من رأى أنه مات ثم عاش فإنه يذنب ذنبًا ثم يتوب منه لقوله تعالى (قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا) غافر 11، ومن رأى ميتًا عرفه فأخبره أنه لم يمت دل ذلك على صلاح حال الميت فى الآخرة، لقوله تعالى (بل أحياء عند ربهم يرزقون ) آل عمران 169. وكذلك لو رأى على الميت تاجًا أو خواتيم أو رآه قاعدًا على سرير، ولو رأى على الميت ثيابًا خضرًا دل على أن موته كان على نوع من أنواع الشهادة كما تدل هذه الرؤيا على حسن حال الميت فى الآخرة، وكذلك تدل على حسن عقبه فى الدنيا. ومن رأى ميتًا ضاحكًا فإنه مغفور له لقوله تعالى (وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة) عبس 38:39. ومن رأى كأن أخًا له ميتًا قد عاش فإنه يقوى بعد ضعف لقوله تعالى (اشدد به أزرى) طه 31. ومن رأى أختًا له ميتة قد عاشت فإنه قدوم غائب له من سفر وسرور يأتيه لقوله تعالى (وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون) القصص 11. ومن رأى كأنه على جنازة فإنه يؤاخى إخوانًا فى الله تعالى لقوله عز وجل: (إخوانا على سرور متقابلين) الحجر 47. ومن رأى كأنه بين قوم أموات فهو بين أقوام منافقين يأمرهم بالمعروف فلا يأتمرون بأمره، لقوله تعالى: (فإنك لا تسمع الموتى) الروم 52. ومن رأى ميتًا يصلى فى غير موضع صلاته الذى كان يصلى فيه أيام حياته فتأويلها أنه وصل إليه ثواب عمل كان يعمله فى حياته أو ثواب وقف قد وقفه وتصدق به. ومن رأى الميت يصلى فى موضع كان يصلى فيه أيام حياته دل ذلك على صلاح دين عقب الميت من بعده لأن الميت قد انقطع عن العمل لنفسه. ومن رأى أنه وجد ميتا فإنه يجد مالاً، ومن رأى كأن ابنه مات تخلص من عدوه. ومن رأى كأن ابنته قد ماتت يئس من الفرج، فإن رأت حامل أنها ماتت وحملت على نعش والناس يبكون عليها من غير رنة ولا نواح، فإنها تلد ابنًا وتسر به. وإذا رأى الأعزب أنه مات فهو دليل على زواجه. وإن رأى المتزوج أنه مات وزوجته فى العدة، فقد يدل على الطلاق لأن بالموت تقع الفرقة. ومن رأى أنه يصاحب ميتًا فإنه يسافر سفرًا بعيدًا يصيب فيه خيراً كثيراً ومن حمل ميتاً على عنقه نال مالا وخيرا كثيرا. ومن رأى أنه أكل مع ميت أو كلمه أو نام معه أو عانقه معانقة مودة طال عمره، ومن رأى ميتًا يعظه أو يعلمه علما فإنه يصيب صلاحًا فى دينه بقدر ذلك. ومن رأى ميتا معروفا مات ثانية وكان لموته بكاء من غير نوح أو صراخ فإنه يتزوج بعض أهله فيكون فيهم عرس وإلا مات فى عقبه إنسان ومن رأى ميتاً مقبلا عليه ضاحكا له فقد شكر له عمله فى وصيته أو أهله أو لما وصل إليه من دعائه، فإن لم يكن هناك شيء من ذلك فقد بشره بحسن حاله وطاعته لربه. ومن رأى أنه مات ثم عاش فإنه يتوب من ذنب وقيل يسافر سفرا بعيداً ثم يرجع لقوله تعالى: (الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت) البقرة 243.. والله أعلم.