جدارية ملاصقة للجامعة الأمريكية مطلة على ميدان التحرير «ميدان الثورة»، في شارع محمد محمود القريب من وزارة الداخلية، الذي اشتهر بمواقعه التي اتخذت شكلًا خاصًا منذ اليوم الأول لشرارة يناير، مرورا بالأحداث الشهيرة يوم 19 نوفمبر 2012، والمعروفة إعلاميًا ب«أحداث محمد محمود»، وما تلا ذلك من مناوشات بين الثوار وقوات الجيش والشرطة والبلطجية. تحمل الجرافيتي (الرسومات) اسم شارعها «محمد محمود»، شارع شهد العديد من المظاهرات والمواجهات العنيفة بين الأمن والمتظاهرين، وسقوط عشرات القتلى، وتحول سور الشارع الملاصق للجامعة الأمريكية إلى متحف مفتوح لفناني الجرافيتي لتوثيق أحداث الثورة والفعاليات السياسية. أعمال هدم جزء من جدارية سور الجامعة الأمريكية، والتي بدأت أمس الخميس أغضبت العديد من الفنانين والنشطاء المصريين، واعتبرها البعض محاولة لطمس وإزالة معالم ثورة 25 يناير من ميدان الثورة. وانطلقت صباح أمس عملية إزالة السور، وفي الوقت ذاته؛ تصدر هاشتاج #محمد_محمود موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في المرتبة الأولى، والذي عبَّر من خلاله نشطاء وشباب الثورة عن غضبهم من قرار الإزالة، متهمين السلطات بالوقوف وراء إزالة سور الجامعة (يحمل جرافيتي الثورة)، ومعتبرين ذلك «محاولة فاشلة من جانب الثورة المضادة لمحو آخر ما تبقى من يناير». ويعد الشارع (الذي تقع وزارة الداخلية فيه) متحفًا فنيًا لرسامي الثورة. محافظ القاهرة من جانبه برر هدم السور بقوله إنه «بناء على طلب الجامعة الأمريكية، سيجري هدم مبنى العلوم المطل على ميدان التحرير، وموقعه سيتحول إلى مناطق خضراء مفتوحة». مدير الإعلام بالجامعة الأمريكية «رحاب سعد»، قالت في تصريحات صحفية، تعليقًا على هدم السور، إن «هدم السور جزء من تنفيذ الجامعة لخطة الحكومة لتطوير وتجميل ميدان التحرير». فيما رد علي زلط، أحد الصحفيين المؤمنين بثورة يناير (وشقيق أحد شهدائها إبراهيم زلط)، مغردًا «كانت لنا هنا ثورة قتلتم ورودها، أقسم أن رحمها الثوري سيطلق آلاف الورود». وشارك الناشط «ميشيل فارس» قائلًا: «أمسح جرافيتي شوه صورة.. الداخلية دايمًا مسعورة، علشان رسوماتي دايمًا فضحاكم، علشان طيلاكم وطايلة اللي معاكم». وعلقت الناشطة «أهداف سويف» مغردة: «ولو يطولوا يشيلوا الشارع نفسه والمدينة كلها لشالوهم». وقال الناشط السياسي «زيزو عبده» أحد قيادات حركة 6 أبريل: «تبقى القلوب معلقة وهائمة على الذكرى؛ كل رسمة ترسمت ع الجدار؛ كل ريشة ولون تلونت بيهم الحيطان؛ فهو أقرب إلينا كضريح وقلب صوفي وروح شهيد محمد محمود». وجرافيتي شارع محمد محمود رسومات ظهرت بعد أحداث ومظاهرات شارع محمد محمود في الفترة من 19 نوفمبر حتى 24 نوفمبر 2012، رُسمت على أسوار الجامعة الأمريكية بشارع محمد محمود الملاصق لميدان التحرير بوسط القاهرة. حملت الجرافيتي صورًا لعدد من شهداء الثورة أبرزهم «مينا دانيال والشيخ عماد عفت وجابر صلاح جيكا»، وصورًا لمن حمَّلهم النشطاء مسؤولية الدماء المسالة أمثال «المشير حسين طنطاوي والملازم محمود الشناوي الشهير بقناص العيون». وفي وقت فائت مسحت سلطات محافظة القاهرة الرسومات يوم 18 سبتمبر 2012 ، لكن الرسامين عادوا ورسموها مجددًا في نفس الأماكن.