاجة"، فانهار الجمهور من الضحك يعتقدون أنه إفيه جديد ولكن شعر إسماعيل يس أن هناك مكروها حدث للقصرى، وعلى الفور أخذه خلف الكواليس وتأكد من إصابته بالعمى وخيم الحزن على الجميع عقب معرفتهم بهذا الخبر. وعندما علمت زوجته بذلك قامت بإمضائه على كل ممتلكاته وتزوجت شابا كان يعطف عليه القصرى، وأدى ذلك أنه أصبح لا يمتلك من المال شيئًا، فعاش مع شقيقته بغرفة تحت السلم، وقامت شقيقته ببيع الشاى حتى تستطيع توفير متطلبات الحياة لهما، ولكنه أصيب بالعديد من الأمراض وفقد الذاكرة ومات عام 1964.